تطوير القطاع الحراجي، وبلورة سياسة حراجية للحفاظ على هذه الثروة الوطنية، وخلق وعي عام بدورها وفوائدها في خدمة التنمية، وتحسين دخل الأسر الريفية، وتحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على التنوع الحيوي، وتشجيع السياحة البيئية، والحد من تأثيرات تغيرات المناخ وحماية البيئة.

بهذه الكلمات عبر المهندس "خالد الأحمد" محافظ "إدلب" عن أهمية ورشة العمل النهائية حول السياسة الحراجية والتطوير المؤسساتي للقطاع الحراجي في سورية التي نظمتها وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وأقيمت فعالياتها في فندق "كارلتون إدلب" بهدف مناقشة بعض الملاحظات والمقترحات ومراجعة التشريعات الحراجية والهيكلية الإدارية لمديرية الحراج، ووضع اللمسات الأخيرة على المشروع الخاص بالسياسة الحراجية قبل رفعه للجهات المعنية لإقراره واعتماده في برامج تطوير القطاع الحراجي في سورية، ويشارك بها عدد من الباحثين وأساتذة الجامعات والمختصين بالشأن الحراجي من سورية ومن "الفاو".

هناك ضعف مؤسساتي وخاصة في مجال متابعة الأعمال وتقييم ما ينفذ وهذا يرتبط بشكل رئيسي بالمركزية في اتخاذ القرارات وتداخل العمل بين عدة جهات وهذا بمجمله يؤدي إلى التأثير سلباً على واقع العمل في المجال الحراجي

وعن أهداف هذه الورشة والغاية منها تحدث الدكتور "زياد جباوي" مدير الحراج في وزارة الزراعة لموقع eIdleb قائلاً: «هذه الورشة هي الخامسة التي تعقد خلال عامين، وذلك في إطار السعي لرسم سياسة واضحة حول خطة العمل للسنوات القادمة لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الحراج، وأهمها المناخ والتعديات المستمرة والتدهور المستمر وزيادة متطلبات الإنسان واحتياجاته من هذه الثروة وإيجاد وسائل لاستدامتها والعمل على وضع سياسة واضحة الأهداف تسهم في حل الصعوبات ووضع برامج وخطط عمل مناسبة ومتابعة تنفيذها في مجال التشريعات المتعلقة بالسياسة الحراجية».

عبد الله بن يحيى الممثل المقيم للفاو

أما الدكتور "عبدا لله بن يحيى" الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" في "دمشق" فقال: «الورشة ثمرة عمل وجهد ساهم به نخبة من الخبراء والباحثين الوطنيين والدوليين، وتمتاز بغنى أوراق العمل المقدمة فيها والتي نعمل من خلالها على تطوير قطاع الحراج بالتعاون مع الأطراف المعنية بإدارتها وحمايتها لتعود بالفائدة على المجتمع ككل».

وعن مشاركتها في الورشة قالت "ميادة سعد" معاون مدير التنوع الحيوي والمحميات في وزارة البيئة:«مشاركتنا في هذا المشروع تأتي انطلاقاً من أهمية الحراج، وكونها جزء أساسي من النشاط البيئي ولابد من التعاون والتنسيق للحفاظ على الثروة الحراجية وقد شاركنا بوضع التصورات والمقترحات التي من شأنها تحقيق الأهداف التي نعمل عليها جميعاً».

د. زياد جباوي مدير الحراج بوزارة الزراعة

وعن العلاقة بين السياحة والحراج تحدث المهندس "فريد كنج" رئيس دائرة تطوير الموارد الطبيعية بوزارة السياحة حيث قال: «السياحة البيئية من أهم أنواع النشاط السياحي الذي يتم التركيز عليه في الكثير من دول العالم وسورية مؤهلة لهذا النوع من السياحة نظراً للمقومات الكثيرة التي تمتلكها وخاصة غناها بالمواقع الحراجية الطبيعية والصناعية، ولذلك فإن إقامة مثل هذه الورشات أمر ضروري لذلك ولا بد من وضع واعتماد مفهوم السياحة البيئية ضمن السياسة الحراجية في سورية».

أما الدكتورة "غالية مارتيني" من قسم الموارد الطبيعية المتجددة بجامعة "حلب" فتحدثت عن بعض المعاناة في هذا المجال بالقول: «هناك ضعف مؤسساتي وخاصة في مجال متابعة الأعمال وتقييم ما ينفذ وهذا يرتبط بشكل رئيسي بالمركزية في اتخاذ القرارات وتداخل العمل بين عدة جهات وهذا بمجمله يؤدي إلى التأثير سلباً على واقع العمل في المجال الحراجي».

بعض المشاركين بالورشة

يذكر أن المساحات الحراجية والغابات في سورية تزيد عن/500/ ألف هكتار نصفها غابات طبيعية وفي محافظة "إدلب" يوجد أكثر من/80/ ألف هكتار نصفها تقريباً من الحراج الطبيعي.