تقع قرية "جوباس" في سهل منبسط من محافظة "إدلب"، غرب الطريق الدولي "حلب" "دمشق" بـ 1.5 كم، وعلى بعد 3 كم غرب مملكة "إبلا" الأثرية، وتشكل القرية مركز مثلث رؤوسه الثلاثة: مدينة "إدلب" على بعد 18 كم شمال غرب، ومدينة "سراقب" على بعد 7 كم شمال شرق، وجبل "الأربعين" بـ 15 كم غرباً، تتبع إدارياً لناحية "سراقب" منطقة "إدلب".

ومن يزور هذه القرية الهادئة الجميلة، يلحظ في عيون أهلها محبة الضيف، ويلمس في أدق سلوكياتهم كرم الضيافة وسخاء العطاء، فعلى مدار ثلاث ساعات كاملة، كان لموقع eIdleb هذه الوقفة مع أبناء قرية "جوباس" في قريتهم العامرة.

لقد بحثت عن أصل الكلمة في اللغة الأرامية والسريانية فلم أجد لها أي جذر، ولكن أهلها يقولون بأن سبب التسمية يعود إلى شهرتها قديماً بزراعة البطيخ الأخضر أو ما يعرف محلياً بـ"الجبس"

الباحث "عبد الحميد مشلح" تحدّث لموقعنا عن أسباب تسمية القرية بهذا الاسم بقوله: «لقد بحثت عن أصل الكلمة في اللغة الأرامية والسريانية فلم أجد لها أي جذر، ولكن أهلها يقولون بأن سبب التسمية يعود إلى شهرتها قديماً بزراعة البطيخ الأخضر أو ما يعرف محلياً بـ"الجبس"».

أحد شوارع جوباس

وهذه القرية تعتبر واحدة من أقدم قرى محافظة "إدلب" والتي ما تزال مأهولة حتى اليوم، وعن ذلك يحدّثنا مؤرخ محافظة "إدلب" "فايز قوصرة" بالقول: «إن قرية "جوباس" من القرى القديمة في محافظة "إدلب"، حيث تعود إلى العهد البيزنطي، وقد ورد ذكرها في إحدى الوثائق السريانية والتي تعود إلى القرن السادس الميلادي، والتي تحدثت عن دير كان قائماً في هذه القرية».

وللتعرف أكثر على قرية "جوباس" التقينا عدد من أبنائها حيث كانت البداية مع الأستاذ "مصطفى الحاج أسعد" أمين الفرقة الحزبية في "جوباس"، الذي عرفنا بالقرية قائلاً: «يبلغ عدد سكان القرية حوالي 3000 نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة، بالإضافة للأعمال الحرة والوظائف الحكومية، وعدد كبير من أبنائها مغتربون في الخليج العربي، وفيها نسبة تعليم ممتازة، ففيها 224 مجازاً جامعياً و76 خريج معهد وعدد لا يحصى من طلبة الجامعات والمعاهد والثانويات العامة، وتنعدم الأمية في القرية منذ سنوات عديدة، يمتاز سكان القرية بالطيب والألفة وحسن المعاملة والكرم والتنافس في التعليم».

مصطفى حاج أسعد

ويضيف "الحاج أسعد": «تنقسم أراضي قرية "جوباس" مناصفة إلى قسمين: قسم خصيب يزرع بأنواع الحبوب والبقول كالقمح والشعير والكمون واليانسون والعدس والحمص، والقسم الثاني أقل خصوبة مزروع بأشجار الزيتون والتين والعنب، ونحن نعتمد في زارعتنا على مياه الأمطار، فمعظم أراضينا بعلية ما عدا جزء يسير يسقى بالمياه الجوفية من الآبار الارتوازية وعددها تسعة آبار، يوجد في القرية مدرستان للتعليم الأساسي يرجع تأسيسهما لعام 1960 يداوم فيها نحو 700 تلميذ وتلميذة وكادر تعليمي يقارب 40 معلماً، كما تم إحداث شعبة أول ثانوي فيها هذا العام، وإحدى مدارس القرية تشكل مركزاً لوحدة نقابية تضم مدارس قرى "جوباس" و"الترنبة" و"سان"، كذلك في القرية أربعة مساجد حيث تقام صلاة الجمعة في أحدها، كما يشترك سكان القرية في بيت واحد للأفراح والأتراح، فيها جمعية فلاحية، وفرقة حزبية تضم قرى "جوباس" و"الترنبة" و"سان"، ومن عوائل القرية: "أسعد"، "حج أسعد"، "عرسان"، "حج عرسان"، "درويش"، "ديري"، "نعسان"، "عثمان"، "الحجي"، "حاج نعسان"، "الحامض"، "عبد الكريم"، "العموري"، "البرغوث"».

بدوره الأستاذ "أحمد حاج عرسان" ابن قرية "جوباس" ورئيس بلدية "داديخ" التي تتبع لها القرية، تحدّث عن الخدمات المتوفرة في القرية بالقول: «القرية مخدّمة بالكهرباء منذ عام 1981 وبنسبة 100%، وبالهاتف منذ عام 1986 أيضاً بنسبة 100%، وبالمياه منذ عام 1990، وبعد صدور المخطط التنظيمي الخاص بالقرية قمنا بتعهيد دراسة مشروع الصرف الصحي، والآن تتابع الفرقة الطبوغرافية المساحية عملها في القرية، ومؤخراً قامت مديرية الخدمات الفنية ببعض أعمال التزفيت والتعبيد في القرى الثلاث، حيث تم تعبيد وتزفيت ما يقارب 25 كم داخل القرى وما بين القرى، وبالنسبة لمياه الشرب فقد تم حفر بئر في عام 1981 ومن ثم حفر بئر آخر ليكفي حاجات أهالي القرية، أما بالنسبة لموضوع القمامة فهناك جرار زراعي تابع للبلدية يعمل في القرية يومين في الأسبوع».

أحمد الأسعد

أما رئيس الجمعية الفلاحية في "جوباس" السيد "أحمد الأسعد" فتحدّث إلينا قائلاً: «تأسست الجمعية الفلاحية في "جوباس" في عام 1965، وتبلغ المساحة المسجلة في الجمعية 5950 دونم، وتضم الجمعية 126 عضو، ونحن نعمل على تأمين كافة مستلزمات الفلاحين، وضمن الإمكانيات المتاحة للجمعية».