يشكل تقليم أشجار الزيتون أحد أهم العوامل المؤثرة على حالة الشجرة وعلى إنتاجيتها كماً ونوعاً وللتعرف على الطرق المثلى لتقليم أشجار الزيتون جاءت ورشة العمل التي يقيمها الصندوق السوري لتنمية الريف "فردوس" التي انطلقت في "إدلب" بتاريخ 23/2/2011 وتستمر خمسة أيام بالتعاون مع المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية وجمعية الزيتون في المحافظة وتتضمن حوارات ونقاشات للمزارعين في قرى "كفر جالس" و"بحوري" و"الهباط" و"الصنمة" و"بير الطيب" و"باتنتة" مع الخبير الفرنسي "جون ماري" إضافة إلى تدريبات عملية حول شجرة الزيتون والطرق المثلى للتقليم.

وفي لقاء لموقع eIdleb مع بعض المشاركين بالورشة قال المزارع "عبد الوهاب حيدان" من أهالي "كفر جالس": «نحن نقوم بعملية التقليم كما تعلمناها من آبائنا وأجدادنا وبما يناسب كل منطقة وصنف من أشجار الزيتون، ولم يسبق لنا أن حضرنا أو شاركنا في ورشة تدريبية حول هذا الموضوع، وأعتقد أن هذه الورشة مفيدة لنا للتعرف على بعض الملاحظات الخاصة بعملية التقليم ومعرفة تأثيراتها على الشجرة بشكل علمي خاصة أن الخبير الفرنسي له تجربته في هذا المجال».

هناك بعض الملاحظات استفدنا منها في كيفية التعامل مع الشجرة بالنسبة للتقليم وموعده وخاصة في مجال ضرورة الابتعاد عن التقليم الجائر للشجرة لكونه يضر بالشجرة ويسهم في موضوع المعاومة

أما "محمد ديب شاهين" فقال: «هناك بعض الملاحظات استفدنا منها في كيفية التعامل مع الشجرة بالنسبة للتقليم وموعده وخاصة في مجال ضرورة الابتعاد عن التقليم الجائر للشجرة لكونه يضر بالشجرة ويسهم في موضوع المعاومة».

الخبير الفرنسي وحوار مع المزارعين

ويقول "ياسر حيدان": «لقد تعلمت تقليم الأشجار من والدي وهي اليوم مهنتي التي أعتمد عليها في معيشتي وأنا منذ 12 عاماً أقوم بهذا العمل والمشاركة في هذه الورشة جيدة لنا للتعرف على بعض الأخطاء في عملنا وتصحيحها ليكون عملنا جيداً ومفيداً».

وعن الهدف من إقامة الورشة قال "عبد الحسيب شاهين" رئيس جمعية الزيتون: «إن إقامة مثل هذه الورشات يزيد من خبرة المزارعين ويقدم لهم شيئاً جديداً في مجال التعامل مع حقله وأشجاره وأعتقد أن النشاطات التي أقيمت حتى الآن من قبل الجمعية قدمت فائدة وتوعية للمزارعين وقدمت لهم معلومات جديدة نوعاً ما، وهذه الورشة تهدف إلى الوصول إلى تطبيق أفضل الطرق بالنسبة إلى تقليم أشجار الزيتون رغم أن لكل منطقة طريقتها الخاصة في التقليم والتي تتناسب مع واقعها المناخي وإعطاء المزارعين بعض الملاحظات والمقترحات للعمل بموجبها ومراقبة حالة الأشجار ومدى الفائدة المحققة خلال السنوات القادمة».

عبد الحسيب شاهين رئيس جمعية الزيتون

وعن أهم الأسس المتبعة بعملية التقليم قال الخبير الفرنسي" جون ماري": «تعتمد عملية التقليم على التخفيف من المجموع الحطبي للشجرة وإفساح المجال أمام الأغصان الفتية للنمو وكذلك تعتمد العملية على مساعدة الشجرة على عملية التهوية ووصول أشعة الشمس بشكل جيد إلى كافة أنحاء الشجرة وضرورة أن تتم هذه العملية بشكل سنوي وخفيف والابتعاد عن التقليم الجائر الذي يجعل الشجرة تخسر جزءاً كبيراً من الأغصان وبالتالي حدوث ظاهرة المعاومة وقلة الثمار في الموسم الذي يتم فيه التقليم، كما أن فلاحة التربة يجب أن تكون سطحية وغير عميقة لأن الفلاحة العميقة والجائرة تقطع الجذور باعتبار أن جذور الزيتون سطحية».

أما المهندس "سليم زكور" من فريق "فردوس" بالمحافظة وأحد مؤسسي جمعية الزيتون فقال: «هذه الزيارة الثالثة للخبير الفرنسي للمحافظة حيث سبق له في الزيارة الأولى أن تعرف على الحقول والأصناف المزروعة وعلى خبرة الفلاحين في التعامل مع أشجار الزيتون وفي الزيارة الثانية استمع إلى بعض الهموم والمشاكل التي يعاني منها المزارعون في مجال الفلاحة والتقليم والمعاومة وكيفية تقليل كلف الإنتاج وزيادة المردود الاقتصادي للشجرة وهذا ما تهدف إليه جمعية الزيتون».

الخبير الفرنسي وتدريب عملي على التقليم

يذكر أن جمعية الزيتون هي إحدى الجمعيات غير الربحية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تم تأسيسها في محافظة "إدلب" ومقرها في قرية "كفر جالس" وأشهرت بالقرار رقم 886 تاريخ 28/4/ 2010 وتتركز فعالياتها على تطوير واقع العمل في قطاع الزيتون وتضم حالياً أكثر من 150 عضواً معظمهم من قرى مشروع "فردوس" في المحافظة.