دعا وزير الثقافة الدكتور "رياض نعسان آغا" إلى العمل بغية جعل مهرجان "المعري" حدثاً عربياً كبيراً بهدف الانطلاق به نحو العالمية، وقال وزير الثقافة في كلمته خلال افتتاح الدورة الثالثة عشرة لمهرجان "أبي العلاء المعري" في مدينة "معرة النعمان" صباح يوم السبت 2/10/2010:

«أجدها فرصة أن يتحول هذا المهرجان عبر نموه ومشاركاتكم إلى حدث ثقافي كبير ليس على مستوى سورية وحدها بل إلى مهرجان تهتم به الأمة العربية على أمل أن نصعد به إلى العالمية، ذاك أن الشاعر لم يكن قط لنا وحدنا هذا "أبو العلاء" أحد كبار مبدعي الإنسانية عبر العصور وهو شاعر الإنسانية المطلقة».

أجدها فرصة أن يتحول هذا المهرجان عبر نموه ومشاركاتكم إلى حدث ثقافي كبير ليس على مستوى سورية وحدها بل إلى مهرجان تهتم به الأمة العربية على أمل أن نصعد به إلى العالمية، ذاك أن الشاعر لم يكن قط لنا وحدنا هذا "أبو العلاء" أحد كبار مبدعي الإنسانية عبر العصور وهو شاعر الإنسانية المطلقة

وأضاف: «ذات يوم تساءلت ما الذي يجعل شاعراً ما شاعراً عظيماً، وشاعراً آخر شاعراً عادياً؟ ومن خلال ما وصلت إليه وجدت أن الشاعر يكون عظيماً بمقدار صلته بالملكوت العظيم، وكلما كان قليل الاتصال صغرت إمكانياته وأصبح محليا أو لنقل ينظم الشعر أو يقرضه، وما عرفت شاعرا في أدبنا العربي تمكن من أن يتصل بالكون العظيم أكثر وأعمق وأبعد من "أبي العلاء المعري" فهذا شاعر فتح الله عليه بصيرته لأنه فقد البصر فإذا به يطير بأجنحة الإبداع إلى الجنة والنار ويمشي بهما على الصراط فيؤسس في الآداب العالمية هذا الطواف الرحب، في قراءتنا للمعري وجدنا عمق إيمانه بالله فهو القائل إني لأعجب للطبيب كيف ينكر الله بعد دراسة التشريح؟ وهو فيلسوف الشعراء، الإبداع أن تأتي بما لم يقله الأوائل هذا ما قاله "أبو العلاء" على خلاف ما كان يراه شعراء الجاهلية بأن الأوائل لم يتركوا للأواخر شيئاً حتى أتى هذا الشاعر المكفوف وأعلن التحدي ويقول ما لم تستطعه الأوائل».

الدكتور رياض نعسان أغا وزير الثقافة

وختم كلمته: «يجب التفكير بجدية بأن نحول هذا المهرجان في مضمونه إلى شغل على المثاقفة والآن يجب أن نوسع الأفق والانطلاقة نحو دراسة الأدب المقارن ونحن بحاجة لذلك حتى نعرف ماذا ترك "أبو العلاء" في أدب العالم وأن يكون لدينا بحث جيد حول تأثيرات أدب المعري في حياتنا المعاصرة، وأن نخرج بهذه الدراسات إلى مستويات أكاديمية ونعممها على جامعات العالم، وأريد لهذا المهرجان أن ينطلق على صعيد عربي وعالمي لأن "أبا العلاء" رجل جدير بأن يحمل أبناؤه وأحفاده ثقافته إلى العالم كله، وأن نفعل له كما فعل الإنكليز لـ"شكسبير" والألمان لـ"غوتا" والفرنسيون لـ"هوغو" والهنود لـ"طاغور" والعرب والفرس معاً لـ"الخيام"».

المهندس "خالد الأحمد" محافظ "إدلب" تحدث عن الجديد في مهرجان هذا العام بالقول: «كما تثقون بأن يخرج المهرجان في كل عام بشيء جديد من كنوز "المعري" باعتباره واسع الاطلاع على فنون الأدب وعلوم اللغة، فقد حرصنا في محافظة "إدلب" ووزارة الثقافة أن نجسد بعضاً من هذه الثقة، فلأول مرة أدخلنا محور أثر "المعري" في الثقافات الأخرى والثقافة التركية نموذجاً وذلك بمشاركة أربعة باحثين من الأصدقاء الأتراك».

المهندس خالد الأحمد محافظ إدلب

أما الدكتور "ابراهيم السعافين" من "الأردن" فقال: «نحتفل في هذا اليوم بمهرجان علم المعرة الفرد الخالد على ناصية التاريخ بعبقريته وحكمته وإبداعه وفكره ذلك الصوت الذي أصغت إليه الأجيال، لقد ملأ الدنيا وشغل الناس ليس كما المتنبي وإنما على طريقته ومنهجه على تعدد المسائل والمسالك، لقد سلك المعري دروباً في الفكر والعلم والإبداع جعله حاضراً في روح الثقافة العربية والإسلامية لما أبدع وجدد في شعره ومناظراته، واحتفال وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية بشاعر العروبة أبي العلاء في مسقط رأسه المعرة إن هو إلا مبعث المباركة والتقدير من كل أصحاب الكلمة الحرة والصادقة في الوطن العربي والعالم».

كما ألقيت خلال الافتتاح قصيدتان شعريتان للشاعرين "ممدوح اسكاف" و"جهاد بكفلوني" وكلاهما من سورية، إلى جانب افتتاح معرض الفن التشكيلي ومعرض الكتاب، يشار إلى أن فعاليات المهرجان تستمر لغاية الثالث من الشهر الحالي بمشاركة نخبة من الأدباء والباحثين السوريين والعرب والأتراك.

الدكتور ابراهيم السعافين