عشق كرة القدم شغل كل فكره، وهبها حياته فمنحته نجومية خاصة، فلقّبه جماهير النادي بـ"ميسّي الوثبة" بفضل أدائه المتميز في الملعب ومهاراته الفنية العالية وسرعته وثبات تسديداته.

إنه اللاعب "سامر توما" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 شباط 2015، فتحدث عن بداية مسيرته الرياضية قائلاً: «بدأت منذ الصغر التدرب في مركز ضمن حي "العدوية" الذي أعيش فيه، كان يهتم بتدريب الفئات العمرية الصغيرة ويتبع "نادي الوثبة الرياضي"، إضافة إلى ممارستي لعب الكرة مع الأصدقاء بهدف التسلية في ملعب "دير المخلص"، وفي بعض الملاعب الشعبية البسيطة ضمن أوقات الفراغ وبقدر ما لنا يتاح ذلك».

اليوم وأنا ألعب في فئة الرجال ازدادت ثقتي أكثر بنفسي، ويوما بعد يوم أكتسب خبرة رياضية مهمة بفضل المدرب "محمد خلف" والمدرب "حسان إبراهيم" اللذين تولا تدريب فريق رجال الوثبة ويقدمان لنا الكثير من الفائدة الرياضية كلاعبين

وأضاف: «في البداية لعبت وتدربت كحارس للمرمى، لكن فيما بعد صرت ألعب كمهاجم ومن ثم كلاعب خط وسط، وواظبت على التمارين وانتقلت إلى اللعب مع فريق نادي الوثبة لفئة الأشبال، وبقيت فيه حتى مرحلة الناشئين، ثم انتقلت إلى "دمشق" ولعبت مع نادي "الكسوة" الرياضي في صفوف الدرجة الثانية، بعدها انتقلت إلى نادي "الوحدة" الدمشقي ولعبت في صفوفه حوالي ثمانية أشهر، ثم عدت إلى اللعب مع نادي "الوثبة" حتى الوقت الحاضر».

"سامر توما" يتوسط زملاءه في فريق رجال الوثبة

لم يكن "سامر توما" ليتابع مسيرته الرياضية ويصل إلى ما وصل إليه اليوم كلاعب أساسي محترف في فريق رجال "الوثبة" لو لم يحظ بالتشجيع والدعم من الكثيرين ممن حوله، وعن ذلك يقول: «بكل تأكيد نلت حظاً وافراً من التشجيع والدعم المعنوي والمادي قدمه لي أهلي وأصدقائي والمقربون مني، حتى وصلت إلى هذه المرحلة، ولا يمكنني إغفال فضل المدربين الذين تولوا مهمة تدريبي مع الفريق ومتابعة تطوير أدائي الفني خلال مسيرتي الرياضية وهم كثر».

وأضاف: «اليوم وأنا ألعب في فئة الرجال ازدادت ثقتي أكثر بنفسي، ويوما بعد يوم أكتسب خبرة رياضية مهمة بفضل المدرب "محمد خلف" والمدرب "حسان إبراهيم" اللذين تولا تدريب فريق رجال الوثبة ويقدمان لنا الكثير من الفائدة الرياضية كلاعبين».

استعراض المهارات الفنية المتميزة

وعن وضع فريق رجال "الوثبة" اليوم والطموحات التي يسعى إلى تحقيقها اللاعب "سامر توما" معه، يتحدث قائلاً: «يعد فريقنا من الفرق الجيدة والمجتهدة، ونتدرب تدريباً متواصلاً على أمل تحقيق بصمة متميزة في تاريخ الكرة السورية، ففريقنا اليوم جلّه من المواهب الشابة المتحمسة والمندفعة لإثبات نفسها على الساحة الرياضية السورية، وتحقيق لقب جيد بالتأكيد سيسعد محبي الرياضة في "حمص" وعشاق نادي "الوثبة" بوجه خاص، وقد حصلنا في الموسم الفائت على المركز الثالث في بطولة الدوري السوري للمحترفين، ومازالت المنافسات قائمة في الموسم الحالي على أمل تحقيق نتيجة أفضل ومركز متقدم».

إضافة إلى مشاركته في بطولة الدوري السوري شارك اللاعب "توما" في عدد من البطولات الرسمية والأهلية؛ يتحدث عنها: «شاركت مع الفريق ببطولة كأس السيد رئيس الجمهورية لأكثر من مرة وحققنا نتائج مشرّفة، كما شاركت أيضاً لأكثر من دورة مع فريق نادي "الناصرة" ببطولة "الوادي"؛ التي تقام سنوياً برعاية محافظة "حمص" وبمشاركة عدد من فرق ريف محافظة "حمص"، وحصلنا في صيف عام 2013 على المركز الأول، كما نلت جائزة أفضل لاعب في تلك البطولة، وفي صيف عام 2014 شاركنا ولعبنا في المنافسات النهائية، إضافة إلى مشاركاتي بعدد من البطولات الشعبية في محافظة "ريف دمشق" مع فريق "صيدنايا" الرياضي وكانت مشاركة طيبة وممتعة، وأطمح لتقديم مستوى جيد هذا العام في بطولة الدوري، والاستمرار في العام المقبل بفرصة الاحتراف بنادٍ خارجي أكتسب من خلاله الخبرة أكثر وأطوّر من مستواي الفني».

يكرّس اللاعب "توما" اليوم جزءاً من وقته ليدرب كمتطوع أطفالاً يعشقون كرة القدم، فيقّدم لهم كل ما اكتسبه من خبرة ومعرفة بهذه الرياضة؛ لأنه يؤمن بأن الرياضة تصنع جيلاً خلّاقاً وفاعلاً في مجتمعه، وعن هذا الموضوع يقول: «أؤمن بأن الرياضة تصنع أبطالاً فاعلين في مجتمعهم وهي ليست حكراً على أحد، لذا أقوم يومياً في مركز "دير المخلص" بتدريب عدد من أطفال أحياء مدينة "حمص" الذين ينحدرون من مختلف البيئات الاجتماعية لكن يجمعهم عشقهم لكرة القدم، فعلينا كلاعبين أن نقدم الكثير لهؤلاء الأطفال، وخاصة الذين لم تتح لهم الفرصة لممارستها وتعلمها بالطريقة الصحيحة، نأمل أن نساهم بقدر ما نستطيع لتقديم شيء لهؤلاء الأطفال ورسم البسمة على وجوههم وزرع الفرح في قلوبهم أملاً بمستقبل أفضل لهم».

وفي لقائنا مع "نادر بيطار" مدرب منتخب "حمص" المدرسي للفئات العمرية الصغيرة، حدثنا عن اللاعب "سامر توما" الذي عرفه منذ طفولته واليوم يقوم بمساعدته في تدريب الأطفال في المركز التدريبي قائلاً: «عرفته منذ كان طفلاً يتردد إلى ملعب "دير المخلص" ويتابع المباريات التي كنا نلعبها كأشخاص أكبر سناً منه، فكان مولعاً بممارسة هذه اللعبة ويمتلك موهبة متميزة، ورغم صغر سنه كنا نشركه معنا في اللعب، وهذا أحد الأسباب التي طوّرت موهبته الكروية، إضافة إلى مواظبته على التمارين في النادي، ولا شك أنه اليوم كلاعب محترف يتمتع بمهارات فنية عالية، ولياقة بدنية جيدة ورشاقة متميزة في الملعب، وتسديدات ثابتة ومتقنة على المرمى، إضافة إلى أخلاقه العالية التي جعلت منه شخصاً محبوباً من الجميع، أتمنى له مستقبلاً كروياً مزدهراً ومتألقاً».