"أبو المهدي" أقدم مختار في "سراقب" ما زال على رأس عمله، فقد عُين في العام 1985 وما زال قائماً على رأس عمله، والمهنة ليست طارئة عليه، فقد كان أعمامه مخاتيراً في ستينيات القرن الماضي، وكذلك جده "حمد الغنوم" الذي كان أول أو من أوائل المخاتير في البلدة وذلك نهايات القرن التاسع عشر.

موقع eIdleb التقى المختار "محمد غنوم" في منزله وكانت البداية عن النشأة وعبق ذاكرة الماضي فقال:

درست حتى الصف الرابع الابتدائي في مدارس البلدة وكان التعليم في زمننا جاداً... فما يُدرس الآن في الصف التاسع كنا ندرسه في الصف الرابع، وكانت هناك مدرسة وحيدة في القرية في أربعينيات القرن الماضي تتألف من ثلاث شعب فقط، بعد ذلك انتقلت إلى العمل الزراعي بحكم أن والدي يملك أرضاً زراعية واسعة /30/ هكتاراً، وسرعان ما تسلمت إدارة الأرض والإشراف عليها وكانت الزراعة بعلية بالكامل، وفي العام /1956/ حصلت على شهادة سياقة من مدينة "حلب" (إذ لم يكن ثمة فرع للمرور في "إدلب") وكان الغرض منها قيادة الجرار الزراعي لخدمة الأرض

«درست حتى الصف الرابع الابتدائي في مدارس البلدة وكان التعليم في زمننا جاداً...

أبو المهدي مع ولديه مهدي وعزام غنوم

فما يُدرس الآن في الصف التاسع كنا ندرسه في الصف الرابع، وكانت هناك مدرسة وحيدة في القرية في أربعينيات القرن الماضي تتألف من ثلاث شعب فقط، بعد ذلك انتقلت إلى العمل الزراعي بحكم أن والدي يملك أرضاً زراعية واسعة /30/ هكتاراً، وسرعان ما تسلمت إدارة الأرض والإشراف عليها وكانت الزراعة بعلية بالكامل، وفي العام /1956/ حصلت على شهادة سياقة من مدينة "حلب" (إذ لم يكن ثمة فرع للمرور في "إدلب") وكان الغرض منها قيادة الجرار الزراعي لخدمة الأرض».

*من المعروف في البلدة بأنك صاحب أول صيدلية زراعية، كيف كان ذلك ؟

الخاتم النحاسي العائد للمختار حمد الغنوم أول مخاتير سراقب

**نتيجة عملي بالزراعة، وملاحظتي للحاجة الماسة للأدوية الزراعية، حيث كان المزارعون يذهبون إلى "حلب" لشراء هذه الأدوية والمبيدات، هنا فكرتُ بافتتاح صيدلية زراعية، وبالفعل تم لي ذلك في العام /1975/ وهي أول صيدلية زراعية في "سراقب" وأريافها، وما زالت قائمة ومستمرة حتى الآن، وأدخلت إليها في الثمانينيات شبكات الري بالرذاذ، وكنت أول من أدخلها إلى البلدة، وبعدها أدخلتُ الري بالتنقيط في العام /1996/.

*ولكن الصيدلية الزراعية بحاجة لشهادة هندسة زراعية، كيف كان الأمر أيامكم؟

**كان يحق لأي صاحب شهادة جامعية أن يفتح صيدلية زراعية على أن يكون غير موظف لدى الحكومة، صيدليتي والتي ما زالت تحمل اسمها القديم "مركز غنوم للأدوية الزراعية" حصلتُ على رخصتها باسم الأستاذ "صائب عبيدين" الذي يحمل إجازة في الحقوق، وبعد وفاته أصبحت الرخصة باسم المهندس الزراعي"مؤيد عبيدين" كمدير فني للصيدلية.

*"أبو المهدي" الشهير بين الناس بلقب "المختار" ورث المخترتة أباً عن جد، ما حكاية عائلتكم مع المخترة ومشيخة البلد؟

**أتذكر في الستينيات كان عمي "نجم الدين الغنوم" مختاراً لسراقب، وفي نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كان أجدادي وأعمامي مخاتيراً أو شيوخ بلد، وما زلت أحتفظ بختم جدي "حمد الغنوم" الذي ربما كان أول مختار لـ"سراقب".

وهنا تدخل السيد "مهدي غنوم" الإبن الأكبر للمختار موضحاً: «في السابق كان المختار مقصداً لأي غريب يقصد البلدة سواء أكان موظفاً أو شرطياً أو عابر سبيل، فكان المختار يستضيفه ويكرمه ويلبي طلبه، فكان المختار بمثابة زعامة محلية، وكان له دور اجتماعي كبير فكان مسؤولاً عن تلبية حاجيات أهل بلدته قدر المستطاع، وحتى في الزواج كان له دور أساسي في تحديد المهور والإشراف على تجهيز العرائس على الأقل بالنسبة للمقربين وأبناء الحي، وكانت كلمته مسموعة عند الجميع ويُستشار في كل كبيرة وصغيرة، أما الآن فقد أصبح المختار شخصاً مكلفاً، يقوم بمهام معينة ومحدودة لتسيير أمور المواطنين بعيداً عن الخدمات الاجتماعية السابقة، فلم يعد دوره جوهرياً في حياة الناس والبلدة».

لقاؤنا مع المختار "أبو المهدي" أتاح لنا أن نصور الختم النحاسي العائد لجده أول مخاتير "سراقب"، وهو ما يضن به على الآخرين، والختم يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر الميلادي. والمختار"أبو المهدي"من مواليد "سراقب" عام 1934م.