بهدف تفعيل النشاط السينمائي في محافظة "إدلب"، وتعميم ثقافة السينما في مختلف المراكز الثقافية بالمحافظة، أحدثت مديرية الثقافة في "إدلب" نادياً سينمائياً في المركز الثقافي العربي في مدينة "إدلب".

وقد لاقت هذه الخطوة ترحيب الأوساط المهتمة في محافظة "إدلب" حيث يقول الدكتور "مصطفى عبد الفتاح" لموقع eIdleb: «بكل تأكيد خطوة إيجابية جداً وعندما نقرأ أسماء الأشخاص القائمين عليها وهم أشخاص مثقفون ونثق بخياراتهم نشعر نحن كمتلقين بجدية التجربة، نتمنى أن تحظى هذه الخطوة غير المسبوقة في "إدلب" بالقبول والتجاوب من قبل الأهالي، ولكن أخشى أن يؤثر انتشار الفضائيات في كل بيت على نجاح التجربة ولكني أعتقد بأن التفاعل والمناقشة الحية مع كوادر تلك الأفلام يمكن أن يكون عامل جذب واهتمام بهذه الخطوة».

بكل تأكيد خطوة إيجابية جداً وعندما نقرأ أسماء الأشخاص القائمين عليها وهم أشخاص مثقفون ونثق بخياراتهم نشعر نحن كمتلقين بجدية التجربة، نتمنى أن تحظى هذه الخطوة غير المسبوقة في "إدلب" بالقبول والتجاوب من قبل الأهالي، ولكن أخشى أن يؤثر انتشار الفضائيات في كل بيت على نجاح التجربة ولكني أعتقد بأن التفاعل والمناقشة الحية مع كوادر تلك الأفلام يمكن أن يكون عامل جذب واهتمام بهذه الخطوة

الأستاذ "أحمد المصري" رئيس النادي السينمائي قال عن هذه التجربة: «محافظتنا بحاجة لثقافة سينمائية وبسبب عدم وجود دور خاصة بالسينما جاء إحداث هذا النادي من أجل تأسيس حراك ثقافي سينمائي، وجاء تفعيل هذا النشاط في مركز المدينة كخطوة أولى وفي باقي مناطق المحافظة في خطوة لاحقة، فالهدف من التجربة هو تثقيف الجيل الشاب سينمائيا وملء وقت فراغ الشباب بشيء مفيد يتناول ثقافة موجهة ومدروسة، كما حرصنا أن يتبع العروض السينمائية إقامة ندوات حوارية يتم خلالها استضافة كتاب ونقاد مختصين في مجال السينما والأدب العالمي ونجوم سينمائيين مشاركين في الأعمال المعروضة، ونسعى لتفعيل هذه الخطوة في المراكز الثقافية كلها بحيث يتم عرض الأفلام بشكل دوري في باقي المراكز، ومن خلال هذا النادي أيضاً نسعى لتنشيط ناد خاص بسينما الأطفال لتفعيل سينما الطفل في المحافظة، كما أننا نخطط لأن يتم لاحقاً إحداث سينما الهواء الطلق في المديرية وتعميم التجربة على كافة المراكز».

أحمد المصري

ويقول الأستاذ "مصطفى الموسى" أحد أعضاء إدارة النادي السينمائي: «في السنوات الأخيرة لاحظنا بأن هناك جيلا جديدا مهتما بفن السينما ومعجبا به، وهذا الفن يساهم بشكل أو بآخر في عملية تربية الجيل من الناحية الثقافية والعاطفية، وغياب السينما عن أي مجتمع برأيي يؤدي إلى حدوث خلل في هذا المجتمع سواء في المفاهيم الثقافية أو العاطفية، كما أن وجود السينما في أي مجتمع تؤدي لرقي هذا المجتمع، فهناك أمور عديدة لا تنجح التربية العائلية في إيصالها وقد لا تنجح المدرسة فهنا نحن بحاجة لكتاب وسينما والتي تساهم بشكل غير مباشرة في موضوع التربية، ويتضمن برنامج عروض النادي مجموعة من الأفلام السورية والعربية والأجنبية، وحاولنا أن نركز على الأفلام الأوروبية لكونها الأكثر أهمية من ناحية الصورة والنص والتمثيل والثقافة السينمائية بشكل عام، واخترنا مجموعة أفلام من "اليونان ومن روسيا واستراليا وإيران ومن أمريكا وإيطاليا وفرنسا"، وسوف يكون هناك وجود للسينما السورية والعربية لكن ليس بنفس حصة الأفلام الأجنبية، لكون السينما السورية للأسف فقيرة بالعناوين والإنتاج السينمائي عندنا قليل، ونقطة أخرى أن السينما السورية متشابهة لكون المخرج نفسه يكون أحياناً المؤلف ما يجعل أغلب الأفلام ذات نمط واحد، أما السينما المصرية فقد أنتجت في السنوات الماضية أفلاما مهمة، لكن مؤخراً راجت أفلام تضرب الذائقة للجمهور، حيث لجأت السينما المصرية مؤخراً لإنتاج أفلام تجارية جداً تعزز الميول العدوانية للمتلقي وتعزيز حالات المراهقة وهذا ما لم نتعود عليه من السينما المصرية، وبرأيي نادي السينما يفيد في هذه الحالة في إنقاذ الجمهور من مثل هذه الأفلام في حال كان يعرض عناوين مهمة، سوف يكون برنامج عرض الأفلام أسبوعي كل يوم إثنين الساعة السابعة مساء، ونتمنى لهذه التجربة الاستمرار».

بدوره المخرج المسرحي "سامر السيد علي" أحد أعضاء إدارة النادي قال: «الفكرة بالأساس أننا لاحظنا وجود ضعف في الثقافة السينمائية في محافظتنا، ولاعتقادنا بتأثير السينما الكبير على الأجيال إذ إنها ربما تقدم جزءا كبيرا من المفاهيم الغائبة عن أذهانهم سواء على المستوى المعرفي أو العاطفي أو أساليب التفكير، ونحن أردنا أن تنعكس الأفلام التي يتم انتقاؤها وعرضها على المستوى الثقافي العام للشباب ونزرع شيئا من التوق للعلاقة مع هذا الفن وننتظر أن يخرج من جمهور هذا النادي شاب صغير يهوى الفن السينمائي ويحترف فيه، فالغاية الأساسية التي نسعى إليها هي زراعة حب هذا الفن عند الأجيال وتهيئة مواهب من أبناء هذه المنطقة للتميز في هذا الفن الذي نفتقده حقيقة في محافظتنا، ويهمنا في موضوع تقديم السينما أن نحولها لتقليد وهذا التقليد بحاجة لمواظبة بحيث يكون هناك يوم معروف بالنسبة للناس بوجود عرض سينمائي وبأن يتم نشر برنامج النادي في المؤسسات والجامعات بحيث يكون الجمهور مطلعا على برنامجنا، ومن خلال آلية العمل يمكننا في بعض الأفلام السورية أن نستضيف فيها مخرجا أو ممثلا مشاركا في الفيلم يتم حوار وتفاعل بينه وبين الجمهور الحاضر، ونحن نحاول تغطية هذه المسائل أما الأفلام الأجنبية فنحاول استضافة ناقد للحديث عن إشكالية معينة في الفيلم أو فكرة قابلة للتداول في ندوة مع الجمهور وهذا يخلق جوا من الثقافة السينمائية ويخدم المجتمع المحلي».

مصطفى الموسى

وعن حصة الأطفال من هذا النادي يضيف "سامر السيد علي": «بكل تأكيد سوف تكون حصة الأطفال غنية في هذا النادي، لأننا نركز في الدرجة الأولى على مخاطبة الأجيال الشابة والأطفال هم امتداد لذلك وهناك أفلام على مستوى عال جداً يمكن تقديمها للطفل ونحن سوف نخصص يوم لسينما الطفل بالتعاون مع مديرية ثقافة الطفل، ومن ثم إجراء حوار بسيط مع الأطفال ونحاول أن نرى مدى تفاعلهم مع هذا العرض، وهو مشروع مستقل إلى حد ما من حيث أسلوب العرض وطريقته وتوقيته، من خلال تجربتي ومشاهدتي أعتقد بأن الجمهور عندنا متعطش وهو بحاجة لسينما وبحاجة لأن يعيش هذا الجو الاجتماعي الخاص في تلقي الفنون وأعتقد أنه سوف يكون هناك درجة عالية من التجاوب ونحن عندنا جمهور قابل لان يكون جمهورا سينمائيا ولكن ينتظر اللحظة التي يعلن فيها أحد ما عن هذه الفعالية لذلك أنا متفائل لان يكون هناك تفاعل وهذا ما يتطلب منا أن يكون عندنا مثابرة لخلق التقليد بحيث نشعر دائماً بوجود السينما».

سامر السيد علي