تعاني قرية "كفرام" التي تبعد /50كم/ إلى الشمال الغربي من محافظة "حمص" من أزمة سير حقيقية ضحيتها الأولى والأخيرة المواطن الذي يضطر يومياً إلى دفع /200ل.س/ كحد أدنى من وإلى المدينة عدا ساعات الانتظار الطويلة في الكراج وعلى الطرقات والتعرض لابتزاز السائقين. موقع eHoms حاول أن يسلط الضوء على واقع هذا الخط من خلال لقاء عدد من المواطنين الذي امتنع قسم منهم عن ذكر اسمه الحقيقي.

المواطنة "هدى" موظفة ومن أبناء القرية قالت لنا: «لا يوجد لدينا سرافيس فجميعهم متعاقدون وهم غير ملتزمون بالخط، لذلك لا يبقى أمامنا سوى السيارات الخاصة التي نستقلها للذهاب إلى المدينة وعند العودة من "حمص" إلى القرية ذات المشكلة فلا سرافيس في الكراج والأمر الذي يدعو للإزعاج أن سائقي سرافيس "كفرام" لا يلتزمون بالخط ولا يسمحوا لأي سائق سرفيس من خارج القرية بأن يسجل سيارته على خط القرية».

إن الحل الأمثل يتمثل بأن يقوم أصحاب السرافيس بتحديد وقت معين في الصباح وبعد الظهر للذهاب من وإلى "حمص" وبذلك يلتزم المواطن مع السائق ولا يضطر السائق بعد ذلك إلى أن ينتظر عدة ساعات حتى يكتمل عدد الركاب

المواطن "وسام" موظف في مركز "كفرام" الصحي قال: «قريتنا تعتبر من القرى السياحية المعروفة وهي إضافةً إلى ذلك من القرى التي تشتهر بإنتاج التفاح ويدخل القرية الكثير من العمال خلال موسم التفاح إضافة إلى العمال الذين يعملون في معامل القرية وعلى مدى /5أشهر/ تقريباً يأتي مئات العمال يومياً وربما أكثر، ومع ذلك تعاني القرية من أزمة سير فهناك ست سرافيس مسجلة على خط "كفرام" أربعة منها مرتبطة بعقود مع (موظفين- عمال- مدرسين- الروضة) والآخرون غير كافين لأهل القرية، لذلك يضطر المواطن لدفع/150ل.س/ أجرة طلب خاص إلى "مريمين" ومن "مريمين" يدفع /27ل.س/تعرفه النقل إلى "حمص" وعند العودة من "حمص" إلى القرية ذات الأمر.

السيد عبد الحكيم نصر المحمد

وهناك أمر لا يمكن تجاهله وهو أن حوالي 75% من أهالي القرية يملكون سيارات خصوصية وليس من العدل أن نضع اللوم كله على السائق وهذا يعني أنه حتى لو ألزموا سائقي السرافيس على الالتزام بالخط فستبقى مشكلة الركاب».

وبعد أكثر من ساعتين ونصف من الانتظار في الكراج حالفنا الحظ والتقينا مع أحد السائقين الذين يعملون على خط "كفرام- حمص" لكن ليس في الكراج وإنما أثناء قيامه بنقل عمال إلى إحدى القرى وهو السائق "نبيل مخول" الذي قال: «دائماً يلام السائق لكن هذا ليس من العدل، فأنا أملك سرفيس سعره/1200000ل.س/ وفي كثير من الأحيان كنت أنزل إلى "حمص" دون أن يكون معي راكب واحد، عدا الانتظار لساعتين أو أكثر في الكراج وأنا لا أتكلم عن وضعي فقط بل هذا وضع باقي سائقي سرافيس "كفرام"، لذلك نحن ندخل في عقود مع الموظفين وإلا فمن سيدفع لنا ثمن المازوت؟ ومن أين سندفع الضريبة السنوية إذا لم ندخل في عقود خاصةً؟ كذلك فركاب القرية قليلون وغير ملتزمين معنا وهم في الكثير من الأحيان يستقلون السيارات الخاصة عند ذهابهم إلى المدينة».

بلدة كفرام

المواطن "ميخائيل" وهو موظف من أبناء القرية قال: «نحن /14/ موظفاً مرتبطين بعقد مع أحد سرافيس القرية ومنا من هو مرتبط بعقد كامل ويدفع /1700ل.س/ شهرياً وقسم منا نصف عقد ويدفع شهرياً /1000ل.س/ ونحن ندفع المبلغ المذكور كل شهر سواء ذهبنا إلى وظائفنا أم لم نذهب وفي العودة ندفع تعرفة النقل إلى "مريمين" ثم تعرفة الطلب إلى "كفرام" /150ل.س/ وقدمنا الكثير من الشكاوى لكن أحد لم يرد علينا وكانت حجة أصحاب السرافيس دائماً أنه لا يوجد ركاب. منذ فترة قام أحد سائقي السرافيس بتسجيل سيارته على خط "كفرام" لكن سائقي القرية ضايقوه كثيراً وكانوا يأخذون منه الركاب حتى ترك العمل على الخط».

االسيدة "حياة" من أهالي القرية قالت لنا: «إن الحل الأمثل يتمثل بأن يقوم أصحاب السرافيس بتحديد وقت معين في الصباح وبعد الظهر للذهاب من وإلى "حمص" وبذلك يلتزم المواطن مع السائق ولا يضطر السائق بعد ذلك إلى أن ينتظر عدة ساعات حتى يكتمل عدد الركاب».

السيد "ثائر شدود" سائق سرفيس على خط "حمص- مريمين" قال: «نحن نعمل بشكل مستمر على إيصال أهالي "كفرام" إلى قريتهم بسبب قلة عدد السرافيس لديهم ونحن في سبيل ذلك نعمل على تجميعهم حتى يصبح عددهم خمس أو ست ركاب وإذا اكتمل عدد ركاب السرفيس يكون ذلك أفضل من أجل تخفيف الأجور على الركاب لأنه بعد تعرفة "مريمين" /27ل.س/ يدفع الركاب إلى "كفرام" /150ل س/ سواء أكانوا راكباً واحداً أم (14) راكباً. ويتبع خط "كفرام" إلى خط "الحولة" الذي يضم تجمع "الحولة الجغرافي" إضافة إلى خط السير في قرى "مريمين"- "كفرام"- "عكا كير" ويدير هذا الخط السيد "عبد الحكيم نصر المحمد" والذي تحدث عن خط كفرام قائلاً: «يبلغ ملاك قرية "كفرام" من السرافيس /20/ سرفيساً ولكن لا يوجد هناك سوى /5/ أو /6/ سرافيس تعمل على الخط و/4/ من هذه السرافيس داخلة في عقود مع أساتذة وموظفين أي عملياً لا يعمل على الخط سوى سرفيسين وهما لن يستطيعا تلبية حاجة القرية، وما يزيد الأمر سوءاً هو قلة عدد ركاب القرية فقسم كبير من أهالي القرية وأثناء فصل الشتاء يقطن المدينة وهناك المغتربون ولا ننسى زيادة عدد السيارات الخاصة التي تقلّ المواطنين في ذهابهم من وإلى المدينة. وعما إذا كان بوسعهم إلزام سائقي سرافيس "كفرام" على الالتزام بالخط قال: «نحن لا نستطيع إلزام سائق السرفيس المتعاقد لأن العقود توقع من المحافظة وهي نظامية، لكننا نستطيع إلزام سائق السرفيس على الالتزام بالخط إذا لم يكن يملك عقداً نظامياً من المحافظة. منذ فترة صدر قرار من المحافظة ينص على إلزام السرافيس الجديدة التي تدخل الخدمة على خط "مريمين" آن تسجل على خط "كفرام- مريمين- حمص"».