يمرُّ طريق "الستين" في الجّهة الشّرقية من "حمص"، مشكلاً معبراً تجارّياً لقوافل الشّحن ونقل الوقود والآليات الثّقيلة لشتّى المناطق في "سورية"، وهو بترميمات مستمرّة تليق بمهامه الكبيرة وتاريخه الحافل.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 أيار 2020 "مصطفى العبود" مختار حيّ "الزّهراء" قال: «يبدأ الطّريق من تحويلة "القصير"، وينتهي عند تقاطع طريق "حلب"، و"طرطوس"، ويفصل المنطقة إلى شرق وغرب، فمن الشّرق أحياء "عشيرة"، "الأرمن الجّنوبي"، "الأرمن وسط"، "الأرمن شمال"، "المهاجرين 1"، "العباسية1"، ومن الغرب أحياء "الإسكان"، "الزّهراء"، "السّبيل1"، "السّبيل2"، وغيرها من الأحياء، ومن جهة أخرى ميّزات هذا الطّريق تكمن بتقليله زمن الوصول إلى "دمشق"، و"حلب"؛ فهو يقلل مسافة ثلاثين كيلومتراً بين المحافظتين، وعند تعرّضه لمحاولات قطع خلال الحرب كان يتطلب من السّيارات وشاحنات البضائع القيام بالتفاف كامل حول مدينة "حمص"».

كونه طريق سفر ونقل تجاري هامّ فهو يتطلب تخديم طعام وشراب على مدار الساعة، فترى الاستراحات متناثرة على جانبيه، وتبقى طيلة اليوم بشكل مستمر، ما يعود بالرّزق الوفير وتأمين لقمة عيش للكثير من المواطنين، يتقاطع الطريق مع عدّة شوارع أهمّها شارع "البعث"، ومخدّم بمشفى وطني كبير أُنجِزَ خلال سنوات الحرب، وأكثر ما يميّزه هو اصطفاف محطات الوقود على جانبيه وعلى طوله بالكامل

وقالت المهندسة "لوريس سلّوم" عضو مكتب تنفيذي بمجلس محافظة "حمص": «يربط طريق "السّتين" المدينة بطريق "تدمر" من الجّنوب، ويمرّ بـ"حمص" بطول عشرة كيلومترات، حيث تمّ توسيعه وفق المخطط التنظيميّ بعرض ستين متراً ما عدا الجّزء الممتدّ من شارع "عبد الرحمن الدّاخل" إلى دوّار "العباسية"، وهناك دراسة مجهّزة لإنارة الطريق بالكامل بالطاقة الشّمسية أسوةً بساحة المدينة، وبالنّسبة للمطالبات بإقامة ممرّات للمشاة ونفق مروري أو جسور لتفادي الحوادث، فهناك دراسات مجهّزة ونعمل على تنفيذ إحداها بما يتوافق مع المعطيات، بالإضافة إلى قيامنا بتحسينات دائمة في الشّاخصات المرورية لأهميتها للعابرين كون الطّريق ممرّ هامّ للمحافظات».

طريق السّتين على الخارطة

"بشرى الأسعد" من سكان "حمص" الذين تطل بيوتهم على الطّريق، حيث قالت: «في بداية سكننا كنّا ننزعج من أصوات السّيارات والدّراجات النارية والشاحنات الكبيرة من قبل بزوغ الفجر وحتّى الساعات المتأخرة من الليل، ولكن اعتدنا على ذلك بمرور الأيام، ومهما حصل لا نفكر في تغيير منطقة سكننا.

تعرّض هذا الطّريق لعدّة خضّات خلال سنوات الحرب على "سورية"، فعشرات التفجيرات في وسائط النقل العامّة حصلت أثناء مرورها به، أو عن طريق قذائف الهاون التي انهالت بشدّة على الأبنية، أو حالات قطع للطّريق في بداية الأحداث التي أدّت إلى فصل شرقه عن غربه، ومع كلّ هذا وفي كلّ بلاء يصيب أحد أطراف هذا الطريق كان يعود بكامل حيويته بعد أيامٍ قليلة».

ممرّ حيوي لوسائل النقل

وقال "علي المحمد" صاحب محلٍّ تجاريٍّ في المنطقة: «كونه طريق سفر ونقل تجاري هامّ فهو يتطلب تخديم طعام وشراب على مدار الساعة، فترى الاستراحات متناثرة على جانبيه، وتبقى طيلة اليوم بشكل مستمر، ما يعود بالرّزق الوفير وتأمين لقمة عيش للكثير من المواطنين، يتقاطع الطريق مع عدّة شوارع أهمّها شارع "البعث"، ومخدّم بمشفى وطني كبير أُنجِزَ خلال سنوات الحرب، وأكثر ما يميّزه هو اصطفاف محطات الوقود على جانبيه وعلى طوله بالكامل».

تفاوت الأقاويل حول سبب تسميته الأساسي، فهناك من ينسب الاسم لإضراب السّتين الذي حصل في "سورية"، وهو أطول إضراب شهدته البلاد، وامتدّ لكافة المحافظات، حيث حصل في "حمص" على هذا الطّريق، واستمرّ لمدة ستين يوماً، وكان أحد الأسباب في إرضاخ الفرنسيين لتوقيع معاهدة الخروج من البلاد، ولكن الأكثر انتشاراً أن السّبب يعود إلى أنّه الطّريق الوحيد الذي بعرض ستين متراً، ومهما ضجّ بالاستراحات على جانبيه والمحالّ التّجارية يبقى كبيراً ولا يعاني المارّون به أيّ ازدحام كبير.

أحد منافذه