بدأ حياته الإعلامية منذ دراسته الجامعية، وعى ذاته وحدد أهدافه فسعى إلى تحقيها بكل ما يملك.

هو الإعلامي "عدنان عبد الرزاق" الذي التقاه موقع eSyria ليحدثنا عن مسيرته في عالم الصحافة والإعلام فقال: «ولدت في محافظة "إدلب" ناحية "سرمين"، ودرست المراحل الأولى فيها، وقد ظهرت لدي موهبة أدبية، حاولت أن أنميها من خلال مطالعة العديد من الكتب الأدبية، والثقافية، وبعد أن حصلت على الشهادة الثانوية بدأت أفكر في المجال الذي سوف أدرسه، فاخترت كلية الإعلام، وكان سبب اختياري لهذا المجال، إعجابي بالعديد من الإعلاميين العرب والسوريين، لكنني عندما انتقلت إلى "دمشق" وجدت نفسي أمام واقع لم أكن أعيشه في "إدلب"، فكنت أشعر أثناء وجودي فيها بأنني مطلع على ثقافات كثيرة، وأعتبر نفسي قارئا جيدا، فعندما عشت في "دمشق"، وجدت نفسي قليل الثقافة وقراءاتي لم تكن لتفيدني في المجتمع الجديد الذي انتقلت إليه، فلكل بلد ثقافته وخصوصياته، حيث تجد أن "إدلب" تعطيك حالة لغوية وفصاحة من اللاوعي، فتعلمك الأدب الكلاسيكي، والطيبة الزائدة، التي قد تكون مأخذا عليك عندما تدخل في ثقافات أكثر انفتاحاً، وأكثر عصرية، بما تمثله المدن الكبرى فكنت أشعر بأنني وافد من أقاصي الأقاصي إلى العاصمة، وكانت هناك عوائق كبيرة تحول بيني وبين دراسة الإعلام أهمها عدم وجود فرع إلا في جامعة "دمشق" وهذا كان صعباً بالنسبة لي لأنني سوف اترك محافظتي وبلدتي لأعيش في "دمشق" مكان دراستي، لكن محبتي لهذا المجال دفعتني للتغلب على جميع الظروف ودخول كلية الإعلام».

"عدنان عبد الرزاق" من أهم الشخصيات التي أنجبتها بلدة "سرمين" حيث كان من أكثر أبناء البلدة نجاحاً من خلال ما حققه في مجال الإعلام وترك له بصمة واضحة واسماً في العديد من المؤسسات الإعلامية، التي عمل بها في "سورية" وغيرها

ويضيف قائلاً: «دخلت معترك الإعلام وأنا طالب في الكلية ومنذ السنوات الأولى لدراستي، فحاولت أن أترجم الدراسة النظرية بواقع عملي من خلال ممارسة العمل على أرض الواقع، لان منهج الصحافة الذي يدرس في الجامعة لا يكفيك لتكون صحفياً ناجحاً، بل يعطيك شهادة جامعية فقط، فبدأت العمل في جريدة البعث، وساعدني على الدخول في هذا المجال الخبرة التي اكتسبتها من كبار المدرسين في الجامعة، الذين علمونا ميثاق شرف المهنة وأصول الدخول لها بطريقة صحيحة».

عدنان عبد الرزاق

ويضيف: «أمضيت فترة طويلة في هذا المجال، تنوعت ما بين المطبوع، والمرئي، والمسموع، وأخيراً الإلكتروني، وأعتبر أن كل مرحلة من هذه المراحل مدرسة عادت علي بالكثير من الفوائد التي مازلت أجني ثمارها حتى الآن، حيث بدأت العمل في جريدة البعث في قسم المحليات، ثم القسم الثقافي وبعدها خضعت لدورة في المجال الاقتصادي، في المعهد الإعلامي، وعدت للتخصص في صفحة الأخبار الاقتصادية، وبقيت فيها فترة طويلة حتى عام 1998 حيث تبلورت الملامح الاقتصادية، ودخل قطاع الأعمال والقطاع الخاص في كافة مناحي الحياة، فتحولت الصفحة الاقتصادية إلى القسم الاقتصادي، وتجولت بين محطات تلفزيونية عدة لأعود للعمل في جريدة البعث في قسم الأخبار المحلية والمراسلين».

وعن قدرته على المواءمة بين العمل في القطاع الرسمي والقطاع الخاص يقول "عبد الرزاق": «هذه المشكلة يعاني منها الكثير من الإعلاميين فمن الصعوبة أن ينتمي الصحفي إلى مدرستين في آن واحد، فلكل قطاع طابع يختلف عن القطاع الآخر، فطابع القطاع الخاص لا ينفصل عن المشروع المالي الذي يمثله صاحب المشروع، والذي قد يكون له أهداف أخرى مادية أو غير ذلك، ولكن ما دفعني للعمل في القطاع الخاص سببان، الأول، أنك لا تستطيع أن تقول ما تريد قوله في القطاع الرسمي، فهناك خطوط حمراء وحدود ورقابة لا يمكن تجاوزها، لكنني أرى أن هذه الخطوط هي من صنيعة الإعلاميين، وأنا أرى أن هذه القيود ضرورية، لكي تكون ضوابط للعمل الإعلامي، فالإعلام بعيد عن الحيادية، ولابد له من بعض القيود ليكون أكثر التزاماً وموضوعية، لكنك تجد في القطاع الخاص حرية في التعبير قد لا تجدها في القطاع الرسمي، والسبب الثاني الذي دعاني للعمل في القطاع الخاص إلى جانب القطاع الرسمي السبب المادي، فما يتقاضاه الصحفي في القطاع الخاص ضعف ما يتقاضاه في القطاع الرسمي، ما دعاني والكثيرين إلى العمل في هذا القطاع».

الصجفي عدنان عبد الرزاق في مكتبه

وعن الإعلامي "عدنان عبد الزراق" سألنا السيد "يحيى طالب" أحد أصدقائه والذي يقول: «"عدنان عبد الرزاق" من أهم الشخصيات التي أنجبتها بلدة "سرمين" حيث كان من أكثر أبناء البلدة نجاحاً من خلال ما حققه في مجال الإعلام وترك له بصمة واضحة واسماً في العديد من المؤسسات الإعلامية، التي عمل بها في "سورية" وغيرها».

يشار إلى أن الصحفي والإعلامي "عدنان عبد الرزاق" من مواليد بلدة "سرمين" في محافظة "إدلب" حاصل على إجازة بالإعلام من جامعة دمشق عام 1994 خضع لعدة دورات في مجال الإعلام منها دورة اقتصاد اجتماعي في "ألمانيا" ودورة حول إدارة المؤسسات الإعلامية في "أمريكا" ودورة في الـ BBC حول الإعلام المسموع والمكتوب وحالياً يعمل أمين تحرير القسم الثقافي والتحقيقات ومديراً لموقع سيريا أول الإلكتروني.