في إحدى الأمسيات الحافلة بترانيم الشعر، لتحمل الأفئدة والعقول طربةً بما نطقته شفاه أربعة شعراء هم أركان الشعر في محافظة "إدلب"، وليعمروا بنيان المركز الثقافي العربي في "جسر الشغور" في سهرةٍ شعريةٍ غناء ببوح الذات، ووجدان الكلمة عبر سيمفونيةٍ من الإبداع الشعري حازت على الإعجاب الذي ظهر على جمهور المركز الثقافي، والذي صفق بحرارةٍ للمشاركين.

ففي لقائه موقع eIdleb تحدث "محمد حجازي" مدير المركز الثقافي في "جسر الشغور" عن تنظيمه لهذه الأمسية قائلاً: «اعتاد رواد مركزنا على حضور النشاطات النموذجية التي تجمع بين المضمون الخصب، والأسماء الرائدة، وفي هذه الأمسية حرصت أن تكون صفوة الصفوة حاضرةً بقوة، وما الأسماء التي حضرت إلا نجومٌ ترفع لها القبعات احتراماً، فالشاعر "ياسر الأطرش" هو أحد الأسماء اللامعة في سماء الشعر العربي بقوة قصيدته ومتانة تراكيبها، وإيصال الأفكار بطريقةٍ إبداعيةٍ تتكلم عنه، و"عبد الرحمن الابراهيم" هو أحد أهم شعراء مدينة "المعرة" بل قل حفيد "المعري" بما يمتاز به همس قصيدته الوجداني، وبساطة تراكيبها، أما "ماجد الأسود" فهو يعبر عن الإنسان الذي رضع العروبة طفلاً وتغنى بها شاعراً، إلى الشعر الساخر عند شيخ شعرائنا "محمد الشيخ علي" وقصائده التي تدخل القلوب دون أن تقرع الأبواب، هذه التوليفة الغريبة من الشعراء هي من أقامت بنيان مركزنا وأضاءت سماء مدينتنا، وأطربت العقول قبل أن تطرب القلوب بقصائدَ من أجود ما خطه قلم شاعر».

تربطني بهم أوثق العلاقات خاصةً الشاعر "محمد الشيخ علي" الذي رافقني منذ أيام الطفولة الشعرية، لكنها مبادرةٌ ذكيةٌ من مدير المركز أن يحضر مثل هؤلاء الأساتذة في أمسيةٍ واحدة

الشاعر "ياسر الأطرش" قال: «خصوصية اللقاء تجسدت بوجود فريقٍ منسجمٍ من الشعراء تربطهم صلاتٌ شخصيةٌ عميقة، وما قُدم هو لوحةٌ تشكيليةٌ متناسقة اللون والمضمون، ولم يحدث أي تنافر يسيء إلى جمالية اللوحة وانسيابيتها، وهذا الحضور لكبار الشعراء هو مكافأةٌ للرواد النوعيين من أبناء المدينة، المتميزين بحضورهم عالي الذائقة، فيجد الشاعر نفسه مضطراً وبسعادةٍ لأن يقدم أدباً رفيعاً جاداً يحترم المتلقي ذي السوية العالية».

محمد حجازي مدير ثقافي الجسر.

الشاعر "عبد الرحمن الابراهيم" بتعابيره التي تحمل على التفكير ضمن السطور قال: «لا شك أن الشعراء هم من الفحول، والقاسم بين حضورنا هو الشعر، ولأن لكلٍ منا بصمته الشعرية ومنحاه الذي يلتزمه، كان الانسجام في الكل الذي شكل تناسقاً عبّر عن جمالية الحالة، فالوجداني الخفي يتقاطع مع العفوي الصريح الذي يمثل بكله حالة».

وتحدث الشاعر "ماجد الأسود" قائلاً: «أنا ابن الطبقة الكادحة، لا أخرج عن هذا التكوين، امتزج تراب الأرض بدمي، وتغلغل هواؤها بدمي، وشعري مزيجٌ بين الدم والدموع والآهات على مجدٍ غابر، وحبٍ لوطن غادرته، وعدت إليه بعد غربة سنواتٍ لكي أصلي له في قصيدتي "انتظار»، وعن حضوره بين أساتذة الشعر قال: «تربطني بهم أوثق العلاقات خاصةً الشاعر "محمد الشيخ علي" الذي رافقني منذ أيام الطفولة الشعرية، لكنها مبادرةٌ ذكيةٌ من مدير المركز أن يحضر مثل هؤلاء الأساتذة في أمسيةٍ واحدة».

الشاعر عبد الرحمن الابراهيم

وكما اعتاد الجمهور الثقافي على سماع الشعر الجزل الرصين الواقعي، فقد اعتادوا أن يسمعوا بابتساتهم العارمة أشعار "محمد الشيخ علي" صاحب "جغرافيا الأنهار" و"المنحوس" و"لغط"، و"مقلوب البكاء"، والذي تحدث عن مشاركته قائلاً: «السخرية في الشعر لم تكن ضحكاً يوماً، إنما هي مقلوب البكاء، فحينما أهدي مجموعتي إلى "جحا" الذي يعلمني كيف يختفي الحكيم في ثياب المهرج، و"ابن الرومي" الذي يزداد طراوةً كلما أوغل في الزمن، وكل من يجهش بالضحك حين يعوزه البكاء، ولأن الشعر يكتبني كما لا يكتبه غيري فأنا أضطر لقراءة ما كتب الشعر، والحضور إلى "جسر الشغور".

الشاعر ماجد أسود