عندما تقف أمام لوحة فنية، وتستطيع قراءتها دون العودة إلى رسّامها، فإنك ستجد تلك اللوحة، وكأنها تلفظ اللون حرفاً، فأبعادها صرخات، وتداخلها كلمات، فلكل لوحة قصة، وللقصة قارئ، أمّا القارئ فهو أنت، لكنّ المقروء في لوحاته بالتأكيد هو الفنان التشكيلي "أسعد عبد العزيز سعيد".

وها هو يتحدث عن مشواره التشكيلي، واعتناقه المدرسة الرمزية، في اللقاء الذي أجراه معه موقع eIdleb عندما قام بزيارته في منزله في مدينة "أبي الفداء".

  • يقال لكل طريق بداية، فماذا تحدّثنا عن بدايات مشوارك في طريق الفن التشكيلي؟
  • "الرمز" أسلوب يعشقه

    ** البداية كانت في المرحلة الابتدائية مع الرسوم التي احتفظت بها المدرسة، ونالت إعجاب جميع المدرّسين، والثناء الذي وجه لي وقتها كان له الأثر البالغ في حبي وتعلقي بمادة الفنون.

  • متى بدأت الرمزية تأخذ طريقها إلى لوحاتك؟
  • الفنان "أسعد عبد العزيز الشيخ سعيد"

    ** أظنّ أنّ الواقع المحيط، والظروف التي تزامنت مع مراحل التعلق بالرسم، وخاصة في زمن النكبة واحتلال العدو الإسرائيلي لفلسطين هو السبب في ذلك ، ورغم أنّي اخترت "كلية الحقوق" بدلاً من "كلية الفنون الجميلة" في دراستي الجامعية، إلاّ أنني لم أبتعد عن هوايتي أبداً.

  • أين يكمن برأيك الحاجز بين اللوحة وما تحمله من انفعالات الفنان التشكيلي، وبين المتلقي؟
  • "حماة" حاضرة في رسوماته

    ** بالنسبة للمتلقي برأيي لا يهمّه انفعالات الفنان الغامضة، بقدر ما يهمّه الوضوح باللوحة من حيث الفكرة، والناحية الجمالية التي تعرضها، وأنا أرى أن على الفنان أن يضع مشاكله النفسية، وانفعالاته الغامضة في بيته بعيداً عن الجمهور، لأنّ الفنّ لجميع الناس، والغموض الذي يتعمّده بعض الفنانين التجريديين خاصةً، تُتعب وتُرهق المتلقي، وأنا لا أجد فيه حاجزاً، بل عجزاً.

  • لو أراد الفنان "أسعد" أن يعبّر عن الفن ببعض الكلمات، وأن يصفه، فماذا يقول؟
  • ** أعتقد أن الفنّ هو إبراز للنواحي الجمالية بكافة أشكالها، وخلق عالم جميل، وجديد من خلال التعامل مع اللون وتقنياته، إضافة إلى الفكرة التي يريد الفنان أن يوصلها من خلال إبداعه وموهبته.

  • إذاً أنت مع مقولة "أفلاطون" بالنسبة للفنانين بأنهم ينشئون حقيقة جديدة لم تحدث من قبل؟
  • ** زمن "أفلاطون" له رؤيا تختلف عما هي عليه في زمننا هذا، لكنّ الفن، وعلى مر العصور يبقى المعبّر عن الجمال المميز.

  • من خلال عرضك للوحاتك، هل استطعت أن تصل للمتلقي؟ وما رأيك بالتشكيليين السوريين المعاصرين بشكل عام؟
  • ** بالنسبة لي الفن ليس وسيلة التواصل مع من يحضر معرضاً للوحاتي فقط، بل هو سلاح للهجوم، ففي إحدى لوحاتي التي أرسلتها عبر الانترنت رداً على ما فعله الفنان النمساوي بحق النبي "محمد (ص)" والإسلام، كان هجوماً ودفاعاً بنفس السلاح الذي استخدمه ذلك الفنان. أما بالنسبة للفنانين التشكيليين السوريين، فهناك عدد منهم في الظل ويحتاج إلى الظهور، وأعتقد أن هناك تقصيراً من "اتحاد الفنانين التشكيليين" بحقهم من حيث إتاحة الفرص أمامهم كإقامة معارض مشتركة ومسابقات تسمح بمشاركة فنانين جدد من الشباب.

  • أخيراً لوحة لها ذكرى في حياتك ولا تزال محفورة في الذاكرة؟
  • ** في نهاية المرحلة الإعدادية شاركت في مسابقة أقامتها "ثانوية المتنبي" للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وفزت بالمرتبة الأولى، وقام السيد محافظ "إدلب" "جميل حديد" بتكريمنا، وقدّم لي ظرفاً، ففتحته بحضور والدتي رحمها الله، وكان بداخله مبلغاً من المال، فكان لتلك اللحظة الأثر العميق في نفسي الذي زاد من عشقي للرسم.

    من الجدير بالذكر أن الفنان "أسعد عبد العزيز سعيد" من مواليد "إدلب" /1952/، لكنّه مقيم في مدينة "حماة"، يحمل إجازة في الحقوق. شارك في تصميم وسام بطل الجمهورية العربية السورية الذي منح للأبطال السوريين في حرب تشرين التحريرية، له عدّة معارض فردية، وتزين عدد من لوحاته جدران المتحف الحربي.