كان أهالي مدينة "إدلب" على موعد مع عدد من الأفلام السينمائية من خلال مشاركة المؤسسة العامة للسينما ضمن الفعاليات الموازية لمهرجان "إدلب الخضراء للفنون الشعبية" في دورته الرابعة.

موقع eSyria التقى بعض الحضور وكذلك القائمين على العرض السينمائي الذي كان مسرحه الهواء الطلق ومدرجه "حديقة الباسل".

ولكن لا أحد يعمل على هذا الاتجاه، فقد تحولت دور العرض السينمائية إلى صالات تقام فيها الأفراح

السيد "محمود الأحمد" من أهالي إدلب ومهنته سائق تكسي كان حاضراً مع زوجته وولده فقد أعجب بنقل السينما إلى الحديقة، حيث قال: «الشيء الجميل أن تأتي السينما إلى المشاهد، حقيقة أنا سعيد لأنني عدت بذاكرتي إلى سنوات مضت كنا نذهب إلى السينما التي لم تعد موجودة في أيامنا هذه، ذكريات الطفولة وما أجملها».

أفلام متنوعة وحضور لا بأس به

السيد "عبدو جاويش" يعتبر أن المكان غير مناسب ولا يحقق شروط العرض ويضيف: «ومع هذا لا بأس أن يتذكر الناس أن هناك سينما، ما لاحظته أن اهتمام الكبار كان لافتاً في حين أن الجيل الجديد لم يعرها أي اهتمام».

السيد "يوسف اليوسف" يتذكر أيام الشباب ويعتقد أن قطار السينما قد مر هنا وعلينا أن نستوقفه، ويضيف: «ولكن لا أحد يعمل على هذا الاتجاه، فقد تحولت دور العرض السينمائية إلى صالات تقام فيها الأفراح».

فريق التشغيل السينمائي

ثم انتقلنا لنتعرف أكثر على الأفلام التي تم عرضها، فالتقينا بالعارض السينمائي "أحمد إيزولي" الذي تحدث عن الأفلام التي تم عرضها، فقال: «جئنا مهرجان إدلب الخضراء لنقدم لهم أفلاماً أنتجت حديثاً، قبل سنتين أو ثلاثة، حتى إن الجمهور السوري لم تتح له مشاهدتها خارج نطاق مهرجان دمشق السينمائي، فقدمنا خمسة أفلام هي: فيلم يتحدث عن لاعب كرة القدم الأرجنتيني "مارادونا" وهو فيلم تسجيلي وتوثيقي عن حياة هذا اللاعب، ومخرجه الصربي "أمير كوستاريتسا". الفيلم الثاني "سيلينا" للمخرج السوري "حاتم علي" وبطولة الفنان القدير "دريد لحام" والمطربة "مريام فارس". الفيلم الثالث الجزء الثاني من فيلم "عمر وسلمى" من بطولة المطرب "تامر حسني"، رابع الأفلام كان الفيلم السوري "أيام الضجر" للمخرج "عبد اللطيف عبد الحميد"، وآخر العروض كان الفيلم المصري "أولاد العم" من بطولة "شريف منير"».

بالنسبة لطريقة العرض يقول العارض "محمد فياض": «باستطاعة المعدات التي بحوزتنا أن تعرض في أي مكان ولكن ما صادفنا من مشكلات أن على المشاهد أن يتابع الفيلم وهو واقف وهذا أمر في غاية الصعوبة، ولا يستطيع أحد أن يقف ساعتين مدة عرض الفيلم، كنا نتمنى أن يكون هناك كراسي لمن يرغب في المشاهدة، ومع هذا كان الحضور لا بأس به بل وفي بعض الأفلام كان الحضور جيداً».

ويضيف: «بكل تأكيد الغاية التي تنشدها الوزارة وكذلك المؤسسة العامة للسينما أن نعيد للسينما جمهورها، والكثير ممن جاء وحضر أثنى على هذه الخطوة ولكن أين جيل الشباب الذي أدار ظهره لهذه الشاشة العملاقة التي كانت حلم أجيال بأكملها، يجب أن نعيد الثقة بهذه الوسيلة الثقافية لتتألق من جديد».

يبقى السؤال الذي يبادرنا كمتابعين للسينما كما هي، ماذا لو أفردت إدارة مهرجان إدلب الخضراء للفنون الشعبية يوماً كاملاً ليتم فيه عرض فيلم سينمائي يختار بعناية، ويمكن أن نقترح فيلم السنة كي يقدم، وليكن مثلاً الفيلم السوري الذي يحقق نتائج جيدة في مهرجان دمشق السينمائي أو في مهرجان آخر، من هنا نجعل المشاهد يشعر بمدى اهتمام الجهات ذات الصلة به، وأنها تقدم له كل جديد، خاصة وأن أبواب الصالات لا تفتح إلا للأفراح.. إنها الطريقة الوحيدة لجعل أكبر عدد من مشاهدي هذه المدينة أن يعودوا للتفاعل مع السينما من جديد، ومن مختلف الأعمار.