«ليست كغيرها من العائلات التي تعيش في "جبل الزاوية" بل تركت بصمة واضحة لها على مدى سنوات عديدة لما تحلت به من كرم الضيافة ومساعدة المحتاجين واحتضان الثوار في الفترة التي قامت فيها ثورة الشمال لمرات عديدة وتقديم الدعم والمساعدة لهم». هذا ما قاله الحاج "أحمد العلي" عندما التقاه موقع eIdleb ليحدثنا عن عائلته التي ذاع صيتها في قرى وبلدات "جبل الزاوية" والذي أضاف قائلا: «كان الظهور الأول لعائلة "بيت العلي" بظهور الحاج "محمد العلي" الذي كان أحد المزارعين في قرية "منطف" ونتيجة الجد في عمله والمثابرة عليه تمكن من استصلاح العديد من الأراضي الوعرة غير الصالحة للزراعة...

وأخذ يعمل فيها ويزرعها وبعد مرور فترة من الزمن أصبح له مكانة مرموقة بين أبناء قريته حيث كان يساعد الفقراء والمحتاجين في الوقت الذي كانت فيه البلاد تخضع للحكم العثماني وكان الفقر والجهل منتشراً بشكل كبير، ومن أهم الأعمال التي قام بها الحاج "محمد" بعد أن حصل على هذه المكانة الجيدة بين أبناء القرية والقرى المجاورة قام ببناء "مضافة" لاستقبال ضيوفه فيها كما قام ببناء "خان" حيث كان من الضروري وجوده لاحتواء الدواب التي كانت وسيلة النقل في تلك الفترة».

وقد تربى والدي الحاج "فؤاد العلي" في منزل عز وكرم فورث جميع هذه الخصال عن والده حتى استطاع أن يحصل على شهرة واسعة بين أبناء "جبل الزاوية" في حياة أبيه فكان والده معروفاً لدى جميع الناس، وزاد عن والده بالكرم وبتوسيع ملكه وثروته حيث كان مرجعاً لجميع أبناء المنطقة في حل النزاعات والخلافات التي تحصل بين أبناء القرى وكان يقوم بدفع الأموال إذا تطلب الأمر من نفقته الخاصة لحل المنازعات الحاصلة بين الناس، كما أصبحت له مكانة متميزة عند الدولة لما رأوه من شدة احترام الناس له وبقيت سمعته الطيبة ترافقه حتى وفاته في عام /1986/

ويتابع القول: «ورث الوجاهة عنه ولده الحاج "جميل العلي" الذي كان يرافقه في جميع تحركاته فكان له ظهور أكبر من أبيه بسبب توسع علاقاته الاجتماعية حيث قام ببناء "طاحون" لطحن القمح فكان جميع أهالي القرى المجاورة يأتون من أجل طحن القمح فيستقبلهم في مضافته ويقدم لهم الطعام، وقد يبقى بعض الناس لأكثر من يوم في ضيافته، وأثناء انطلاق ثورة الشمال ضد الاحتلال الفرنسي كان له عدة مشاركات فيها مع قائد الثورة في "جبل الزاوية" الحاج "مصطفى الحج حسين" الذي تكررت زياراته إلى منزل جدي "جميل العلي" أكثر من مرة حيث يقدم للثوار المساعدات المادية لشراء الذخيرة والسلاح كما يقدم لهم الطعام، ذاعت شهرته في جبل الزاوية فكان من أكثر الرجال شهرة ووجاهة في المنطقة، فكان يقوم بحل النزاعات التي تحصل بين أبناء القرى وفي عام /1943/ ذهب مع والده حج "محمد العلي" لأداء فريضة الحج وكان يروي لنا قصة حصلت معه أثناء وجوده في البلاد المقدسة والقول للحاج "أحمد": «يقول جدي "جميل" عندما وصلنا إلى مكة كان "الملك" يتفقد الحجاج فعند لقائه بنا عرف أننا من وجهاء بلادنا فدعانا إلى مأدبة غداء عنده مع مجموعة من الناس فذهبت دون أن يذهب والدي فسألني عن سبب عدم حضور والدي فأخبرته أنه مريض ومتعب فأرسل طبيبه لعلاجه لكن المنية كانت أسرع من دواء الطبيب فتوفي في "مكة المكرمة" عن عمر يزيد عن /97/عاماً».

الحاج أحمد العلي

ويضيف الحاج "أحمد العلي" قائلا: «وقد تربى والدي الحاج "فؤاد العلي" في منزل عز وكرم فورث جميع هذه الخصال عن والده حتى استطاع أن يحصل على شهرة واسعة بين أبناء "جبل الزاوية" في حياة أبيه فكان والده معروفاً لدى جميع الناس، وزاد عن والده بالكرم وبتوسيع ملكه وثروته حيث كان مرجعاً لجميع أبناء المنطقة في حل النزاعات والخلافات التي تحصل بين أبناء القرى وكان يقوم بدفع الأموال إذا تطلب الأمر من نفقته الخاصة لحل المنازعات الحاصلة بين الناس، كما أصبحت له مكانة متميزة عند الدولة لما رأوه من شدة احترام الناس له وبقيت سمعته الطيبة ترافقه حتى وفاته في عام /1986/».

جميل العلي مع حفيده
محمد العلي مع ولده وحفيده