"كليمانص" و"مالفينا" شقيقتان سارتا على درب النّجاح، وفي كلّ محطّة منه هناك مركزٌ متقدم أو تكريم مميّز، أو ميداليات وكؤوس لامعة من الذّهب والفضّة، لتتراكم خبرتهما في هذه الرّياضة، حتّى وصولهما إلى حلبات الدّول المجاورة لرفع اسم بلدهما عالياً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 19 أيار 2020 مع البطلتين الشّقيقتين وتحدثت في البداية البطلة "مالفينا أسعد": «في عام 2009 اقترحتُ على والدتي الالتحاق بنادٍ خاصّ لرياضة "الجودو" فوافقت على إرسالي مع أختي الصغرى "كليمانص"، حيث بدأ النّاس آنذاك بالهمس في أذن أمي بأن الرّياضات القتالية ستفقد جسدَينا الملامح الأنثويّة، لكنّها أصرّت على دعمنا ولا ضير في أن تتعلم الفتاة فنّاً من الفنون القتالية، تحمي نفسها قدر المستطاع من كلّ أذى، وخضتُ أولى بطولاتي في "دمشق" وحصلت حينها على المركز الأول، لكن فرصتي الحقيقيّة أتت عندما قام اتحاد رياضة الجّودو بتجارب أداء لانتقاء منتخب وطني يشارك في بطولة غرب "آسيا" وكنت منهنّ، حيث نلتُ المركز الأول أيضاً لأحظى بلقب بطلة غرب "آسيا"، وتوالت مشاركاتي بعدها في الكثير من البطولات إلى جانب دراستي في كلية الحقوق وتدريبي في الكثير من المعسكرات الشّبيبية وأداء العروض القتالية أمام الجميع».

نحرص أن نوجد في كلّ البطولات معاً ليس فقط في حال لعبنا وشاركنا نحن الاثنتين، بل لنشجع بعضنا حتى وإن كانت أحدنا على كرسيّ المشاهد، وجرت حادثة في أول بطولة تشارك بها "كليمانص" وكنت أراقب فوزها بأول وثاني مرحلة دون عناء والثالثة كانت صعبة وتلقت ضربة قاسية فبدأتُ بالصراخ: (أخرجوا أختي لا نريد أن تفوز) وأوجه لها كلامي أيضاً (لا تتعبي نفسك واخرجي من اللعبة كفى مخاطرة واخرجي)

وتابعت "مالفينا" الحديث: «نحرص أن نوجد في كلّ البطولات معاً ليس فقط في حال لعبنا وشاركنا نحن الاثنتين، بل لنشجع بعضنا حتى وإن كانت أحدنا على كرسيّ المشاهد، وجرت حادثة في أول بطولة تشارك بها "كليمانص" وكنت أراقب فوزها بأول وثاني مرحلة دون عناء والثالثة كانت صعبة وتلقت ضربة قاسية فبدأتُ بالصراخ: (أخرجوا أختي لا نريد أن تفوز) وأوجه لها كلامي أيضاً (لا تتعبي نفسك واخرجي من اللعبة كفى مخاطرة واخرجي)».

البطلتان مع الكابتن "إياد العلي"

في حين تحدثت البطلة "كليمانص" عن بدايات تدريبها وبطولاتها قائلةً: «تدربتُ لسنين كثيرة بسبب دخولي بعمر صغير جدّاً، لأبدأ بعام 2014 الوقوف على حلبات البطولات ابتداءً من "حمص" وبعدها على مستوى الجمهوريّة وتُوّجتُ بالمركز الأول بخمس ذهبيات على مدى خمسة أعوام متتالية من عام 2015 حتّى 2019، وفي العام الأخير شاركتُ ببطولة العرب في "الأردن" ونلتُ بختامها فضية المركز الثّاني، واظبت على الذّهاب للتّمرين في أيام محددة من كلّ أسبوع ودافعي لإكمال ما بدأت هو رؤيتي للّاعبات اللّواتي يكبرنَني عمراً، بـ(بدلاتهنّ) النّاصعة البياض وأحزمتهنّ ذات الدّرجات المتقدمة وحركاتهنّ الرّصينة الخالية من الأخطاء، فقلت لنفسي إنّني سأصبح يوماً مكانهنّ، والحافز المطلق هو وجود أختي معي فكنّا نطبق الحركات الرياضية لوحدنا في المنزل منذ بدء تدريبنا، ونتساعد لأدائها بشكل أفضل كي يرى مدربنا الكابتن "إياد العلي" أننا نتقن ما يلقننا إياه».

وختمت حديثها بالقول: «الرياضة كبعث جديد للإنسان ولا أرى فيها عائقاً على حساب الدراسة فبالنسبة لي تساعدني ممارستها على التّخلص من الضّغوط، وحتى في أوقات الامتحانات لم يكن المدرب يستقبلنا للتمرين بل كان حريصاً أشدّ الحرص على دراستنا ومتابعة نتائجنا مع أهلي، والآن أنا في سنتي الثّالثة بكلية الصّيدلة ولم يحصل أن حملت مادة من سنة إلى أخرى حتى الآن، فالزّي الأبيض الذي أرتديه في مخابر الدّراسة أو صيدلية الملازمة، لا يختلف كثيراً عن ذاك الذي ألبسه على حلبة البطولة، فشخصيّتي أتت منهما معاً».

مدربهما الكابتن "إياد العلي" قال: «أفتخر بإشرافي على تدريب الأختين "مالفينا" و"كليمانص" في صالة "الجّودو" بمدرسة "الشّهيد العقيد جهاد يونس قدّور" حيث حققتا أفضل النّتائج ولم يحدث أن شاركتا ببطولة إلا وكسبتا أحد المراكز المتقدمة، وتدرّبا بشكل جيّد وتأسيس محكم، صنع منهما لاعبتين دوّليتين، بالإضافة إلى تميّزهما الرّياضي، لم يسبق أن صحبتهما في سفر ووجهت ملاحظة لتصرّف بدرَ منهما، فهما يتمتعان بأخلاق عالية وروح رياضية تقوّيهما في كلّ مرّة على المتابعة، ونيل ثقة الجميع» .

جدير بالذكر أنّ "مالفينا" من مواليد "حمص" 1997 و"كليمانص" مواليد "حمص" 1999.