حملت الاحتفالية المركزية باليوم العالمي لمحو الأمية التي أقامتها وزارة الثقافة واستضافتها محافظة "إدلب" البشرى لأهالي المحافظة بإعلان منطقة "حارم " خالية من الأمية ومن بعدها محافظة "إدلب" بأكملها خالية منها في العام/2010/.

ولم تكن هذه البشرى الوحيدة وإنما الأرقام التي تم التحدث عنها من أعداد الأميين الذين تم تحريرهم وكذلك تحرير أعداد كبيرة من الأميين المعاقين كلها بشائر لا تقل شأناً عن تلك البشرى التي زفت إلى أبناء المحافظة بهذه المناسبة السنوية التي تذكر بخطر الأمية على المجتمع وبكونها عائقاً في طريق النهوض الحضاري وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأنه لابد من العمل على محو الأمية وتحرير الأميين من قيودها للانطلاق نحو المستقبل واللحاق بركب الحضارة لمواكبة عصر المعلومات والتكنولوجيا.

هناك خطة طموحة لدى مديرية تعليم الكبار في مجال محو الأمية حيث نعمل في كل عام على إعلان محافظتين خاليتين من الأمية إضافة إلى المئات من القرى في المناطق الشمالية والشرقية ونقوم الآن بالإحصاء الاسمي للتعرف على أماكن الأميين لنتمكن من متابعتهم ومحو أميتهم ، وقد أصبح لدينا تجمعات كثيرة على مستوى مناطق ونواحي خالية من الأمية

الدكتور "رياض نعسان آغا" وزير الثقافة وفي كلمته بافتتاح فعاليات الاحتفالية سرد قصة الشيخ السجين الذي كان مصراً على التعلم ومحو أميته رغم أنه محكوم بالإعدام وأنه لدى سؤاله عن سبب هذه الرغبة في العلم كان جوابه بأنه لا يريد أن يغادر هذه الحياة ولو بيوم واحد قبل أن يحقق هذه الأمنية التي كانت تحرق قلبه طوال حياته وأنه لو كان متعلماً لما وصل إلى هذا المكان وإلى هذا المصير، قصة واقعية أرادها الوزير عبرة تؤكد أهمية العلم في حياة الناس.

د. رياض نعسان آغا وزير الثقافة

كما تحدث وزير الثقافة عن خطة العمل التي تعتمدها الوزارة في مجال محو الأمية حيث قال: «إن خطة الوزارة تقوم على العمل خطوة خطوة والتركيز على مناطق ومحافظات بالتتالي وأن البداية كانت من محافظة "القنيطرة" التي تم إعلانها خالية من الأمية ثم محافظة "السويداء" ومن بعدها "طرطوس" وفي العام/2009/ ستعلن محافظتي "درعا" و"حماه" خاليتين من الأمية وفي العام/2010/ محافظتي "إدلب" و "اللاذقية"، وأنه بعد الانتهاء من كل المحافظات سيتم الانتقال إلى محو الأمية المعلوماتية».

أما المهندس "خالد الأحمد" محافظ "إدلب" فقال: «إن الأمية هي أبرز التحديات التي يجب أن تتضافر الجهود للتخلص منها وأن ما يتم تنفيذه من أنشطة يعكس الاهتمام الذي توليه الحكومة لهذه المسألة الخطيرة على عملية التنمية والبناء ، ولن ما يبشر بالخير هو تنامي نسبة التعليم وكذلك تنامي الوعي لخطر الأمية والاندفاع للمساهمة في محو الأمية واعتبار ذلك عملاً وطنياً وواجباً لا يجب التقصير فيه».

عبد الفتاح عبيد مدير تعليم الكبار

وتم خلال الاحتفال تكريم المتميزين في مجال محو الأمية من عاملين في دائرة تعليم الكبار بالمحافظة وعدد من المعلمين والمتحررين والمتحررات من الأمية وفي مقدمتهم الكفيفة "ربا حوران" التي تحررت من أميتها وتتابع تحصيلها الجامعي والمقعدة "عفاف الزير" والكفيف "محمد بردو" الذي حصل على مجموع /197/ في شهادة التعليم الأساسي و"سمية العلي" التي تحررت من أميتها ونالت الشهادة الثانوية وهي الآن عضو مكتب إداري في الاتحاد النسائي.

وفي لقاء لموقع eIdleb مع السيد "عبد الفتاح عبيد" مدير تعليم الكبار في وزارة الثقافة قال: «هناك خطة طموحة لدى مديرية تعليم الكبار في مجال محو الأمية حيث نعمل في كل عام على إعلان محافظتين خاليتين من الأمية إضافة إلى المئات من القرى في المناطق الشمالية والشرقية ونقوم الآن بالإحصاء الاسمي للتعرف على أماكن الأميين لنتمكن من متابعتهم ومحو أميتهم ، وقد أصبح لدينا تجمعات كثيرة على مستوى مناطق ونواحي خالية من الأمية».

السيدة سمية العلي

وعن التعاون مع وزارة التربية في مجال محو الأمية قال "عبيد": «وزارة التربية شريك لنا في عملنا ونعمل بالتنسيق مع المعنيين في وزارة التربية وخاصة في موضوع التسرب من المدارس، ونحن نحاصر الأمية من جهتين الأولى من جهة وزارة التربية عبر ما تقوم به من مشاريع تربوية متقدمة ومتطورة لتحسين التعليم وتحسين مستوى المعلمين والمتعلمين وتحسين وضع المدارس، فعندما يتحسن وضع المدارس سيقل التسرب من المدارس رغم أن معظم المتسربين ليسوا أميين وأن نسبة الذين لا يذهبون إلى المدارس قليلة جداً».

كما تحدثت السيدة "سمية العلي" عن تجربتها مع الأمية بالقول: «عندما طلبت مني ابنتي الصغيرة مساعدتها في كتابة الواجب المدرسي شعرت بمدى حاجتي إلى التعلم والتخلص من الأمية حيث ساعدني زوجي وهو طبيب أسنان كثيراً ووقف إلى جانبي حتى استطعت الحصول على شهادة التعليم الأساسي ومن ثم الثانوية، وقد كان لتحرري من الأمية أثر كبير على حياتي وعلاقتي مع زوجي وأطفالي لدرجة لا أستطيع أن أتصور حياتي بلا علم».