«هو من كبار المزارعين والملاكين في "جبل الزاوية" وأحد الوجوه المعروفة بحل المشكلات التي كانت تقع بين العامة، ولِما شاع عنه من الكرم والجود، فقد وقع عليه الاختيار ليكون المموّل الرئيسي للثوار وما يلزمهم من طعامٍ وشرابٍ ومسكنٍ أثناء معاركهم التي خاضوها في منطقة "جبل الأربعين"، وقد شهدت المضافة التي يملكها (التكنة) حضور العديد من قياديي الثورة». هذا ما تحدث به السيد "أحمد عثمان بدوي" حفيد المجاهد "محمد زيدان صافي" عن أبرز صفات جدّه في لقائه بموقع eIdleb. أما عن استضافة "محمد زيدان صافي" لرجالات الثورة فقد تحدث ولده "خالد صافي" قائلاً:

«كثيراً ما جلس زعماء ورجالات الثورة في المضافة ليستريحوا بعد المعارك الضارية التي كانوا يخوضونها ضد الاحتلال الفرنسي، هنا كان المكان المخصص لقائد ثورة الشمال "ابراهيم هنانو"، وهنا كان مجلس "مصطفى حج حسين" قائد ثورة "جبل الزاوية" (مشيراً بيده)، وهنا يجلس المجاهد "أبو عدلة" آكل لحوم البشر كما يسميه الفرنسيون، وبيتنا هو الملجأ لكل تلك الرجالات الوطنية، فيه ينامون ومنه يذهبون إلى ساحات النضال، وكان دور والدي هو تقديم ما يلزم من المؤن.

يا آغا المال مو من عندي وإذا بدي قدم شيء لوطني ما بقدم إلا روحي

وأذكر عندما كان الزعيم "ابراهيم هنانو" يدخل بيتنا بكلمته المعتادة (جينا يا أبو أحمد)، وكان عمري آنذاك /12/عاماً، كان يجلس والثوار ساعاتٍ طويلةً يتحدثون في أمور الثورة، كان ينام دون أن يخلع حذاءه ثم يستيقظ ورفاقه صباحاً ويخرجون محمّلين بالطعام، وأمي في تلك الأيام كانت لا تنام الليل وهي تعد الطعام، ووالدي دائماً ما يخرج لخوض المعارك رغم رفض القائد "ابراهيم هنانو" حيث كان يقول: «أنت يا أبو أحمد عم تجاهد من بيت»، فيقول والدي: «يا آغا المال مو من عندي وإذا بدي قدم شيء لوطني ما بقدم إلا روحي».

حفيده أحمد بدوي

كما تحدث "خالد الصافي" عن أهم المعارك التي شارك بها والده قائلاً: «شارك والدي في المعارك الطاحنة التي جرت في "جبل الأربعين" وأهمها معركتي "بزّة" و"ترعان" برفقة العديد من أبناء قريتنا "نحلة" منهم "محمد يوسف بدوي" و"محمود الأسعد" و"حسن البكري" و"أحمد برهو بدوي" وجميع هذه المعارك انتصر فيها الثوار على جنود الاحتلال الفرنسي».

وبعد خروج المحتل الفرنسي أصبح "محمد زيدان صافي" أحد الوجهاء الذين ترفع لهم الرايات احتراماً لما بذله في سبيل الثورة. وُلد "محمد زيدان صافي" في قرية "نحلة" عام /1890/ ومات فيها عام /1973/ بعد أن بذل نفسه وماله في سبيل وطنه.

ولده خالد صافي
مكان جلوس الثوار في التكنة