يفاخر صانعو حلويات "معرّة النعمان" ببراعتهم بصناعة الشعيبيات أكثر من نظرائهم في كلّ من "إدلب" و"أريحا" وحجتهم على ذلك المثل المعروف (ليس كلّ من صفّ الصواني صار حلواني).

فـ"عدنان قيطاز" صاحب أول محل في "معرة النعمان" لتصنيع الحلويات قال حين التقاه موقع eIdleb بتاريخ 1/3/2009م: «إنّ "المعرّة" هي الأكثر شهرة بهذا الصنف، وبأنواعه المختلفة كالشعيبيات بالفستق الحلبي، وبالقشطة، وبالجوز» وأيضاً هناك أنواع أخرى تخصّ "المعرة" كالزنكل والمشبك».

كان الناس في "المعرة" يحبون الخبز الطابوني، حتى أن البعض كان يلفّه بخبز التنور ويأكله

ولأنه كما ذكرنا هو صاحب أول فرن للخبز والكعك ومن ثم للحلويات والمعجنات، فقد عاد بذاكرته للحديث عن هذا العمل بقوله: «حتى نهاية السبعينيات من القرن الماضي كان من المعيب في "معرة النعمان" شراء الخبز من الفرن، لأنّ ذلك يعني أن الشخص الذي يشتريه لا يملك مؤونةً من القمح والحطب في منزله ، فقد كانت العادة أن تقوم العائلات بتخزين ما يلزم من قمح وبرغل وزيت وزيتون ودبس».

الحاج عدنان والمعلم المتقاعد فايز معمار

ولأنّ المحلّ يلفت انتباه الداخل بأقواسه وحنياته وببنائه بطريقة الغمس، كان لابد أن نسأل الحاج عن تاريخ تشييده فقال: «إنّ هذا المحل يعود إلى عشرات السنين، وربما لمئات لا أعرف بالضبط، حيث تمّ بناؤه ليكون معصرة للزيت وحين اشتراه "نيشان داوجيان" وهو أرمني كان يسكن في "المعرة" حوّله إلى فرن لتصنيع الخبز، وكان والدي رحمه الله يعمل عنده ، فأحبه "نيشان" كثيراً، وهذا ما دفعه لأن يقول لوالدي سنة/1955م/ وقبيل سفره إلى أمريكا للحاق بأبنائه: "بعْ كلّ شيء تملِكه واشتر هذا المحل"، فأقدم والدي على شرائه في ذلك العام. وبدأنا بتصنيع الكعك والخبز "الطابوني"، بأرغفته الكبيرة البيضاء».

وهنا قدم المعلم المتقاعد "فايز معمار" أحد أبناء "المعرة" مداخلة بقوله: «كان الناس في "المعرة" يحبون الخبز الطابوني، حتى أن البعض كان يلفّه بخبز التنور ويأكله».

وعن سؤالنا عن الشعيبيات وتاريخها قال "معمار": «هي من الحلويات التركية وتعود إلى أكثر من 500عام وكانت محصورة بمحافظتي "إدلب" و"حلب" لاتصالهما المباشر معها وتناولها من قبل المعريين محصور بالأفراح والصبحيات والموالد وقد ارتبطت بـ"حلب وإدلب" كونهما من المناطق الشمالية الباردة المستهلكة لمادة السكر وغيرها من السكريات بشكل عام، خلافاً للمناطق الجنوبية التي لا تقدر على حرارتها نسبة إلى الجو الذي تتمتع به».

وعن بداية عمل السيد "عدنان" بهذه المهنة قال: «كان ذلك في عام /1955م/ وكنت في الثامنة من العمر، ورغم صغر سني إلا أنني أحببت هذا العمل فقد كانت طفولتنا ممتعة جداً وكان هاجسي أن أساعد الوالد الذي تعب صحياً، وتوفي بعد ذلك فأصبحت أحمل مسؤولية تربية إخوتي».

ما رأيكم بهذا المنظر

*في أي عام بدأتم بصناعة الحلويات والمعجنات؟

**في عام /1982م/ تركنا مهنة صناعة الخبز واتجهنا لصناعة الحلويات والمعجنات بأنواعها كالشعيبيات، والنمورة، والكنافة، والقطايف، واللحم بعجين، والمناقيش، والصفائح البعلبكية، وعش البلبل، والبرك، والبيدا، وقد اقتصرنا مؤخراً على تلبية الطلبات الخارجية فقط.

*كم عدد العاملين في هذا المحل؟

**أنا وأخي وأبناؤنا وعددنا يصل إلى عشرة أشخاص».

*كم عدد المحال المختصة بهذا الصنف من الحلويات في "معرة النعمان"؟

*حوالي عشرة فقط والباقي يختص بالحلويات الغربية.

*هل هناك طلبات تنفذ لإرسالها إلى المحافظات؟

**نعم هناك طلبات كبيرة توصي بها بعض العائلات في "دمشق" و"اللاذقية" و"حماة" لمناسباتها واحتفالاتها نقوم بتصنيعها ونرسلها لهم عدا عن طلبات المطاعم اليومية.

أخيراً وقبل أن نخرج من المحل أمسك "فايز معمار" بيدي ليقول: «الحاج عدنان شيخ المعلمين بصفّ الصواني».