شاعر وكاتب لانت له أحرف اللغة فصاغها شعرا يقطر من وجدان كاتبه فكان وصفه أشبه بلوحة فنية رسمتها ريشة مبدع شعره كمرآة صادقة تعكس واقع الحياة المعاشة.

اعتمد الأسلوب الكلاسيكي وحارب مدعي الأدب بشعره في عدة قصائد الشاعر"محمد بشير سالم" الذي تأثر في قضايا وطنه القومية فكتب فيه أحلى القصائد. موقع eIdleb التقى الباحث التاريخي "مصطفى سماق" بتاريخ 23/10/2008/ ليحدثنا عن حكاية هذا الشاعر الذي ترك بعد وفاته العديد من القصائد التي خلدت ذكره على مر العصور حيث بدأ بالتعريف به قائلا: «ولد الشاعر "محمد بشير سالم" في مدينة "أريحا" عام/1915/ في عائلة علم وأدب فهو حفيد الشيخ "محمد بشير السالم" المرجع الديني في مدينة "أريحا" والمنطقة بأكملها آنذاك».

ولد الشاعر "محمد بشير سالم" في مدينة "أريحا" عام/1915/ في عائلة علم وأدب فهو حفيد الشيخ "محمد بشير السالم" المرجع الديني في مدينة "أريحا" والمنطقة بأكملها آنذاك

وأضاف: «درس المرحلة الإبتدائية والمتوسطة في "أريحا" ثم انتقل إلى "حلب" لمتابعة دراسته الثانوية وانتسب إلى دار المعلمين فيها وبعد تخرجه عين مدير مدرسة "سلقين" إحدى بلدات محافظة "إدلب" وبقي فيها ثلاث سنوات ثم انتقل إلى مدرسة "أرمناز" وبقي فيها أكثر من عشر سنوات حيث تفتحت عنده بذور موهبة شعرية متأثراً بجمال بلاده وخصوصاً البلدات التي زارها فكتب قصيدة يصف فيها بلدة "سلقين" وذكرياته فيها حيث يقول:

سلقين مهدُ فتوتي وشباب / ومُراح أحلام ٍلدي عذابي

ماغِبت يوماً عن خيالي / رغم النوى وتباعد الأحبابِ

الباحث التاريخي مصطفى سماق

وعند وجوده في"أرمناز" أحيا أمسية شعرية بدأ فيها بقصيدة يصف بلدة "أرمناز" التي تشتهر بأشجارها الباسقة وطبيعتها الجميلة يقول فيها:

في أرمناز جنان كنت أدخلها / فأجتني من جنى عطر الرياحين

أمتع الطرف في الأشجار باسقة / وأقطف الزهر من ورد ونسرين

وبعد أن عاد إلى "أريحا" مديراً لمدرستها الريفية التي بقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد عام /1975/ كتب قصيدة جميلة يصف فيها "أريحا" وجبلها "جبل الأربعين" وطبيعتها الساحرة التي تعتبر من أجمل المناطق في الشمال السوري يقول فيها:

أريحا جنة تسمو رباها / وطير الأنس يصدح في سماها

نسيم الصبح داعبها لطف / وحالي الروض ينعم في نداها

مشاهد لا تراها في الأماني/ ولكن في أريحا قد تراها

ويضيف "السماق" يعد شعر "بشير سالم" مرآة صادقة لواقع الحياة المعاشة حيث تناول فيه العديد من القضايا الوطنية والوجدانية والقومية فعندما تحققت الوحدة بن سورية ومصر كتب قصيدة بعنوان "الوحدة الأولى" يقول فيها:

قومي الصناديد قد ثاروا وقد نصروا/ وزاد في نصرهم عزم وإيمان

الشرق يعرفهم والغرب يذكرهم / والأرض تعلم أن العرب أخوان

زار الشاعر "بشير سالم" الأندلس ورأى من عظمة الأوابد التاريخية التي خلفها أجدادنا العرب في غرناطة وأشبيلية فكتب فيها أروع قصائده وجمعها في ديوان أطلق عليه اسم "الأندلس وقصائد أخرى" وقد نشر مجموعة من القصائد في الصحف والمجلات الأدبية ومنها قصيدة "الوحدة الأولى" التي نشرت في مجلة "المرصاد" وقصيدة "هكذا الشعر" التي نشرت في جريدة "الثقافة الأسبوعية" والتي يحارب فيها المدعين بالأدب والذين يكتبون كلاماً لا معنى له ويطلقون عليها اسم الشعر حيث يقول:

شوهوا الشعر وقالوا شعراء / أي خزي أي عار أي داء

حطموا الشعر فماتت روحه / كيف يصغي المرء للقول الهراء

رحل الشاعر "محمد بشير سالم" عام/1987/ بعد أن أمضى معظم وقته في الأدب والشعر تارك مجموعة كبيرة من القصائد التي تذخر بها مكتبة الشعر العربي.