نشر لعبة "تيلي ماتش" في "حمص" خلال زمن قياسي، وأحدث نقلةً نوعيةً بتدريس عدد من الألعاب الجماعية والفردية، وهو الخبير بتنظيم المهرجانات والمدرب والحكم الدولي، وأول محاضر دولي بألعاب القوى في "سورية"، والحاصل على دبلوم بكرة اليد من "ألمانيا".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المدرب اللاعب "مروان الأمين" بتاريخ 17 حزيران 2020، لنستحضر من الذاكرة، بطولاته وذكرياته الزاخرة بالأمجاد، حيث قال: «ابتدأ ولعي بالرياضة منذ طفولتي المبكرة، حيث كنت أذهب مع رفاقي إلى أرض "عاصي الجديد"، ففيها المروج الخضراء، لنتدرب على الجمباز الأرضي، والدحرجة والشقلبات الخلفية والأمامية والسباحة والجري.

من مشاركاتي حفل افتتاح دورة "ألعاب البحر المتوسط" الثلاثين في "اللاذقية" عام 1987، ونظمت مهرجان تجديد البيعة للقائد الراحل "حافظ الأسد" في الملعب البلدي في "حمص" بحضور ثلاثين ألف مشارك، وشاركت بمهرجان "عيد الفرح"، ومهرجان "الحصن الأول" عام 2005

وفي المرحلة الإعدادية انتسبت لنادي "التضامن" للملاكمة، ليكتشفني المدرب "عبد الحفيظ كعدة"، وبقيت حتى المرحلة الثانوية لأنال بطولة "حمص" أكثر من عام، حيث لم يكن في ذلك الوقت بطولة على مستوى "سورية" بشكل دوري، ثم التحقت بمعهد الصف الخاص، لأوفد في السنة الثانية ببعثة إلى "مصر"، وألتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية في "القاهرة"؛ اختصاص كرة يدّ وملاكمة عام 1960، فاشتركت فوراً مع منتخب معهد التربية الرياضية، لانتقل إلى النادي "الأهلي" العريق، حيث مثلته بوزن "الديك"، وفي العام التالي ذهبت إلى نادي "طلعت حرب"، لأنال البطولة، وحصلت كذلك على بطولة "الديك" لمحافظة "الجيزة"، ومن المفارقة أني التحقت بالمعهد بعد شهرين من بداية الدوام، ومع نهاية العام كرمت من إدارة المعهد بحصولي على المركز الأول على دفعتي، كما مارست لعبة المضرب خلال وجودي في "مصر"، لأصبح لاحقاً مدرباً لهذه اللعبة».

تلميذه الدكتور الشاعر عبد المعطي الدالاتي

وتابع الحديث عن مسيرته، بعد انتهاءه من الدراسة الأكاديمية، قائلاً: «أثناء إيفادي للدراسة في "مصر"، كنت عند قدومي كل صيف، أقوم بتدريب فريق الملاكمة بنادي "التضامن"، وعند عودتي بشكل نهائي بعد أربع سنوات، قمت بتشكيل فريق، واعتمدت على طلاب المرحلة الثانوية، مع المحافظة على بعض الأبطال، ليحصل الفريق على المركز الأول في "حمص"، ويحرز ثلاثة منهم البطولة على مستوى "سورية" وهم: "عبد الرحيم مصطفى أبو رياح"، "عبد الرحيم جنيد"، و"رامز ترجمان".

كنت أمارس ألعاب القوى بشكل أساسي في التحكيم والتدريب، مع استمراري بلعب كرة اليد والملاكمة، وعدت إلى "دمشق"، لألتقي مع رئيس التربية الرياضية "أنور بيك تلو"، حيث عينت في معهد "دار المعلمين" بـ"حمص"، وأتعامل مع طلاب بعمري أو قريبين من عمري، فشكلت فريقاً بكرة اليدّ التي تخصصت بها بسرعة فائقة، منهم "راغدة عواد"، "نابغة الحمصي"، "عفاف وغصون المهدي"، و"روجين ملحم"، فنال فريقي المركز الأول على ثانويات "حمص".

أحد معاصريه المدرب محمد صادق باشات

في عام 1967 أرسلتني الوزارة إلى "ألمانيا"، فحصلت على دبلوم متقدم بكرة اليدّ، وأثناء تدريسي للمرحلة الإعدادية في "حمص"، كنت أنجز في نهاية كل عام مهرجاناً سنوياً للعبة "تلي ماتش" من عام 1969 لمدة ستة سنوات، حيث كنت أقيمها بين عدة مدارس، وبما أن أدوات هذه اللعبة مكلفة جداً، كنا نبتكرها بمعدات بسيطة، وفي هذه الأثناء كنت عضواً بإدارة نادي "خالد بن الوليد" التي انضم لها لاحقاً فريق "الوحدة"، ونادي "التضامن"، حيث أنشأنا نادي "الكرامة"، لأكون عضواً في مجلس إدارة النادي، ثم عينت رئيس للنادي مدة عام، لأوفد إلى "السعودية" معاراً، في "الدمام"، قسم التربية الرياضة اختصاص كرة اليد، في منطقة تضم ثلاثين نادياً، فكنت مدرباً وحكماً لمدة ثماني سنوات، وعند عودتي كلفت بالتدريس بمعهد التربية الرياضية للإناث في "حمص" عام 1982 لمدة اثنا عشر عاماً، ثم استقلت من عملي الوظيفي، لأكلف بالتدريب في معهد التربية الرياضية للضباط مدة خمس سنوات، حيث قمت بتدريس أصول ألعاب اليد والقوى».

وتناول مشاركاته، قائلاً: «من مشاركاتي حفل افتتاح دورة "ألعاب البحر المتوسط" الثلاثين في "اللاذقية" عام 1987، ونظمت مهرجان تجديد البيعة للقائد الراحل "حافظ الأسد" في الملعب البلدي في "حمص" بحضور ثلاثين ألف مشارك، وشاركت بمهرجان "عيد الفرح"، ومهرجان "الحصن الأول" عام 2005».

الأمين مع فريق التنس

أما عن المناصب الأخرى التي اعتلاها، والشهادات التي حصل عليها، فقال: «كلفت برئاسة اللجان الفنية لألعاب كرة اليد والسباحة والملاكمة والجمباز وكرة المضرب وألعاب القوى لفترات متتالية، ونلت عضوية اتحاد ألعاب القوى، وأنا حكم وخبير ومحاضر دولي، حيث قدمت عدة محاضرات في كل من "سورية" و"قطر"، وحصلت على شهادة تحكيم بكرة الطاولة، حيث شاركت بتحكيم الدورة العربية المدرسية في "دمشق" عام 1975».

تلميذه وأمين سر كرة المضرب في "حمص" المدرب "محمد صادق باشات"، تحدث عن مسيرة "الأمين" بالقول: «عرفته مدرساً لي في المرحلة الثانوية برياضة الجمباز وألعاب القوى، ويعدُّ أوّل من أنشأ كرة اليدّ الحديثة في "حمص"، واعتقد أنه علامة فارقة في الرياضة الحمصية، وقدوة يحتذى بها، حيث تميز بأخلاقه الرياضية وتواضعه، فهو إداري ومدرب ناجح، ويمتلك سعة أفق، ومطالع ومتابع لغالبية أنواع الرياضة، كما تميز كصحفي وإعلامي، ولا يزال استشاري للرياضة، ومرجع في المسائل الرياضية الصعبة».

أما الطبيب الشاعر "عبد المعطي الدالاتي"، فتحدث عنه قائلاً: «عرفت "مروان الأمين" مدرساً، حيث درّسنا مادة التربية الرياضية للصف الثالث الابتدائي، فسحرنا بأسلوب تدريسه المتميز، كان يسكب فن الرياضة في إناء من المرح والبسمات، ويقدمها لذة لطلابه، ثم توج عطاءه في نهاية العام الدراسي بإقامة مهرجان رياضي مشهود، ترك بصمته في أرواحنا، وامتزجت فيه الرياضة و"تلي ماتش"، والمسابقات والضحكات. "الأمين" قامة من قامات "حمص" في الرياضة والثقافة والتربية والفنون، محب للحياة، محاور من الطراز الرفيع، أبدع في كافة مجالات الرياضة بسوية فنية عالية، ومما ميزه على مستوى "سورية" اقتداره في فن "تلي ماتش" الذي أسعد به الأجيال».

يذكر أنّ الرياضي والمدرب "مروان الأمين" من مواليد "حمص" عام 1940.