أقيمت في مدينة "إدلب" بتاريخ 21/8/2013 ورشة عمل تدريبية بعنوان "حماية الآثار السورية في أوقات النزاع المسلح"، والتي شكلت فرصة مناسبة للعاملين والمهتمين بالقطاع الأثري للحصول على المعلومات التي تمكنهم من المساهمة في حماية الآثار التي تذخر بها المحافظة.

السيد "فائز قوصرة" باحث أثري وأحد المشاركين بالورشة تحدث لمدونة وطن "eSyria" بالقول: «هذه الورشة هي خطوة أولى على طريق وضع الأسس اللازمة لحماية كنوزنا الأثرية التي تعد تراثاً للعالم أجمع، وينبغي أن تتبعها خطوات عملية تساعد في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية هذه الآثار.

إن عملية نقل القطع الأثرية بصورة سليمة ومستعجلة الى أماكن آمنة بعد تقييم الأضرار التي أصابتها وتوثيقها من أهم الخطوات التي يمكن القيام بها، مع اتخاذ إجراءات أخرى للقطع الثابتة التي لايمكن نقلها

منها على سبيل المثال: تشكيل لجنة إغاثة أثرية فورية للعمل الميداني والقيام بتوثيق وترقيم الآثار التي تضررت أو تعرضت للإعتداء وتحديد الأضرار التي لحقت بها والعمل على نقلها أو ترميمها، وكذلك لابد من القيام بحملة إعلامية مكثفة لتوعية المجتمع بواجبه تجاه المواقع الأثرية الموجودة في البيئة المحيطة به، والاستعانة بفعاليات المجتمع المحلي لتنفيذ هذه الأعمال».

الباحث "جون هورد" عبر الانترنت

أما الباحث الأثري "غازي علولو" فقال: «تعد هذه الورشة فرصة للإطلاع على تجارب الآخرين في مجال حماية الآثار والحد من التعديات عليها، وبالتأكيد فإن المحاضرين لديهم خبرة وتجربة واسعة على مستوى العالم وينبغي أن نأخذ من تجاربهم ونعمل وفق خصوصية واقع الآثار السورية، وأن يكون هناك تواصل مستمر مع الخبراء في المنظمات الدولية حول الخطوات التي يمكن عملها في كل مرحلة».

وقدم المحاضرون الذين شاركوا في الورشة لمحة عما تقوم به منظمات "الايكوموس" و"الايكروم" و"الايكوم" في حماية الآثار المتضررة بمختلف دول العالم وتجاربها السابقة في هذا المجال، والتي من شأنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه من القطع الأثرية والحفاظ عليها، وكذلك خطوط وأسس للعمل وقت الكوارث والأزمات وآلية التعامل مع الآثار والمواقع الأثرية.

جانب من مناقشات الحضور

من جهتها تحدثت الخبيرة العالمية "آنا الماغرو فيدال" من منظمة "ايكوموس" في محاضرتها حول "التوثيق في حالات الطوارئ للمباني والمواقع" عن كيفية التوثيق السريع قليل التكاليف للتراث في أوقات الطوارئ والأدوات والتقنيات المستخدمة لإنجاح هذه العملية، وأنه بهذا الشكل يمكننا إنقاذ الكثير من الأوابد الأثرية وأنه إذا لم نوثق المعالم الأثرية فسنفقد الكثير منها».

وأكدت الباحثة "ابارنا تاندون" من منظمة "ايكروم" في محاضرتها حول "الإسعافات الأولية لإنقاذ القطع الأثرية وبناء شبكة عمل لحماية التراث الثقافي" على ضرورة إجراء الإسعافات الأولية لإنقاذ القطع والمواقع المتضررة بالسرعة القصوى، والعمل على بناء شبكة محلية وطنية دولية من أجل حماية التراث الثقافي بالتعاون مع مصادر إقليمية دولية للتجاوب مع الطوارئ والإصلاح».

وأضافت: «إن عملية نقل القطع الأثرية بصورة سليمة ومستعجلة الى أماكن آمنة بعد تقييم الأضرار التي أصابتها وتوثيقها من أهم الخطوات التي يمكن القيام بها، مع اتخاذ إجراءات أخرى للقطع الثابتة التي لايمكن نقلها».

وقدم "جون هورد" من "الايكوموس" لمحة عن التجاوب الطارئ للمواقع والأوابد الأثرية والمسؤوليات الملقاة على عاتق فريق التجاوب والأدوات المستخدمة في آلية التوثيق قائلا: «من المهم أن يكون هناك استعداد مسبق وخطة جاهزة وتوزيع الأدوار والمهام على الأشخاص وتحديد الأولويات وأن يتم نقل القطع الهامة إلى أماكن آمنة وتدعيم الجدران والتواصل مع الخبراء للقيام بالخطوات الصحيحة».

يذكر أن الورشة أقامها مكتب إدارة التجمعات الأثرية في "إدلب" عبر الانترنت بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف ومديرية السياحة بالمحافظة ومنظمة "الايكوموس" و"المجلس الدولي للمواقع والأوابد" وبمشاركة نحو100 متدرب ودارس من المهتمين والدارسين وطلاب كلية الآثار ومديرية السياحة ومديرية الآثار.