د."محمد ثناء الله الندوي".. من الهند إلى قبر "أبي العلاء"

«هذه زيارتي الثانية إلى "معرة النعمان" وإلى قبر "أبي العلاء" حيث سبق أن زرتها أول مرة في العام /2007/ أثناء مشاركتي في أحد المؤتمرات بجامعة "قناة السويس" وعندها انتهزت فرصة وجودي قريباً من سورية وقمت بزيارة إلى "دمشق" و"حلب" و"معرة النعمان" و"حمص" و"حماة" و"تدمر"».

والكلام للدكتور والباحث الهندي "محمد ثناء الله الندوي" أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة "علي كار" الإسلامية وهي من أشهر الجامعات الهندية وتضم نحو/100/ قسم وتدرس فيها كل العلوم والفنون كالعلوم التطبيقية والتكنولوجية والعلوم الاجتماعية والآداب والزراعة والطب، وأضاف "الندوي" في حديثه مع موقع eidleb على هامش فعاليات مهرجان "أبي العلاء المعري" الثقافي الثاني عشر بتاريخ 10/8/2009 والذي قدم من الهند للمشاركة فيه بدعوة من اللجنة المنظمة حيث قال: «أنا سعيد بدعوتي للمشاركة الأولى في مهرجان "المعري" وتقديم بحث حول صدى الفلسفة الهندية في فكر "المعري" الذي هو فيلسوف متكامل عالج كل القضايا الفلسفية التي كانت رائجة في القرون الوسطى من الفلسفة"الإشراقية" و"المشائية" و تناول فيها كل الموضوعات المتعلقة بالزمان والمكان والوجود والعادات وعالجها».

وقال: «من المسائل الفلسفية التي نجدها في فكر"المعري" وموجودة أساساً في الفكر الهندي والفلسفة "البوذية" تحريم أكل لحوم الحيوان أياً كان نوعه ومن المعروف أن "المعري" امتنع عن أكل لحم الحيوان وأصبح من أشهر النباتيين العرب على الإطلاق».

الندوي بجوار قبر المعري

وعن أهم مؤلفاته قال"الندوي": «نشر لي حتى الآن سبعة كتب في اللغة الأردية والإنكليزية والعربية منها ثلاثة كتب بالعربية في الأدب والفلسفة حيث تعلمت اللغة العربية في الهند ولم أدرسها في أي جامعة خارج الهند، كما أنني ألفت كتاباً حول فلسفة وأدب "دانتي" ومن المعروف أن الفكرة "العلائية" أو قصة "الإسراء والمعراج" هي الأساس ل"الكوميديا الإلهية"، كما أن مبدأ الارتقاء الروحي هذا استخدمه متصوفة وأدباء وشعراء وأخذوه كنواة لتأسيس مذهب فكري وعقائدي وهذا ما نجده لدى "محي الدين بن عربي" الصوفي الأندلسي وهناك من أشار إلى تأثر "دانتي" بفكر "ابن عربي" ولا شك أن "أبي العلاء" هو واحد من هذه السلسلة الذهبية».