حالات كثيرة تجعل المزارع مضطراً إلى القيام بعملية التطعيم للوصول إلى أفضل أنواع الأشجار جودة وإنتاجاً وأكثرها ريعية اقتصادية.

المزارع "يوسف حمود" حدث مدونة وطن eSyria بتاريخ 9/7/2013 فقال: «يلجأ الكثير من المزارعين إلى عملية "التطعيم" لاختيار أفضل أصناف الأشجار والنباتات من حيث كمية ونوع الإنتاج، وكذلك اختصار الزمن للحصول على الصنف المرغوب بالتطعيم بدلاً من زراعة الغراس من جديد والانتظار لمرحلة الإثمار التي تكون أسرع بالتطعيم، وأحياناً قد لا تكون غراس هذه الأصناف متوافرة لديه فيكون التطعيم هو الحل الذي لا بد منه حيث يقوم بتحديد الأشجار المراد تطعيمها والصنف المطلوب متابعته لواقع إنتاج أشجار حقله ونوعية الثمار المنتجة».

هناك نوعان من التطعيم الأول يسمى "التطعيم بالعين أو الرقعة" والطعم في هذه الحالة يكون فيه عبارة عن برعم واحد أو اثنان والنوع الثاني من التطعيم يعرف باسم "التطعيم بالقلم" ويكون الطعم فرع يحوي عدة براعم وغالباً ما تكون فترة التطعيم المناسبة هي فصل الربيع وخاصة شهري "نيسان" و"أيار" وهناك بعض أنواع التطعيم يمكن أن يتم في الخريف أو الشتاء كما في العنب وغالباً ما يتم الاعتماد على أشخاص متخصصين في إجراء عملية التطعيم

وعن الحالات التي يفضل فيها المزارع التطعيم يضيف: «هناك أصناف معروفة من الأشجار المثمرة لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق التطعيم حيث يكون النوع المراد الحصول عليه يتم فقط من خلال زراعة نوع من الأشجار الأصل ومن ثم يتم تطعيمه للحصول على الصنف المطلوب مثل شجرة "الكرز" التي يتم الحصول عليها من تطعيم غرسة "المحلب"، أما النوع الآخر فهو وجود شجرات عند المزارع بمواصفات غير مرغوب بها سواء بمواصفات الإنتاج أو كميته ولذلك يلجأ المزارع لاختيار صنف آخر مناسب وتطعيم الأشجار للحصول على صنف جديد وتحسين إنتاجية الأشجار مثل بعض أصناف الزيتون والرمان والتفاح والليمون والبرتقال والكرمة، وأحياناً يتم التطعيم بسبب وجود أشجار لا تتناسب مع التربة الموجودة في منطقة ما حيث يتم زراعة أشجار من ذات الفصيلة تناسب هذه التربة ومن ثم تطعيمها بالصنف المرغوب به أو مقاومة بعض الأمراض التي تقاومها الشجرة الأم ولا تقاومها الشجرة التي اخذ منها الطعم، وأحياناً يلجأ المزارع للحصول على أكثر من صنف من شجرة واحدة فيقوم بتطعيم كل فرع بنوع مختلف من ذات الفصيلة الثمرية فيكون لديه ثلاثة أصناف وأحيانا أكثر على شجرة واحدة، ومن الأسباب أيضاً تأخر إثمار الأصناف المزروعة بشكل غراس على عكس الطعم الذي يثمر مبكراً وكذلك قد يلجأ المزارع للتطعيم لضمان عملية التلقيح من خلال التطعيم بالصنف الملقح على فرع من الشجرة».

طعم القلم

أما عن أنواع الطعوم وكيفية إجراء عملية التطعيم والشروط الواجب توافرها والخطوات اللازمة فيقول المزارع "عمر اليوسف": «هناك نوعان من التطعيم الأول يسمى "التطعيم بالعين أو الرقعة" والطعم في هذه الحالة يكون فيه عبارة عن برعم واحد أو اثنان والنوع الثاني من التطعيم يعرف باسم "التطعيم بالقلم" ويكون الطعم فرع يحوي عدة براعم وغالباً ما تكون فترة التطعيم المناسبة هي فصل الربيع وخاصة شهري "نيسان" و"أيار" وهناك بعض أنواع التطعيم يمكن أن يتم في الخريف أو الشتاء كما في العنب وغالباً ما يتم الاعتماد على أشخاص متخصصين في إجراء عملية التطعيم».

وفي تفاصيل تطعيم العين أو الرقعة يتابع القول: «هذا النوع هو الأكثر استخداماً من قبل المزارعين لكونه أسهل وفرص نجاحه أكبر ولا يحتاج لخبرة كبيرة في تنفيذه كما أنه اقتصادي لأنه يمكن المزارع من الحصول على شجرة أو نبات كبير من برعم واحد مع الاحتفاظ بجزء كبير من جذع أو أغصان الشجرة أو النبات الأم ومراحله تكون أولاً بأخذ البراعم المراد التطعيم منها من أفرع فتية من الأشجار المرغوب بها بعد ان يتم تحديدها حيث يكون بحث المزارع دائماً وراء الأصناف التي تمتاز بكونها كثيرة الحمل وطيبة الثمار وخالية من الأمراض ويتم اختيار البراعم من وسط الأفرع وغالباً ما يكون عمرها سنة تقريباً لتكون قوية وقادرة على النمو ومقاومة العوامل المناخية، ويكون أفضل وقت للتطعيم وقت سريان العصارة في الأفرع وغالباً ما يتم خلال شهري "نيسان" و"أيار" وفي بعض المناطق يتم التطعيم في الخريف ويسمى وقتها بالعين النائمة ويتم في شهر "أيلول" وقليلاً ما يلجأ الفلاح له».

طعم الرقعة أو العين

ويضيف: «تبدأ طريقة التطعيم بأخذ الفرع من الشجرة وتحديد البرعم المطلوب ومن ثم عمل مقطع دائري من أعلى ومن أسفل البرعم بواسطة سكين حاد بحيث يكون طول كل رقعة طعم بمجملها حوالي خمسة سنتيمترات حيث يكون طولها فوق البرعم حوالي 2سم وكذلك تحته ومن ثم قطع الأوراق المحيطة بالبراعم المطلوبة مع الابقاء على عنق الورقة للحفاظ على البرعم ومن ثم يقطع بشكل طولي من الأعلى إلى الأسفل ومن ثم فصل رقعة اللحاء "الطعم" عن خشب الغصن أو الفرع وبعد أن يختار المزارع المنطقة التي سيضع فيها الطعم ويقوم بتنظيف سطح الغصن من أي نموات وبراعم صغيرة أو كبيرة ومن ثم يقوم بعمل شق طولي على السطح بواسطة السكين بطول 5 سم تقريباً ومن ثم شق آخر عرضي متعامد عليه من الأعلى ويكون على شكل حرف T ويفضل أن يكون في الجهة غير المعرضة للشمس ومعرضة للرياح ومن ثم يتم رفع طبقة قشرة اللحاء ومن ثم توضع رقعة الطعم داخل الشق بين القشرة والخشب على أن تكون جهة أو رأس البرعم نحو الأعلى ويضغط ليأخذ مكانه جيداً وينطبق لحاء البرعم على لحاء الأصل وبعد ذلك يتم ربط الطعم داخل الشق بشكل محكم من الأعلى ومن الأسفل بواسطة خيوط قطنية وترك البرعم ظاهراً خارج الخيوط، كما يفضل قص كل البراعم الموجودة أو التي ستنمو لاحقاً تحت منطقة الطعم ليكون نموه أقوى ويمكن أن يتم وضع طعمين على كل شجرة لضمان نجاح العملية التي ينبغي حينها فك الرباط عن الطعم وبعد نمو البرعم المطعم بفترة قصيرة ووصوله لطول 15 سم يفضل أن يقطع الغصن الأصل فوق الطعم بنحو5 -10 سم».

أما عن طريقة التطعيم بالقلم فيقول المزارع "محمد الحجار": «يتم بتثبيت قطعة من فرع فتي تحوي على عدة براعم على أحد أجزاء جذع الشجرة أو سوق النبات بعد قصه بشكل عرضي وهو أقل رواجاً عند المزارعين لأنه يخشى من فقدان الجزء الذي يتم قصه من الشجرة في حال عدم نجاح عملية التطعيم والشروط المطلوبة بالقلم نفسها المطلوبة للرقعة من كونها فتية وبعمر سنة وأقل وأن تكون من أشجار قوية وخالية من الأمراض وأن تكون من وسط الأفرع وأن يكون فيها أكثر من برعم ويكون طول القلم حوالي 20 سم وتؤخذ الأقلام قبل تفتح البراعم وتوضع في وسط مقطع الجذع أو على أطرافه وينبغي لف منطقة الطعم بقطعة قماش مبللة بالماء وعدم تركها معرضة للهواء وأحياناً يتم لف مكان التطعيم ببعض التراب الممزوج بالتبن لحمايته من أشعة الشمس».

طعم الرقعة ونمو البرعم