"نصر العيدو" المكنى "بأبي جهاد"، هو الوجه المشرق في منطقة "معرة النعمان" وله مكانة في قلوب الجميع»، والكلام لـ"عبد الرحمن رشو" تاجر من "قرية معرشورين". والذي أضاف: «لقد ترعرت وأنا أسمع به وبكرمه، حتى تعرفت إليه عن قرب، فوجدته الجدير بهذه المحبة الكبيرة التي يكنّها له الناس في محافظة "إدلب" عموما وفي منطقة "المعرة" خصوصاً.

ما من أحد يقصده إلا ويقدّم له ما يستطيع من مساعدة، عدا عن قيامه بفضّ الكثير من النزاعات والخلافات التي يعجز القضاء عن حلّها فهو محكّم اجتماعي من الطراز الرفيع».

إنّ "نصر العيدو" وجه من وجهاء المحافظة وريف "حماة" الشمالي والغربي وبالنسبة لي فهو صديق وأخ رائع فكلّما ضجرت من هموم الدنيا أهرب إلى مضافته، لأنني حين أراه أحس بالسكينة والهدوء النفسي

موقع eIdleb التقى السيد "نصر العيدو" عضو مجلس الشعب السابق في 1/3/2009م في قريته "الدير الشرقي" الواقعة إلى الجنوب الشرقي من "معرة النعمان" /بخمسة كيلومترات/ تقريباً حيث بدأ حديثه عن سنوات الطفولة بقوله: «أصعب شيء في الحياة أن تكون يتيماً، فكثيراً ما غبطت الأطفال، لوجود آبائهم على قيد الحياة، فقد توفي والدي وأنا في السادسة من العمر ولي ثلاثة إخوة، ولأنّ أبي كان مختاراً للقرية، فقد كانت مضافته تغصُّ دائماً بالضيوف وبعد وفاته آثرت الوالدة أن تظلّ المضافة مفتوحة فطلبت من شقيقها أن يسكن فيها. وبالفعل ظلّ خالي يغلي القهوة المرّة ويستقبل الضيوف حتى كبرنا».

للقهوة المرّة مذاق خاص عند أبي جهاد

وتابع "أبو جهاد": «تعلمت القراءة والكتابة عند شيخ القرية، ثم انتقلت لدراسة الابتدائية في مدرسة "الغزالي" في "معرة النعمان"، وبعد الحصول على الشهادة الابتدائية تركت المدرسة للتفرغ للزراعة، فوفاة والدي جعلتني أحمل المسؤولية مبكراً، وبقيت بهذا العمل حتى عام /1958م/حيث نشأ الاتحاد القومي زمن الوحدة بعد حلّ الأحزاب، فانتخبت ممثلاً للمنطقة في محافظة "إدلب" وأثار نجاحي وقتها كثيراً من الحسد والغيرة عند البعض لحداثة سني، وفي عام /1976م/ نجحت في انتخابات مجلس محافظة "إدلب"، وبقيت حتى عام/1977م/ حيث انتخبت عضواً في مجلس الشعب وممثلاً لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي، وما بين مجلس "المحافظة" ومجلس "الشعب" مضت السنوات حتى عام 2002م».

السيد "نصر" له دور كبير في فض الكثير من النزاعات والخلافات في المنطقة وخاصة تلك التي يعجز القضاء عن حلّها،عن هذه التجربة يقول: «هذا عمل إنساني نثاب عليه عند الله سبحانه وتعالى وليس من هدف لي سوى محبة الناس ورضى الله عزّ وجلّ، والحمد لله وفقت بحلّ الكثير من النزاعات والخصومات بتكليف من المحافظة وأحياناً بطلب من الناس. هناك الكثير وسأذكر ما يمكن ذكره كمشكلة "سنجار" ومشكلة "معرتحرمة" ومشكلة "كفرومة" ومشكلة "عين شيب"، وحالياً نسعى لحلّ المشكلة القائمة بين قريتي "صراع، وصريّع" بالتعاون مع الشاعر "ماجد الأسود" والأستاذ "نجم الدين زيدان"».

بعض الأقرباء والأصدقاء في المضافة

ولأنّ البعض من "قرية صريّع" موجود في مضافة "أبي جهاد" فقد توجهنا بالسؤال "لمحمد سفوك الدوش" عن سبب اختيارهم "لنصر العيدو" بحلّ المشكلة فقال: «أتينا من قريتنا التي تبعد أكثر من ستين كيلومتر عن "قرية دير الشرق" للقاء "أبي جهاد" لأنّ للرجل مكانة كبيرة ومتميزة عند أبناء العشيرتين "البوجميل والبقارة" ونسأل الله أن يعينه في حّل هذه المشكلة».

أمّا "فيصل اليوسف" مدير مدرسة من قرية "التح" فقد قال: «إنّ "نصر العيدو" وجه من وجهاء المحافظة وريف "حماة" الشمالي والغربي وبالنسبة لي فهو صديق وأخ رائع فكلّما ضجرت من هموم الدنيا أهرب إلى مضافته، لأنني حين أراه أحس بالسكينة والهدوء النفسي».

المضافة عامرة دائماً بالضيوف