يقع سهل "الروج" في القسم الغربي من محافظة "إدلب" كنقطة اتصال بين مناطق "حارم" و"أريحا" و"جسر الشغور" بمساحةٍ تقدر بـ(13100) هكتار. وهو سهل انكساري حدث نتيجة الانهدام العظيم الممتد من البحر الأحمر إلى غور "الأردن" فسهلي البقاع والغاب حتى "أرسوز" شمالاً.

وجاءت تسميته من اللغة الفرنسية بسبب تربته الحمراء المائلة إلى السواد وحجارته السوداء ذات الطبيعة البركانية، ويعتبر السهل امتداداً لحوض العاصي حيث كان يمثل أحد المجاري المائية في القديم وقبل مشروع تجفيف الغاب ويعتبر من أكثر البقاع خصوبةً وأغناها بالمياه الجوفية لذلك فهو يحوي على أهم الزراعات الإستراتيجية من القمح والقطن والشوندر السكري تقوم عليها أكثر من (65) قرية.

استفادت معظم الأراضي الزراعية في سهل "الروج" من المشروع وقد أدى إلى تحسين الإنتاج الزراعي من خلال زراعة الأرض بموسمين هما الصيفي والشتوي ورفع جودة الإنتاج بتأمين المياه ففي كثير من الأعوام يذهب المحصول أدراج الرياح نتيجة الجفاف وعدم توفر مياه الري

حيث استفاد السهل من أهم مشروعٍ للري في المنطقة وهو ما يسمى "مشروع حوض العاصي للري" حيث أضحى من أهم الموارد الزراعية في القطر نتيجة المحاصيل التي يقدمها والتي تحدث عنها المهندس "محمد معري" مدير الوحدة الزراعية في ناحية "محمبل" لموقع eIdleb بتاريخ 25/11/2008 قائلاً: «في الماضي كانت الزراعة في سهل "الروج" تقتصر على محصولي القمح والحمّص وبعض الزراعات الصيفية مثل البطيخ والقرع وفي عام /2005/ شهدت الزراعة في "الروج" نقلةً نوعية بتنفيذ مشروع "حوض العاصي" حيث تم جر المياه عبر قنوات من مياه عين الزرقاء إلى سد "البيلعة" ثم إلى السهل لتروي 85% منه وبذلك فتح الآفاق للزراعات الإستراتيجية حيث تبلغ نسبة زراعة القمح 55-60% والقطن 25% والشوندر السكري 5% وتتوزع بعض الزراعات مثل الزراعات الصيفية والشتوية والبقوليات (الحمص والفول و..) على ما يقارب 15% من مساحة السهل كما أدخلت بعض الزراعات مثل زراعة التبغ من صنف "فرجينيا"».

وعن الفائدة التي قدمها المشروع وكمية المياه التي تستخدم للري أضاف قائلاً: «تتوزع كمية المياه حسب المحصول فمحصول القطن يستهلك 1200-1400متر مربع للدونم الواحد خلال الموسم أما القمح فهو يستهلك 70-80متر مربع للدونم في رية تكميلية للمحصول كما تساهم قنوات الري في نمو بعض الزراعات الهامة متعددة الاستخدام مثل حبة البركة والذرة وبعض الخضار (البندورة والخيار والكوسا والبامياء) ويتم من خلال الوحدات الإرشادية ومديرية الزراعة مساعدة المزارعين على اختيار نوع المحصول من خلال تحليل التربة ودعمهم بالأسمدة وتحديد كمياتها للخروج بإنتاج زراعي وفير يدعم المحاصيل الزراعية الوطنية».

كما تحدث الأستاذ "تامر أبو العج" رئيس بلدية "فريكة" وأحد المزارعين المستفيدين من المشروع قائلاً: «استفادت معظم الأراضي الزراعية في سهل "الروج" من المشروع وقد أدى إلى تحسين الإنتاج الزراعي من خلال زراعة الأرض بموسمين هما الصيفي والشتوي ورفع جودة الإنتاج بتأمين المياه ففي كثير من الأعوام يذهب المحصول أدراج الرياح نتيجة الجفاف وعدم توفر مياه الري». وفي الأعوام الأخيرة دخلت زراعة الأشجار المثمرة كزراعة الزيتون بعد أن كانت جميع الأراضي الزراعية من نوع "سليخ" حيث تزداد المساحات المغروسة في الجزء الجنوبي الشرقي من السهل التابع لناحية "محمبل" ولتكون زراعة الزيتون إحدى الزراعات الهامة في سهل "الروج"».