أقيم في كلية الآداب الثانية في "إدلب"، معرض للأعمال اليدوية، التي تتضمن الجانب العلمي للأبحاث العلمية والتدريبية لطلاب قسم الآثار، كما يتم من خلال هذا المعرض الإشارة إلى المواقع الأثرية التي تغني محافظة "إدلب"، وإلى أهمية عرض وتوضيح الحقب التاريخية التي تعود لها كل من هذه المناطق، وتم التجهيز للمعرض من قبل مجموعة من طلاب قسم الآثار.

موقع eIdleb حضر المعرض، وكان لنا وقفة مع الدكتور "أنس حج زيدان" المشرف على تنظيم المعرض والذي يقول: «المعرض هو عمل يدوي طلابي، لطلاب قسم الآثار، وبإشراف عدد من أساتذة القسم، يهدف المعرض بالدرجة الأولى تدريب مجموعة من طلاب قسم الآثار على الواقع العملي الذي سيلقى على عاتقهم، وقرن الشيء النظري بالشيء العملي، كما كان الهدف الأساسي التحدث عن عدد من المواقع الأثرية الهامة، من حيث الجغرافية والأهمية التاريخية، إضافة إلى الإشارة إلى أهم المكتشفات التي تم اكتشافها من قبل البعثات العاملة في المحافظة خلال السنوات السابقة، كما اعتبر المعرض بطاقة تعريفية للمواقع التي لا تكاد تكون معروفة بشكل جيد على الخارطة الأثرية».

شاركتُ بلوحات تُمثل مجسما لمدفن هرمي في "البارة"، ولقوس "باب الهوى وعامود سرمدا"، والطريق الروماني، حيث إن هذه الأماكن من الأماكن الأثرية المهمة والمعروفة في محافظة "إدلب"، فمن خلال عرضها نستطيع أن نعكس مدى أهميتها وأن نلفت نظر الناس إليها

ويضيف الدكتور "أنس": «تضمن المعرض ما يزيد على /150/ لوحة، منها لوحات "فسيفسائية" الهدف الأساسي منها عكس الواقع الأثري الغني بهذا الصنف في المحافظة، إضافة إلى تعليم الطلاب على كيفية تصنيع اللوحة الفسيفسائية ومعرفة أقسامها، وكيفية ترميمها، كما عُرضت مجموعة من المجسمات لعدد من المواقع الأثرية، والمدافن الهرمية والكنائس والقلاع ودور العبادة والتماثيل وغيرها، من الأشياء المتنوعة والتي تكثر في المواقع الأثرية في محافظة "إدلب"».

الدكتور أنس حج زيدان

كما التقينا مجموعة من الطلاب المشاركين في المعرض، حيث يقول "حسين حاج حسين" طالب الآثار السنة الثانية: «شاركتُ بلوحات تُمثل مجسما لمدفن هرمي في "البارة"، ولقوس "باب الهوى وعامود سرمدا"، والطريق الروماني، حيث إن هذه الأماكن من الأماكن الأثرية المهمة والمعروفة في محافظة "إدلب"، فمن خلال عرضها نستطيع أن نعكس مدى أهميتها وأن نلفت نظر الناس إليها».

ويقول "ساري شحادة" طالب الآثار السنة الرابعة: «شاركتُ بلوحتين فسيفسائيتين تمثل الأولى اللغة "الأوغاريتية"، التي تُعتبر أساس اللغات، وأول أبجدية عرفها التاريخ، والثانية شجرة "زيتون"، والتي تعتبر ومنذ أمد بعيد رمزا لمحافظة "إدلب"، وكان لها حضور ووجود قوي في ماضي المحافظة الموغل ولا يزال في حاضرها».

"محمد قدور وريما الخطيب" طالبا آثار سنة رابعة أضافا: «كانت مشاركتنا لوحات مرسومة لبعض المواقع والأماكن الأثرية، فتناولنا "حماما أثريا" والمجمع الكنسي في مدينة "البارة"، حيث يُعتبر من الأوابد المهمة والفريدة من نوعها في "سورية"، إضافة إلى مجموعة من أماكن العبادة والمدافن الهرمية، حيث كانت لها مكانة دينية ويُعتقد بدفن الكهنة ورجال الدين في داخلها، كما قدمنا لوحة تُمثل عيون امرأة مأخوذة من موقع أثري تُعبر عن دور المرأة وحضورها في العصور القديمة».

ويقول "إسماعيل العبد الله" أحد الحاضرين في المعرض: «المعرض فكرة رائعة، حيث عبر للحاضرين عن الأهمية التاريخية التي تضطلع بها محافظة "إدلب"، وأشار إلى عدد كبير من الأماكن والمواقع الأثرية المهمة على مستوى العالم، وأعطى فكرة جيدة عنها، إضافة إلى أنه وسيلة للتعريف بأماكن هذه المواقع، من خلال تضمنته شروحات وخرائط تدل على مكان كل أثر تمت الإشارة إليه وتناوله في المعرض».

ريما الخطيب ومحمد القدور

يشار إلى أنه شارك في افتتاح المعرض الدكتور "منير الحامض" مدير فرع "إدلب" في جامعة "حلب"، والدكتور "فاروق اسليم" عميد كلية الآداب الثانية، وعدد من دكاترة الجامعة والمهتمين في الآثار، وسيستمر المعرض لمدة أسبوع في مقر الكلية.