ملامحُ ريفيةٌ قاسيةٌ ووجهٌ حزين يعكس صوت الناي إحدى أعذب الآلات الموسيقية المرتبطة بالطرب العربي الأصيل والأغاني الحزينة، هو أمير الناي كما يعرفه أهالي قريته الذي شهدت له أخشاب المسرح بالتألق ليرافق ألمع نجوم الغناء.

في قريته "البارة" ومنذ عام /1962/ في سن الرابعة عشرة عشق عزف الناي وتتلمذ على يد كبار العازفين وهو تلميذ الأستاذ "عبد السلام سفر" ليدور الزمن دورته ويتخطى معلِّميه في فترة وجيزة لم تتجاوز ستة أشهر.

عندما يبدأ بالعزف ينقلك إلى عالم الخيال تتموج بتنقل أصابعه الرشيقة

مدونة وطن eSyria التقت السيد "أحمد" في منزله بتاريخ 11/8/2008 ليحدثنا قائلاً: «نشأت على حب الأصوات الجميلة والفن فوالدي كان من كبار عازفي "الربابة" وهو من أصدقاء "محمد اليونس" كبير عازفي الناي في "إدلب" حيث تدربت على يديه وبعد فترة وجيزة أتقنت العزف ومضيت في مشوار الفن حين سافرت إلى "لبنان" وعزفت مع أعظم فرق الزجل كجوقة "طليع حمدان" وجوقة "زغلول الدامور" و"وموسى زغيب" ثم رجعت إلى "الزبداني" وشاركت لمدة (16) عاماً مع فرقة الشاعر "أبو علي البلوداني".

وأضاف: «كان يوم سعدي هو اليوم الذي انتسبت فيه لنقابة الفنانين عام /1989/ حين انتقلت إلى الأضواء فشاركت كبار الفنانين في جميع ألوان الطرب فعملت مع "عزيز نصوح" و"عاصي الحلاني" في اللون الجبلي ومع "سميرة توفيق" في اللون البدوي ومع "محمد خيري" و"نهاد طرّاب" في القدود».

ويتابع بالقول: «كما شاركت في حفلات كبار المطربين أمثال "صباح" و"إيلي شويري" و"نجوى كرم" والكثير من حفلات العزف مع "مطر محمد" خليفة أمير البزق "محمد عبد الكريم".

وعن نهاية مشواره الفني يقول: «كانت نهاية مشواري الفني مفاجِئة حين ألغت نقابة الفنانين عضويتي لأسباب غير مقنعة لعدم حضوري فحص إعادة الاشتراك رغم تقدمي بالعديد من الكتب التي قوبلت بالرفض».

وعقّب ولده "موسى" على حديثه قائلاً: «لم يكن والدي كبقية العازفين فعندما يمسك الناي فكأنما يمسك بالعواطف والأحاسيس يقلبها بأصابعه كيف يشاء فهو ينقلك من الفرح إلى الحزن خلال لحظات ولكن طبيعة المجتمع الريفي المتعصبة حكمت على مسيرته الفنية بالسجن المؤبد في أوج عطائه».

ويستقطب عزف "أحمد حميدو" أو كما يعرفه كثيرون "أبو زياد" الكثير من شبان البلدة الذين يجلسون لساعات مصغين إلى تقلب الألحان على يديه وهو ما حدثنا به الشاب "أحمد حسن اليحيى" قائلاً: «عندما يبدأ بالعزف ينقلك إلى عالم الخيال تتموج بتنقل أصابعه الرشيقة».

  • تم تحرير المادة عام 2008.