نقلة نوعية حققتها زراعة التبغ في محافظة "إدلب" من خلال إدخال صنف جديد يعتبر من أجود الأصناف العالمية وهو "الكاتريني" المرغوب جداً من قبل كبرى شركات صناعة التبغ العالمية، حيث يتميز هذا الصنف بعدد من المواصفات الاقتصادية تميزه عن باقي أصناف التبغ الأخرى، المهندس "جمال صباغ" المدير العام لفرع مؤسسة التبغ في المنطقة الشمالية يوجز تلك المزايا بالقول: « يعتبر صنف "الكاتريني" من أجود الأصناف من حيث النوعية والمردود الإقتصادي، فإنتاج الدونم الواحد يقدر بحوالي 150 كغ، وطول ورقته لا يتجاوز 10 سم، ومقاومته جيدة للآفات والأمراض وهو منتج بعلي ولا يحتاج لتجفيف وبذلك يوفر الماء والوقود وهو من نوعية إسفنجية تمتص مواد التعطير وذو رائحة عطرية».

لقد تم إدخال زراعة هذا الصنف إلى "إدلب" في الموسم الماضي على سبيل التجربة وذلك بالتعاون مع إحدى الشركات اليونانية وعن ذلك يضيف المهندس "صباغ": «أدخل هذا الصنف حديثا إلى "سورية" من خلال التعاقد مع شركة "ميخاليدس" اليونانية حيث بدأت زراعته في عام 2009 في بعض قرى منطقة "أريحا" ومنطقة "جسر الشغور" كون المناخ في تلك المنطقة مناسب جداً لزراعة هذا الصنف، وفي العام الحالي تم التوسع في الزراعة لتشمل قرى منطقة "قورقانيا" وبعض قرى منطقة "عزمارين" في منطقة "حارم"، وذلك بالتعاون مع الشركة اليونانية حيث يقوم خبراء يونانيون بالإشراف على عمليات الزراعة ورعاية النبتة وهذه الشركة تقوم بشراء المحصول وبيعه لإحدى شركات تصنيع التبغ العالمية، وفي حال نجاح زراعة هذا الصنف في "إدلب" سيتم في المواسم القادمة التوسع في زراعته وسوف تتولى مؤسسة التبغ شراؤه وتصنيعه».

المساحة المزروعة "بالكاتريني" لهذا الموسم بلغت 330 هكتار، وإن إنتاج الدونم الواحد الذي أعطي رية واحدة مع التقيد بكافة التعليمات المعطاة بخصوص زراعة هذا الصنف يزيد عن 150 كغ، أما إنتاج الدونم الواحد البعل مع التقيد بالتعليمات بشكل كامل فهو بحدود 125 كغ

أما المهندس "حمود حاج حمود" رئيس القسم الزراعي في فرع المنطقة الشمالية لمؤسسة التبغ قال: «يزرع هذا الصنف في الأراضي التي يزيد ارتفاعها عن 350 مترا عن سطح البحر ويزرع بعلاً ومروياً حيث يعطى رية أو ريتان بعد القطفة الأولى والقطفة الثانية، يبلغ ارتفاع النبتة 70- 90 سم ويصل عدد أوراقها إلى 36 ورقة يبدأ تشيله في الأرض من منتصف نيسان حتى نهاية أيار بكثافة تشتل 22 شتلة في المتر المربع، وبعد 40- 45 يوم من التشتيل تبدأ عملية القطاف للأوراق عند تحول لون الورقة من الأخضر إلى الأصفر البازلائي، حيث يتم القطاف باليد بمعدل 3-6 أوراق بالقطفة الواحدة، حيث أن صنف "الكاتريني" يقطف على 5- 6 قطفات وبعد القطف تشك الأوراق بخيوط بطول 120 سم ثم تنقل إلى مكان مظلل ومهوى للتصفير لمدة يومان، وبعد ذلك تنقل الخيوط إلى مناشر خاصة لتجفيفها بالشمس حيث توضع ضمن بيوت بلاستيكية مهواة من كافة الجوانب وتبقى في المناشر حتى يجف الضلع الرئيسي للورقة ويتحول لون الورقة إلى اللون الأصفر البرتقالي».

فرع المنطقة الشمالية لمؤسسة التبغ

وأضاف: «يقوم الجهاز الزراعي بمتابعة زراعة هذا الصنف في كل مرحلة بمرحلتها، وذلك لوضع الحلول المناسبة لأي مشكلة يمر بها المزارعون أثناء الزراعة للوصول إلى إنتاجية عالية في وحدة المساحة ونوعية ممتازة، ويقوم الجهاز الزراعي بجولات على المزارعين لتعريفهم بالصنف وتشجيعهم على زراعته لما له من إنتاجية عالية وسعر ممتاز يحقق ربح مرضي للمزارعين، كذلك تم إعداد نشرات إرشادية عن محصول "الكاتريني" يتضمن جميع التعليمات الزراعية التي تقدم لهذا الصنف، بدءاً من إنشاء المساكب وحتى التوضيب في الطرود وتم توزيعها على المزارعين».

بدوره المهندس "صادق حبوش" معاون رئيس القسم الزراعي ذكر بأن: «المساحة المزروعة "بالكاتريني" لهذا الموسم بلغت 330 هكتار، وإن إنتاج الدونم الواحد الذي أعطي رية واحدة مع التقيد بكافة التعليمات المعطاة بخصوص زراعة هذا الصنف يزيد عن 150 كغ، أما إنتاج الدونم الواحد البعل مع التقيد بالتعليمات بشكل كامل فهو بحدود 125 كغ»

القسم الزراعي في فرع المنطقة الشمالية

المهندس الزراعي "هيثم جاقو" رئيس شعبة تبغ منطقة "جسر الشغور" وأحد المشرفين على مشروع زراعة هذا الصنف تحدث عن أبرز الصعوبات التي مر بها المشروع بالقول: «أبرز تلك الصعوبات هي عدم إلتزام المزارعين وخاصة في السنة الأولى من الزراعة بالتعليمات الفنية الخاصة بزراعة هذا الصنف والمعطاة من قبل الجهاز الزراعي في المؤسسة العامة للتبغ والخاصة بكثافة التشتيل وعملية الري وغيرها، ما أدى إلى انخفاض الإنتاجية في وحدة المساحة، كذلك إن قيام بعض المزارعين بقطاف الأوراق قبل نضجها وعدم إجراء عملية التصفير والتجفيف وفقا للتعليمات المعطاة من الجهاز الزراعي أدى إلى تدني نوعية التبغ الناتج، وإن تخوف بعض المزارعين من زراعة صنف جديد لم يزرعوه في الماضي أدى إلى انخفاض المساحة المزروعة في السنة الأولى، وفي السنة الثانية من الزراعة قام الجهاز الزراعي بتكثيف جولاته وبشكل يومي للتأكيد على تطبيق التعليمات الفنية لزراعة صنف "الكاتريني" قبل البدء بكل مرحلة من مراحل الزراعة لتلافي الأخطاء التي وقع فيها المزارعون في السنة الأولى».

وعن خصوصية رعاية هذا الصنف يقول المزارع "علي الكنج" من منطقة "جسر الشغور": «منذ عامين وأنا أزرع هذا الصنف، ففي العام الماضي زرعت 30 دونم أعطى كل دونم 225 كغ، لكن في هذا الموسم زرعت 65 دونم وبسبب الحر تأثر الإنتاج كثيراً، ومن أهم الأسس التي يجب مراعاتها عند زراعة هذا الصنف بأن يتم حرث الأرض برطوبة مناسبة وبدون بقايا، وفي الربيع والخريف يتم حرث الأرض لطمر بقايا المحصول، ووضع الأسمدة قبل عشرة أيام من التشتيل ووفق الخلطة المقررة بالتعليمات، ويكون التشتيل بصنع حفرة في التربة ثم وضع الشتلة وتغطية عنق النبات ونحافظ على الساق منتظمة وتكون المسافة بين شتلة وأخرى 10 سم بحيث نضع في المتر الواحد 12 شتلة تماما والمسافة بين صف وأخر 45 سم تماما، وأول رية تعطى للشتول تكون بعد أول قطفة، وذلك لتسهيل نمو النبات وبعد ذلك يكون الريات الأخرى بحسب التربة والطقس، كذلك "الركش" مهم جداً للشتول حيث يتم التخلص من الأعشاب الضارة بين الشتول وتفتيت الطبقة السطحية من التربة لتهوية النبتة وأثناء الركش يجب الحفاظ على تغطية ساق النبتة».

أوراق تبغ من صنف الكاتريني

يشار إلى أنه في الموسم الماضي تم زراعة 140 هكتار بـ"الكاتريني" أنتجت حوالي 200 طن، وتأتي محافظة "إدلب" في المرتبة الثانية بعد "حماه" بالمساحة المزروعة بالتبغ، أما إجمالي المساحة المزروعة بمحصول التبغ في المحافظة خلال العام الحالي بلغت 38630 دونم تشمل الأراضي البعلية والمروية وتتركز زراعة التبغ في مناطق "جسر الشغور" و"حارم" و"معرتمصرين" حيث يعمل في هذه الزراعة حوالي 6500 مزارع وأشهر الأصناف المزروعة فيها "الفرجينيا والبرلي والبصمة والبريليب والكاتريني".