أربعة آلاف ومئة وتسعون عملية تقريباً أُجريت في مشفى "المعرة" الوطني خلال سنة كاملة، كان منها سبع عمليات نوعية، وهو عدد كبير إذا ما قورن زمنياً مع إنجازات بقية مشافي المحافظة التي يعتبر أقدمها مشفى "إدلب" الوطني، وبالنسبة لمشفى تم افتتاحه في الشهر الأول من العام 2008 يُعتبر مشفى "المعرة" من سلسلة مشافي المئتي سرير في القطر الذي أنجزته وزارة الصحة، أما العمليات الجراحية في المشفى فقد فاقت 590 عملية، وبالنسبة لسائر العلميات تأتي العملية النوعية كبرهان قوي على قدرة أطباء المشفى، واكتمال تجهيزاته المادية.

العملية النوعية كما عرفها لموقعنا الدكتور "أحمد خليفة" رئيس قسم الجراحة التنظيرية في مشفى "المعرة" الوطني حيث قال: «هي العملية التي تكون الأولى من نوعها في منطقة ما، وتكون طريقتها نوعية أيضاً، لذلك فإن عدد هذه العمليات نادر على مستوى القطر، وعدد قليل من الأطباء يمكن أن يدخلوا غمار ذلك النوع من العمليات، وبرأيي فإن المطلوب أولاً لتنفيذ هذا النوع من العمليات قدرة الطبيب الممارس وثقته العالية بهذه القدرة، وعلى سبيل المثال مشفى "جسر الشغور" وهو نسخة عن مشفى "المعرة" يحوي نفس الجهاز الذي استخدمناه لإجراء عملية نوعية، فالمهم هو توفر الإمكانيات البشرية المؤهلة لإجراء العمليات الصعبة و لا يكفي توفر الإمكانيات المادية والتجهيزات الضخمة وغيرها».

مرض التهاب المفصل التنكسي من الأمراض الشائعة عند المسنين في بلادنا، وقد تطور علاج هذا المرض في العقدين الأخيرين بشكل كبير، من خلال تطور العلاج الدوائي الترميمي أو زرع المفاصل الصناعية، إلا أن حالة مريضة - تبلغ من العمر سبعين عاماً- مصابة بالداء التنكسي استدعت إجراء عملية زرع مفصل ورك إسمنتي كامل، وكانت العملية في الشهر الأول من العام الحالي، وأنوه إلى الخدمات المقدمة في مشفى "المعرة" وساعدت على إنجاز هذا العمل الجراحي النوعي، وذلك بفضل تضافر الجهود الطبية والفنية والإدارية بشكل متكامل

عدد قياسي من العمليات النوعية حققه الدكتور "أحمد خليفة" في مشفى "المعرة" كان آخرها عملية استئصال طحال تنظيري في منتصف شهر شباط الماضي، وعن بعض العمليات النوعية المحققة في المشفى المذكور منذ افتتاحه في العام 2009 تحدث قائلاً: «خلال فترة قصيرة من افتتاح قسم الجراحة العامة أجرينا العملية النوعية الأولى في المشفى وكان نوعها فتق حجابي، تلتها عملية مشابهة بعد شهر، وأفتخر أني نجحت في إجراء خمسة عمليات هم عمليتا فتق حجابي وعمليتي كيسات مائية والعملية الأخيرة كانت استئصال طحال تنظيري وتعتبر من أهم العمليات، حيث كانت المريضة تعاني من فقر دم انحلالي مناعي ذاتي، وعولجت من قبل أطباء الداخلية والدم بـ "الكورتيزون" دون الحصول على نتيجة، وتدخلت لإجراء عملية غير عادية هي استئصال طحال تنظيري، وأعتبر أن الجراحة حققت في مشفى "المعرة" تقدماً سريعاً مع أن واقع المشفى خدمي ويشهد على ذلك أقسام مثل الأطفال والنسائية».

الدكتور أحمد خليفة

الطبيب "بشار جاويش" اختصاصي جراحة عظمية، شرح عن عملية نوعية أخرى أجراها في مشفى "المعرة" وهي زرع مفصل ورك إسمنتي، حيث قال: «مرض التهاب المفصل التنكسي من الأمراض الشائعة عند المسنين في بلادنا، وقد تطور علاج هذا المرض في العقدين الأخيرين بشكل كبير، من خلال تطور العلاج الدوائي الترميمي أو زرع المفاصل الصناعية، إلا أن حالة مريضة - تبلغ من العمر سبعين عاماً- مصابة بالداء التنكسي استدعت إجراء عملية زرع مفصل ورك إسمنتي كامل، وكانت العملية في الشهر الأول من العام الحالي، وأنوه إلى الخدمات المقدمة في مشفى "المعرة" وساعدت على إنجاز هذا العمل الجراحي النوعي، وذلك بفضل تضافر الجهود الطبية والفنية والإدارية بشكل متكامل».

نشير أيضاً إلى أن طبيبان برازيليان أجريا عملية نوعية في شهر آب الماضي وهي تبديل مفصل ركبة لمريضة في مشفى "المعرة"، وتأتي أهمية العملية من كون المفاصل المقدمة لإجراء الجراحة برازيلية المنشأ، والأمر الأكثر أهمية أن العملية المذكورة ركزت على الجانب التعليمي من خلال عرض تفاصيلها على ثلاثين طبيباً حضروا العمل الجراحي، وذلك لتحقيق الهدف العلمي في التدريب الذي ينشده المشفى، وأخيراً فإن العمليات النوعية السبعة التي أجراها مشفى "المعرة" الوطني تصب في خانة تحقيق حلم انتظرته المصلحة العامة طويلاً، وتسجل في سجل تاريخ مشفى لطالما صبر وانتظر.

المريضة التي أجريت عملية تنكس مفصل الورك
الدكتور بشار جاويش