كان لعائلته أثر كبير في إنشاء نادي "خالد بن الوليد"؛ الذي تحول فيما بعد إلى نادي "الكرامة" صاحب الإنجازات الكبيرة، درّس مادة الرياضة في عدد من مدارس "حمص"، كما أسس المهرجان الرياضي الحمصي الذي استمر لسنوات.

مدونة وطن "eSyria" التقت المربّي الرياضي "منذر زين العابدين" بتاريخ 2 نيسان 2016، في منزله في حي "الخضر" حيث يقطن وحيداً منذ سنوات طويلة؛ ليحدثنا عن تاريخه المهني الحافل، ويقول: «ولدت ضمن عائلة رياضية تضمنت أبطالاً وعدائين، فكان والدي وأعمامي من أوائل مؤسسي الرياضة بفكرها الحديث داخل مدينتنا وخصوصاً لعبة كرة القدم، إضافة إلى الألعاب الجماعية والفردية الأخرى أيضاً.

سافرت إلى "فرنسا" ودول أوروبية عديدة لحضور أولمبيادات عالمية وبرفقة أبطال فريقي الذي شارك في عدد منها ممثلاً للجمهورية؛ وهو ما نقلته إلى بلدي عبر تأسيس المهرجان الرياضي الحمصي الذي جرت العادة على افتتاحه لمدة أعوام كثيرة وتضمن مسابقات ومهرجانات رياضية من كافة المحافظات ونقل على التلفزيون لسنوات

أسست عائلتنا فريق "خالد بن الوليد" تيمّناً بلقب المدينة وذلك بعد الحرب العالمية الأولى وبمساعدة أحد أبناء آل "الدروبي" الذي عاد من خارج البلاد بأفكار ألعاب جديدة أهمها كرة القدم، بعدها حصلنا على موافقة من الحكومة بإنشاء النادي، وبحثنا عن أرض مناسبة حتى وجدنا "جورة أبو صابون"، وبهمة أبناء النادي حضّرناه كملعب مناسب ويحيط به ثلاثة مدرجات.

من أرشيف التدريس

وبعد التأسيس ضم النادي نحو 500 لاعب مثّلوه بمختلف البطولات وكانت أبرز لعبة هي كرة القدم حينها، ومن أهم المباريات التي خاضها فريقنا كانت ضد "الأهلي" منتصف خمسينيات القرن الماضي، وحينها دخل الفريق المصري بنشوة الفريق القوي ضد فريقنا حديث العهد، لكن المفاجأة كانت بتحقيقنا الفوز بهدفين مقابل هدف».

وعن أبرز أبطال النادي يقول: «من الأسماء الكبيرة في النادي؛ التي حققت شهرة ونجاحات كبيرة؛ "مروان بيطار" الحائز على ميدالية ذهبية على مستوى البلاد في لعبة رمي المطرقة التي تدرب على أدائها أثناء وجوده في "مصر"، و"عبد الجواد القباني" الحائز على بطولة دورة البحر المتوسط في "إسبانيا" في لعبة المصارعة، كما شارك فريقنا في بطولات الجمهورية المحلية بعد تأسيس أندية في أغلب المحافظات أسوة بنادينا».

أثناء أحد الدروس في ستينيات القرن الماضي

وحول أبرز محطاته الدراسية والتدريسية يقول: «نشأت في مدرستي التجهيز الأولى والثانية على يد نخبة من المدرّسين والعلماء بكافة المواد؛ الذين يعدّون من أبرز وجوه "حمص" حتى اليوم، وفي شبابي بدأت تدريس مادة الرياضة في عدد من مدارس المدينة، ومنها مدرسة "المأمون" و"سعيد العاص" وبعدها "المثنى" في حي "باب الدريب"، لأنتقل أيضاً إلى مدرسة "عبد الحميد الزهراوي" العريقة في حي "الإنشاءات"، وحرصت خلال أداء مهامي على نشر فكر وأخلاق الرياضة الصحيحة لطلابي؛ وكان لي ذلك بعدما كبروا وأصبحوا من نخبة المثقفين والأطباء والمهندسين.

درّست أيضاً في مدينة "وهران" الجزائرية كأستاذ للرياضة، وحينها تسلّمت فريقاً نسائياً لمدرسة في المدينة كمشرف عليهنّ في بطولة المدارس "السلويّة"، فتوعدت حينها لمدير المدرسة بصنع فريق بطل، وفعلاً خلال أول مشاركة حصلنا على وصافة البطولة، وبعدها أصبح فريق هذه المدرسة من أبرز الفرق السلوية على مدى سنوات طويلة».

ويضيف: «سافرت إلى "فرنسا" ودول أوروبية عديدة لحضور أولمبيادات عالمية وبرفقة أبطال فريقي الذي شارك في عدد منها ممثلاً للجمهورية؛ وهو ما نقلته إلى بلدي عبر تأسيس المهرجان الرياضي الحمصي الذي جرت العادة على افتتاحه لمدة أعوام كثيرة وتضمن مسابقات ومهرجانات رياضية من كافة المحافظات ونقل على التلفزيون لسنوات».

الكابتن "نصوح الصوفي" من أصدقائه ورفاق دربه مهنياً وحياتياً، تحدث عن أبرز المحطات والذكريات التي تبقت لهم بعد ثمانين سنة على العطاء بقوله: «كان يحرص "منذر" على نشر الرياضة بمهرجاناتها وحفلاتها بأجواء مثالية، وفي أغلب مشاركات الفرق الحمصية حرص على اصطحاب فرق غنائية لفن السبعاويات والإنشاد معهم للدعم والتشجيع بنكهة حمصية، كما أننا شهدنا افتتاح أول صالة رياضية في "سورية" لكرة السلة؛ وهي صالة "أبو زيد" على يد "الطيب الصفّي" مدير الرعاية الرياضية في ستينيات القرن الماضي تحديداً، ويعدّ حتى الآن الوحيد المتبقي من رعيل الرياضة الأول تقريباً في بدايات القرن الماضي».

يذكر أن "منذر زين العابدين" ولد في "حمص"، عام 1930.