«إن "نجدت نجاري" هو من أبناء "جسر الشغور" القلائل والمميزين الذين تبوؤا مكانةً رفيعةً في سورية منذ عهد الاحتلال الفرنسي إلى ما بعد الانفصال بين سورية ومصر عام /1961/، ومنذ صغره تميز بالجرأة والدفاع عن موقفه وتواضعه ودفاعه عن الطبقة الكادحة، وهذا ما جعله من الأبناء المتميزين إضافةً لكون عائلته من أكبر العائلات وأغناها في "جسر الشغور" فتم اختياره ليكون المرشّح عن "قضاء الجسر" في أول مجلسٍ وطنيٍ سوريٍ عام /1943/ رغم معارضة المستشار الفرنسي بسبب المواقف التي اتخذها ضد الاحتلال..

وبذلك كان "نجدت" أصغر عضوٍ في ذلك المجلس حيث كان عمره حينها/33/عاماً، أما أكبر الأعضاء فكان "الغزّي" وقد افتتح المجلس أصغر الأعضاء وأكبرهم "نجدت نجاري" و"الغزّي"، واستمر في منصبه كنائب في البرلمان عن الحركة الوطنية حتى عام /1966/». هذا ما تحدث به السيد "متين نجاري" أحد أقارب السيد "نجدت نجاري" عن عضويته في البرلمان السوري في لقائه بموقع eIdleb.

كانت زيارة الرئيس "شكري القوّتلي" لتهنئة النائب "نجدت نجاري" عام /1945/ حيث ذُبح فيها /110/ خراف ودُعي أهالي "جسر الشغور" لحضور هذه الوليمة

وعن المواقف الوطنية للنائب "نجدت نجاري" "أبو حسيب" تحدث الأستاذ "سعد الله نجاري" أيضا من أقارب النائب "سعد الله نجاري" قائلاً: «يعود سبب الشعبية والتأييد الذين حصل عليهما إلى مواقفه الوطنية الجريئة الرافضة لوجود الاحتلال ومقاومته وهذا ما عرّضه للاعتقال على يد الاحتلال، ودفاعه عن حقوق أبناء القرى في الاستفادة من محاصيلهم الزراعية والوقوف في وجه الضرائب المفروضة عليهم ومساعدتهم، ودفاعه عن الأقليات الموجودة في "جسر الشغور" جعله محط إعجاب الكثيرين وهو ما دفع "بابا الفاتيكان" لتقليده وسام الشرف».

سعد الله نجاري

وعن مشاركته في صد الاحتلال الفرنسي أضاف "سعد الله": «قام "نجدت نجاري" بتقديم المساعدات للثوار (الجتا) من العتاد والأموال وكانت بعض الاتصالات تربطه بقائد ثورة الشمال الزعيم "إبراهيم هنانو" عبر قريبه "جمعة نجاري" وقد اتخذ من قرية "الاسحاقية" الواقعة إلى شمال "جسر الشغور" مقراً له، وقاد معركة "الزعينية" برفقة "بشير شريف آغا" و"فجر حاج عيسى" التي كبّدت الاحتلال الفرنسي خسائر مروّعة وأدت المعركة إلى قطع الإمدادات عن الجيش الفرنسي والضغط عليه من جهة الشمال في "كفرتخاريم" وبذلك كان الشمال السوري أول المناطق التي تحررت من الاستعمار ورفعت العلم الوطني في سمائها».

أما عن أهم الزيارات للقادة الوطنيين فقال: «كانت زيارة الرئيس "شكري القوّتلي" لتهنئة النائب "نجدت نجاري" عام /1945/ حيث ذُبح فيها /110/ خراف ودُعي أهالي "جسر الشغور" لحضور هذه الوليمة».

الرئيس شكري القوتلي وإلى جانبه النائب نجدت نجاري

و"نجدت نجاري" هو ابن "حسيب آغا نجاري" أحد الرجالات الوطنيين الذين ساهموا في خروج الاحتلال العثماني من الأراضي العربية وجعله رئيساً فخرياً في الجيش العربي وما يشير إلى ذلك وجود العديد من الرسائل الموجهة إليه من قبل الأمير "فيصل" ابن "الشريف حسين".

ولد النائب الوطني "أبو حسيب" في "جسر الشغور" عام /1910/ ودفن فيها بعد رحيله عام /2002/ بعد أن سطّر أروع التضحيات الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي والدفاع عن الوطن.

الوليمة التي أقامها النائب نجدت نجاري