مجموعة غنت.. فصنعت سيمفونية علاماتها براعم تآلفت.. فكونت لحناً جميلاً.. وأخرى أخذت على عاتقها ترسيخ الأصالة.. فرقصت لحن آبائها.. رقصات الفرح والمحبة والمقاومة.. وأخرى أحبت اللعب.. فصنعت مسرحاً معبراً عن وجدانها.

بهذا التوصيف المقتضب تم الإعلان عن الولادة الجديدة للمسرح المدرسي في "إدلب" التي جاءت مع إقامة المهرجان الأول للمسرح المدرسي في سورية، حاملاً معه أفكاراً ومشاريع للنهوض بهذا الفن الذي يعد نقطة أساسية في اكتشاف المواهب ورعايتها والأخذ بيدها لترى النور وتنطلق إلى عالم أوسع وأرحب من المدرسة والحي والمدينة وحتى المحافظة.

إن الإقبال الذي لمسناه من قبل الأهالي ومحبي المسرح في هذا المهرجان هو تأكيد ودليل على الرغبة الصادقة الموجودة لدى الناس لرؤية المسرح المدرسي نشطاً وفعالاً، وكذلك وجود قناعة لديهم بقدرة المسرح على تقديم ما هو مفيد وجيد لهم ولأطفالهم، حتى إن البعض تساءل عن سبب عدم إطالة فترة المهرجان وتقديم المزيد من العروض المسرحية والفقرات الفنية

هذا التفاؤل بمستقبل المسرح المدرسي كان موجوداً لدى أبناء محافظة "إدلب" من خلال مهرجانها الأول الذي أقيم على خشبة مسرح المركز الثقافي في مدينة "إدلب"، حيث شكل مناسبة اجتمع فيها محبو المسرح مع أهالي الأطفال وطلبة المدارس ليقدموا لوحات فنية عبروا فيها عن مواهبهم وطاقاتهم في فنون الغناء والرقص والتمثيل، فشمل المهرجان فقرات موسيقية وغنائية ورقصات شعبية وفلكلورية وعروضاً مسرحية تفاعل معها الجمهور معلناً إعجابه بهذه الفكرة متمنياً أن تصبح مشروعاً وتظاهرة سنوية تحمل معها كل جديد.

من العروض المسرحية بالمهرجان

مدير التربية في "إدلب" الأستاذ "عبد الجليل الأحمد" تحدث لموقع eidleb عن رؤيته للمهرجان وأهميته في دفع عجلة المسرح المدرسي قائلاً:

«صحيح أن المسرح المدرسي موجود بالأساس إلا أننا عملنا خلال الفترة الأخيرة على وضع أسس وقواعد جديدة للعمل فيه للنهوض بهذا الفن، حيث أصبح لدينا مسارح في معظم مدارس المحافظة وبدأنا بتنشيطها وإقامة بعض الفعاليات فيها، وخلال الفترة القادمة سيكون لدينا برامج وأنشطة بشكل مستمر لأن المسرح المدرسي له دور كبير في تنمية فكر الطلاب إلى جانب رعاية مواهبهم الفنية والاستفادة من هذه الخاصية في العملية التعليمية وفق مبدأ "مسرحة المناهج" وتقديمها بصورة مختلفة تجعل المناهج أقرب إلى الطلاب».

عمار سفلو رئيس دائرة المسرح المدرسي

أما "عمار سفلو" رئيس دائرة المسرح المدرسي في تربية "إدلب" فعبر عن رأيه بالمهرجان وفائدته بالنسبة للمسرح المدرسي حيث قال: «المهرجان هو أول نشاط خاص بدائرة المسرح المدرسي وهو باعتقادي خطوة على الطريق الصحيح لإعطاء المسرح دوره الذي يستحق على مستوى العملية التعليمية في المدارس، ونتمنى أن يكون هناك المزيد من الاهتمام بهذا المسرح الذي يقف فيه الطلاب من مختلف مراحل التعليم الأساسي والثانوي مع مدرسيهم ليصنعوا لوحات ويقدموا عروضاً فنية تعكس قدراتهم ومواهبهم التي طالما أبدعت بما تقدمه».

كما سألنا الفنان "أحمد خطيب" الذي قدم مع أطفال فرقته فقرة مسرحية بعنوان "حكاية جديدة وحكمة مفيدة" عن رأيه بالمسرح المدرسي فقال: «لقد آن الأوان إعطاء المسرح المدرسي حقه لأن المدرسة هي الأصل في كل المواهب التي تنمو وتكبر فيما بعد سواء أكانت فنية أم علمية أم رياضية، وإذا لم تتم رعاية هذه المواهب منذ الصغر ومواصلة الاهتمام بها حتى تصل إلى الطريق الصحيح فإننا سنخسرها وسنخسر إمكانيات جيل بكامله، وبرأيي أن وزارة التربية بدأت تخطو خطوات جيدة وجادة في هذا الاتجاه وأعتقد أن هذا المهرجان ما هو إلا بداية على طريق تفعيل دور المسرح المدرسي وما نتمناها أن تستمر بهذا الاهتمام».

لوحة راقصة من عروض المهرجان

وقال "أحمد الأسعد" أحد المشرفين على تنظيم المهرجان: «إن الإقبال الذي لمسناه من قبل الأهالي ومحبي المسرح في هذا المهرجان هو تأكيد ودليل على الرغبة الصادقة الموجودة لدى الناس لرؤية المسرح المدرسي نشطاً وفعالاً، وكذلك وجود قناعة لديهم بقدرة المسرح على تقديم ما هو مفيد وجيد لهم ولأطفالهم، حتى إن البعض تساءل عن سبب عدم إطالة فترة المهرجان وتقديم المزيد من العروض المسرحية والفقرات الفنية».