احترافيّة صياغة المحتوى الإعلاني ومهارة استخدام المؤثرات البصريّة وجمهور مشاهد كبير، هي أهم ما يبحث عنه الشّخص الذي يريد الترويج لمنتج جديد في الوقت الحاضر، مع انحسار موضة إعلانات الصّحف الورقيّة وأفول عصر الشّاخصات الطّرقيّة الحديديّة.

ولا شك فقد تغيّرَ مفهوم الإعلان بين الماضي والحاضر، فقبل سنواتٍ كانت ورقاتُ الصّحف تضجُّ بالإعلانات، منها عن فرص عمل وعقارات للآجار أو البيع، ومنها عن افتتاح محالّ أو مولات أو عرض لمنتجات حديثة الإصدار، في وقت كانت فيه الشّاخصات الحديديّة منتشرة في الطرقات بأسلوب إعلاني بسيط، أمّا الآن لم تعد هذه الطّرق تلفت الأنظار أو تفي بالغرض، فظهرت مواقع التواصل الاجتماعي والشاشات الإلكترونية في الطرقات بقوّة في ساحة الإعلان.

لا يزال هناك فوضى في الإعلانات الطرقية وثمة تعديّات كبيرة، ونسبة من يلتزم بقواعد الإعلانات وحتى بدفع المخالفات قليل جداً

مدوّنة وطن "eSyria" بحثت في هذا الموضوع وأجرت اللقاءات التالية:

استطلاع ثقة النّاس بالشّراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي

أيام الورقي

استطلاع ملاحظة النّاس للإعلان الطرقي والتفاعل معه

الإعلان عبرَ الصّحفِ الرّسميّة والخاصة عن وظائف عملٍ شاغرة وصولاً لعرض منتجات جديدة بحاجة لترويج كان محطّ أنظار الكثير قبل سنوات عديدة، وكان لدى كلّ صحيفة آنذاك أسلوبها الخاص في طرح صيغة إعلانيّة تناسب تطلعاتها بأقسامها (التجاريّة ومؤسسات الدولة والإخبارية كالمحاكم وبيع سيارات وعقارات ومنتجات أيضاً)، وتقول "ناديا ابراهيم" صحفيّة: «في كل صحيفة هناك صحفيون متخصصون بمجال تقديم الإعلان والتعامل مع الجهات بشأنه، وتحديد حجمه وعدد أسطره وكم كلمة يتضمن في بعض الأحيان وجميع هذه التفاصيل تشكّل ميزاناً لتكلفة الإعلان، بالإضافة إلى الزّمن الذي يرغب المعلن بإبقاء إعلانه ضمن أعداد الجريدة شهريّاً أو أسبوعيّا، ولكن غلاء ورق الطّباعة من جهة وظروف وباء "كورونا" في الفترة الماضية وتغيّر اهتمامات النّاس أيضاً، حالت دون استمرار الإصدار الورقيّ واكتفت أغلب الصّحف بنشر الأخبار والتقارير والتحقيقات على موقعها الإلكترونيّ الخاصّ بها».

جهة مشرفة

وتعد المؤسسة العربيّة للإعلان الجهة المشرفة على عمل الشّركات الإعلانيّة وتنظيم ومراقبة كلّ ما يتعلّق بمجال الإعلانات بمختلف أقسامها ومضامينها، ومنها الطرقية بأنواعها (عمود- جدار- شاخص- سطح)، وقد تطوّرَ عمل المؤسسة من شاخصات حديديّة قديمة إلى لافتات بمؤثرات بصريّة فضلاً عن الشّاشات الإلكترونية، وعن آلية عملها يقول "حسان إبراهيم" ويعمل ضمن فرع مؤسسة الإعلان في "حمص": «منذ سنوات كان الاعتماد الأساسي بالعمل على اللّوحات الحديديّة والتي توقفت بفعل ظروف الحرب، لتعود بعدها الشّركات الإعلانية بحلّة جديدة من مؤثرات بصريّة ومجسمات وإضاءة و"فيليكس" ومنافسة قويّة بالجودة ودراسة امتزاج الألوان وصياغة المحتوى المطلوب تقديمه، ويتمّ عرضها بشكلٍ أسبوعيّ أو شهريّ أو سنويّ».

تناغم الألوان وقوتها في طرح إعلان إلكتروني

ويضيف"إبراهيم": «لا يزال هناك فوضى في الإعلانات الطرقية وثمة تعديّات كبيرة، ونسبة من يلتزم بقواعد الإعلانات وحتى بدفع المخالفات قليل جداً».

إعلانات إلكترونية

وحجزت الإعلانات الإلكترونية مكاناً لها أيضاً في سوق الإعلانات، عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وخصوصا صفحات (الفيس بوك)، وهنا يقول "عمرو كاخيا" مؤسس أوّل جهة إلكترونية إعلانيّة مرخصة في حديثه لمدوّنة وطن: «تمّ البدء بالفكرة منذ أربع سنوات ونصف السنة، وكان هدفنا وصل مواطني محافظة "حمص" بجميع المحالّ والمطاعم والأسواق وذلك لقلّتها بسبب ظروف الحرب آنذاك، ممّا جعل البعض يكتفي بالمنتجات المتوفرة ضمن نطاقه الجغرافيّ الضيّق، وهنا أتت فكرة التوصيل بالتزامن مع توجّه النّاس نحو مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، لنكون أول جهة معنيّة بالتسويق الإعلاني فقط مع خدمة توصيل كلّ ما نسوّق له».

وأضاف عن طريقة العمل: «الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتطلب ابتداع أساليب مبتكرة وغير مبتذلة ومكررة، والعمل على تكامل احترافيّة الصورة مع المحتوى الحرفي و"لوغو" خاص، لذا لدينا فريق معني بالتصوير والتسويق والتصميم، وإمكانية التوصيل بأيّ وقت ولأي مكان ولجميع الاحتياجات، ونحظى بتواصلٍ كبير وتفاعل من معظم أهالي "حمص"».

ويقترح "عمرو" أن يتم منح استثناء لجهات مرخصة وتملك الحقّ في التسويق الإلكتروني والتوصيل، أن يتم حصر العمل في التسويق والتوصيل في الجهات الحاصلة على ترخيص بعيداً عن الغوغائيّة في عمل التسويق".

محطّ خلاف

ويبقى الإعلان والتسويق على مواقع التواصل الاجتماعي محطّ خلاف بين شخص يثق بها ويتعامل ويتفاعل معها وآخر لا يثق بها، وبيّنت السيّدة "لوريس سلّوم": «لا أثق بإعلانات صفحات ومجموعات الفيس كوننا لا نتعامل مع شخص نعرفه كما أننا غير متأكدين من إمكانيّة وصول المنتج المعروض كما هو، ففي بداية انطلاق هذه القصص لاقت رواجاً بين النّاس كشيء جديد جميل تراه من منزلك وتطلبه دون عناء البحث في الأسواق ولكن بعد حدوث عدّة قصص احتيال واختلاف المنتج الحقيقي عن المعروض جعلنا نفقد الثّقة بعض الشيء».

أمّا الشّابّة "أمل حمدوش" فكان رأيها: «أيّ شيء جديد يستحقّ أن نجربه، والحكم يكون على أشخاص لا على التجربة بحدّ ذاتها ففعلاً هناك جهات صادقة تسوّق لمنتجاتها عبر صفحات ومجموعات (الفيس بوك) ومن خلال تجربتي أصبحتُ أعلم مع من أتعامل وأثق بأشخاص مسوّقين بعددٍ محدود».