"المدرسة صديقة الطفولة" هو أحد مشروعات منظمة اليونسيف العالمية بالتعاون مع وزارة التربية في عدد من مدارس القطر العربي السوري ومنها محافظة "إدلب" التي تضم خمسة مدارس صديقة للطفولة موزعة بين مدينتي "المعرة" و"إدلب"، ويعتبر المشروع الذي بدأ مطلع العام الماضي نشاطاً من أنشطة المنظمة العالمية المترافق مع عدد من الأنشطة ومنها "التربية الشمولية" و"حماية الطفل من العنف" و"التعليم النشط".

وفي إطار التجهيزات التي تشرف عليها مديرية تربية "إدلب" لإقامة هذه المدارس، موقع eSyria تحرى عن موضوع المدرسة النموذجية في المحافظة وما تقدمه المديرية لإنجاح ذلك المشروع التعليمي، والتقى مدير تربية "إدلب" السيد "عبد الجليل الأحمد" ليحدثنا قائلاً: «تقوم فكرة المدارس صديقة الطفولة على اختيار المدارس المناسبة التي توفر البيئة الصفية النموذجية، لذلك أطلقنا عليها المدارس النموذجية، وهي مدارس التعليم الأساسي من الصف الأول حتى التاسع، وفي البداية كان الاختيار على أساس احتوائها عدداً من الطلاب العراقيين، حيث تكفلت وزارة التربية الجانب الأكبر من إقامة هذه المدارس بالتعاون مع منظمة اليونسيف، وبدورنا في المحافظة يجب علينا ترميم المدارس لتأخذ الشكل المناسب، وتأهيل الصفوف حتى تناسب الوسائل التعليمية المقررة، ووصلنا الآن إلى وضع الرتوش الأخيرة لهذه المرحلة، كما نقوم بمرحلة تأهيل معلمي هذه المدارس من أجل التعليم النشط، وهو نوع من التعليم الممنهج الذي يعتمد على وجوده في مدارس نموذجية ووجود بيئة تعليمية سليمة ومدرسين أكفاء يعتمدون المشاركة الصفية الصحيحة مع الطلاب، وعلى أساس ذلك يجب على المعلمين اعتماد هذا الأسلوب التعليمي والتدرب عليه بغض النظر عن وجود الوسائل التعليمية ريثما يتم تجهيز المدارس بها».

أهم عائق أمام تنفيذ المنهج التعليمي الجديد واستخدام الطرائق والوسائل الحديثة هي البناء المدرسي والدوام النصفي الذي لا يسمح بفترة زمنية أطول وحرية المدرس في استخدام الصف خارج أوقات الدوام، كذلك عدم توافر وسائل تعليمية خاصة بهذا المشروع

الجهة المسؤولة عن إقامة مدارس صديقة الطفولة وتجهيزها والإشراف عليها داخل مديرية التربية هي دائرة التخطيط والإحصاء المسؤول الفعلي عن إنشاء المدرسة صديقة الطفولة وتمويلها بالاشتراك مع لجان مركزية، وفي هذا الصدد يوجد أسئلة عديدة أجاب عنها الأستاذ "خالد الزيدان" مدير دائرة التخطيط المذكورة، حيث قال: «البادرة انطلقت من منظمة اليونسيف، لتأهيل مدارس معينة هي جزء من عدة أنشطة تقوم عليها هذه الجهة الدولية، وقد وقع الإاختيار على خمس مدارس هي مدرستا "خالد الشعار" و"فاتح السيد" في "إدلب" ومدارس ثانوية "بلاني" و"باحثة البادية" و"ذات النطاقين" في "المعرة"، والتكلفة المقدرة لإنجاز وتطوير الوحدات المدرسية الخمس هي 10 ملايين ليرة كمبالغ مرصودة من منظمة اليونسيف، وعلى مستوى المحافظة تم إنشاء فريقين للتدريب والمتابعة الأول محلي والآخر مركزي وزاري، حيث يقوم الفريقان بإعداد ورشات العاملين في هذه المدارس ومتابعة تطبيق مبدأ التعليم النشط، والخروج بجولات ميدانية لملاحظة التطورات على أرض الواقع باصطحاب مندوبين من المنظمة، ومؤخراً شاركت المدارس الخمس المذكورة في ورشات عمل متعددة تابعة لليونسيف منها حماية الطفل من العنف، وقد لوحظ أن هناك نتائج طيبة ومتناسقة مع المناهج الجديدة، كما لوحظ ارتفاع سوية العاملين في المدارس بعد مشاركتهم في ورشات خاصة لمعلمي الحلقة الأولى، ويراعى في هذا المجال تأمين ما يتطلبه وجود أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من مقاعد وأدوات معينة تساعدهم دراسياً وتربوياً، وبدورنا كدائرة تخطيط نقوم بالتنسيق مع المنظمات والجهات المتخصة في هذا الصدد، ونقوم في الوقت الحالي بتنفيذ ملحق لمدة 45 يوماً من الترميم، وقد شارف على الانتهاء».

عبد الجليل الأحمد مدير تربية إدلب

مدير "ذات النطاقين" في مدينة "المعرة" وهي إحدى مدارس صديقة الطفولة المستقبلية، الأستاذ "موفق كعيد" تحدث عن دور إدارة المدرسة في إرساء فكرة المدرسة النموذجية على أرض الواقع قائلاً: «بالتعاون مع منظمة اليونسيف ومديرية تربية "إدلب" تم تحديد النقاط التي سيبدأ العمل بها، ومن جهتنا عقدنا اجتماعاً مع المنظمة وأولياء أمور الطلاب تم الاتفاق فيه على تحقيق النقاط المتفق عليها وفي مقدمتها ترميم المدرسة، وفي هذه الخطوة سيتم إنشاء غرف صفية خاصة للتعليم النشط في مرحلة الصف الأول، وسيتم استخدام الأساليب والأدوات الحديثة التي تخدم خطا التربية بالمنهاج الحديث والتعليم التشاركي والنشط، وتم إدراج حاسوب وجهاز عرض في كل غرفة صفية، كما قام معلمو الصف الأول باتباع دورة حاسوبية لتطبيق التعليم النشط والممنهج».

وعن العوائق التي لا تخدم تجربة المدرسة النموذجية أضاف "الكعيد": «أهم عائق أمام تنفيذ المنهج التعليمي الجديد واستخدام الطرائق والوسائل الحديثة هي البناء المدرسي والدوام النصفي الذي لا يسمح بفترة زمنية أطول وحرية المدرس في استخدام الصف خارج أوقات الدوام، كذلك عدم توافر وسائل تعليمية خاصة بهذا المشروع».

خال زيدان رئيس دائرة التخطيط بتربية إدلب

ونشير إلى أن عدد المدارس صديقة الطفولة في سورية يصل إلى 96 مدرسة في عدد من المحافظات وهي "دمشق" و"ريف دمشق" و"القنيطرة" و"حلب" و"إدلب" و"حمص" و"الرقة" و"دير الزور" و"الحسكة".

مدرسة ذات النطاقين