نظرة بعين طفل ترى الحياة براءتها وألوان الطفولة الخاصة، وتعبير عن الحياة وموجوداتها بطريقة عفوية خالية من التكلف، ووقفة مع الأطفال في لوحات صاغوها تعبيراً صادقاً عن هواية ارتسمت أولى ملامحها حينما استضافتهم دائرة ثقافة الطفل في ورشة رسم جماعي، لتنمية الموهبة الفنية لديهم في المركز الثقافي العربي في "إدلب".

وللحديث عن هذه المبادرة واهتمام الأهالي بتنمية مواهب أبنائهم التقى موقع eIdleb السيدة "هدية الحسن" مدرسة مادة التربية الفنية التشكيلية في مدرسة "خالد الشعار" وأم أحد الأطفال المشاركين فقالت: «يعتبر هذا النشاط مهماً للأطفال لأنهم يعبرون عن رؤيتهم للحياة بطريقة عفوية، إضافةً على تشجيعهم على ممارسة هوايتهم بإعطائهم جرعة الدعم عندما يرون أطفالاً آخرين يرسمون بجانبهم، وتمثل هذه اللقاءات الجماعية للأطفال فرصةً للتعرف على المواهب الفنية، ورعاية هذه المواهب وتبنيها للمشاركة في مسابقات الرواد، ما نتمناه كمدرسين للمادة وكأولياء أمور أن تتوفر في المدارس مراسم خاصة للأطفال ليكونوا قادرين على تفريغ طاقاتهم، والتعرف على المواهب، وذوي الرؤية الفنية الجمالية من الأطفال».

أنا أحب الرسم وأحب الربيع لذلك رسمت فصل الربيع في القرية وكيف يخرج المزارعون في القرية ليرقصوا ويفرحوا بين الأعشاب والأشجار الخضراء

وعن مشاركة الأهالي لأطفالهم في هذه الورشة تحدث السيد "خليل علي باشا" والد الطفلة المشاركة "حلا علي باشا" فقال: «نحتاج أن تتعدد مثل هذه النشاطات لأن الأطفال مازالوا في مرحلة مبكرة يستطيع المعلم أن يفرغ معلوماته ويقوم الطفل وهو في هذا السن، المشاركة كانت جميلة لتتعرف ابنتي على الأطفال، وتتشجع على ممارسة هوايتها، وتنمي روح التعلم رغم أنها ما تزال في سن الخامسة».

الأطفال المشاركون

وتحدثت الطفلة "زهراء دغيم" إحدى المشاركات في ورشة الرسم فقالت: «أنا أحب الرسم وأحب الربيع لذلك رسمت فصل الربيع في القرية وكيف يخرج المزارعون في القرية ليرقصوا ويفرحوا بين الأعشاب والأشجار الخضراء».

ولم تقتصر المشاركة على أطفال المدارس والروضات بل تجاوزتها إلى مشاركة أطفال معهد الصم والبكم والمكفوفين بمشاركة الطفلتين "ياسمين بدوي" و"تيماء أصفري" ليشاركوا فرحة الأطفال ويمارسوا هوايتهم المفضلة في التعبير عن الذات.

أطفال جمعية الصم والبكم

وعن إقامة ورشة الرسم للمرة الأولى في "إدلب" تحدثت السيدة "صبا خالد عمر" رئيس دائرة ثقافة الطفل في "إدلب" فقالت: «نحاول في دائرة ثقافة الطفل أن نهتم بأوجه النشاط الثقافي والاجتماعي وتنمية القدرات الذهنية والحسية لدى الأطفال، ونهدف من خلال الورشة التي شارك بها /100/ طفل وطفلة إلى التعرف على المواهب الصغيرة في الرسم، لذلك لم نتقيد باختيار الموضوع فكان الرسم حراً للأطفال، وبعد الورشة سيتم اختيار اللوحات الفائزة، وتوزيع هدايا للمتميزين، وضمهم إلى أصدقاء منتدى ثقافة الطفل كمواهب واعدة في مجال الفن التشكيلي لتدريبهم على أسس الرسم، كما نهدف في المستقبل لإقامة معرض يضم إبداعات أولئك الأطفال، وتبادل ثقافي بين المحافظات».

ويشار إلى أن دائرة ثقافة الطفل في "إدلب" تعمل من خلال أصدقاء منتدى ثقافة الطفل إلى الاهتمام بالأطفال ذوي المواهب العلمية والأدبية والفنية وتقدم لهم الرعاية بإقامة أمسيات أدبية لأدباء صغار، وإجراء مسابقات فنية وأدبية، وإقامة أصبوحات في مدارس مدينة "إدلب" لتشجيع الأطفال للانضمام إلى أصدقاء المنتدى، وشكلت مؤخراً فرقة موسيقية مؤلفة من العديد الأطفال الموهوبين في مجال الموسيقى تسعى الدائرة من خلالهم إلى إقامة حفلات فنية ومسابقات فنية والمشاركة في مهرجانات محلية وفي مختلف المحافظات.

رئيسة دائرة ثقافة الطفل