لم تكن تعلم أنّ مشاركتها ببطولة كرة الطائرة المدرسية ستفتحُ لها طريقاً مكللاً بالذّهب والفضة والتكريم، فشهدت لها حلبات الجودو الآسيوية والعربية بمهاراتها التي اكتسبتها بعمرٍ صغير وزمنٍ قصير، وتوجت كبطلة دائمة قادتها الصدفة نحو رياضة قتالية.

"ناديا عساف" اللاعبة التي تتمتع بتاريخ طويل من الإنجازات الرياضية، بدأت مسيرتها بالمشاركة عام 2006 في إحدى البطولات المدرسية للمرحلة الثّانوية في كرة الطّائرة، وتقول لـ"مدّونة وطن" عن التجربة الأولى: «كان أحد المحكمين في تلك المباراة الكابتن "إياد العلي" الذي علا صوته أثناء تشجيعي والثناء على لعبي، وعند انتهاء المباراة نصحني بالتدريب في صالة الجودو الواقعة ضمن بناء ثّانوية الشّهيد "جهاد يونس قدور".

وهو ما حمّلني مسؤوليةً إضافيةً تجاه نقل كلّ ما تعلمته من الرّياضة كأخلاق وعلم قائم بحدّ ذاته لطلابي وطالباتي، وردّ جزءٍ من جميل هذه المدرسة التي انطلقت منها طالبةً وعدتُ إليها مدرّسةً

بدأتُ اللعب بحماس كبير، وبذلتُ قصارى جهدي في التميّز أثناء تقييم الكابتن للعبنا، فأنقل كلّ التمارين التي يعطينا إياها معي إلى المنزل، وأتدرب عليها على حساب وظائفي ودروسي، لأصبغَ حياتي بلا دراية بالرياضة ضمن البيت والمدرسة وصالة التدريب، فانقضت أربعة شهور على بدء وجودي في عالم الجودو لأخوض غمار بطولة الجمهورية، ورافقني المركز الأوّل بها منذ ذلك الحين وحتى الآن في كلّ مرةٍ ألعب».

أثناء التدريب في رياضة كرة القدم

تخلل السّنوات الماضية العديد من البطولات التي أغنت تاريخ "ناديا" في اللعب، ففي عام 2009 حصدت فضية بطولة "غرب آسيا"، والسنة التي تلتها برونزية بطولة "العرب"، وفي عام 2011 المركز الأول في بطولة "غرب آسيا"، وتتالت بعدها الجوائز والمراكز في كلّ سنة بهاتين البطولتين، بالإضافة إلى بطولة "بيروت الدّوليّة" عام 2014.

اتبعت العديد من المعسكرات الرّياضيّة التي شكلت محطة هامّة في مسيرتها، حيث شاركت بمخيم في "تركيا" عام 2010، ومعسكرين آخرين في "إيران"، و"بلغاريا"، ولعبت في عام 2014 في بطولة "آسيا الشّاطئية" بـ"تايلاند"، وعلى إثر حصولها على برونزية فيها عُينت مدرسة للتربية الرّياضيّة في ثانوية الشّهيد "جهاد يونس قدور" بمرسوم جمهوري، «وهو ما حمّلني مسؤوليةً إضافيةً تجاه نقل كلّ ما تعلمته من الرّياضة كأخلاق وعلم قائم بحدّ ذاته لطلابي وطالباتي، وردّ جزءٍ من جميل هذه المدرسة التي انطلقت منها طالبةً وعدتُ إليها مدرّسةً» -وفقاً لقولها.

فرحة التكريم

وفي مجال التحكيم حصلت "عساف" على شهادة تحكيم (C آسيوية)، وتحكيم درجة ثالثة في الجودو، وشهادة تدريب وتحكيم درجة ثانية أيضاً في الجودو.

"إياد العلي" مدرب منتخب السّيدات في رياضة الجودو وصفها بالبطلة، موضحاً أنها تلعب ضمن فريق "الكرامة" منذ 15 سنة، وقال إنّ ما يميّزها عدم انقطاعها عن التدريب، فتأتي بشكلٍ منظم وتتدرب، وتسعى جاهدةً لتطوير نفسها، حيث وصلت لهذه المكانة بتراكم الجهد والتعب والاستمرار رغم الكثير من الصّعوبات. وتابع: «هي تتنقل من نجاح لآخر في عالم الرّياضة، منسقةً بين اللّعب والبطولات ودخولها مجال التدريب والتحكيم، ساعيةً إلى تكوين مخزون تعليمي كبير تجعله مفتوحاً بين أيدي من تدربه، وأفخرُ بها وبكلّ بطلةٍ تابعت مسير الجودو وتألقت وكانت نتاج الصّالة الرّياضية بمدرسة الشّهيد "جهاد يونس قدور"».

والجدير ذكره أنّ "ناديا عساف" من مواليد "حمص" عام 1990.

تم اللقاء بتاريخ 2 تشرين الثاني 2020، في حيّ "العباسية" بـ"حمص".