تفتخر "حمص" بتخريجها العديد من أبطال الرياضات الخاصة، ومنذ عام 1987 وإلى اليوم، لا يزال لاعبوها يحققون الإنجازات المحلية والإقليمية والعالمية المشرّفة.

ولتسليط الضوء على هذه الرياضات في "حمص" موقع eHoms زار مقر اللجنة الفنية للرياضات الخاصة والتقى عدداً من اللاعبين والكوادر الإدارية والفنية، والذين لا ينتظرون أي أجر مادي لقاء جهدهم المبذول، فقالت اللاعبة "سماح مغامز" بطلة غرب آسيا في ألعاب القوى للمعوقين بداية: «"لحمص" سجل حافل بالبطولات التي حققها أبطال الرياضات الخاصة، والأسباب متعددة، لكن تضافر جهود اللاعبين مع الكوادر التدريبية والإدارية يعد من أهم عوامل نجاح هذه الرياضات».

"لحمص" سجل حافل بالبطولات التي حققها أبطال الرياضات الخاصة، والأسباب متعددة، لكن تضافر جهود اللاعبين مع الكوادر التدريبية والإدارية يعد من أهم عوامل نجاح هذه الرياضات

وأضافت: «نعاني كلاعبي ألعاب قوى، رمي قرص وكرة حديدية ورمح، من بعض المشكلات التي تعيق تطوير مستوانا الرياضي كما هو مأمول، ومنها بعد الملاعب التدريبية فأنا أتدرب "بمدينة البعث الرياضية" والمواصلات مشكلة كبيرة بالنسبة لي ولزملائي لكوننا معاقين حركياً، نتمنى تأمين وسيلة مواصلات، كما نتمنى التكثيف من المشاركات الخارجية حتى نحافظ على لياقتنا، لنعرف أين وصلنا، إضافة لأهمية زيادة مدة المعسكرات الرياضية لأنها تساهم بتطويرنا وحصولنا على أرقام أفضل».

البطل الآسيوي "أحمد دخان" خلال التمرين

من جهته قال اللاعب "أحمد دخان" الحاصل على فضية بطولة آسيا عام 2009 في القوة البدنية: «تحتل "حمص" اليوم المركز الثاني بعد "اللاذقية" في الرياضات الخاصة، لكن هذه الرياضات بحاجة لمتابعة واهتمام أكثر من القيادة الرياضية ومن الشركات الراعية، لتدارك بعض الصعوبات ومنها الصعوبات المادية فاللاعب بحاجة للمكملات الغذائية وتأمين صحي، فلعبتنا القوة البدنية بشكل خاص بحاجة لمجهود كبير وبالتالي بحاجة إلى راحة تامة نفسياً ومادياً حتى يكون إنتاج اللاعب بالشكل المطلوب».

وللتعرف على الرياضات الخاصة وبدايات ممارستها في "حمص" التقينا الأستاذ "زين الدين الدالاتي" رئيس اللجنة الفنية للرياضات الخاصة "بحمص" فتحدث بالقول: «تُمارس الرياضات الخاصة في "حمص" من خلال "نادي السلام" الذي يتبع للجنة الفنية للرياضات الخاصة "بحمص"، وترعى الرياضات الخاصة ذوي الإعاقات الحركية والسمعية والبصرية من الذكور والإناث، حيث تتضمن تسعة ألعاب هي: كرة القدم للصم، وكرة الهدف للمكفوفين، والشطرنج للمكفوفين، والأثقال أو القوة البدنية لذوي الإعاقات الحركية، وكرة الطائرة لذوي الإعاقات الحركية، وألعاب القوى لجميع الفئات والإعاقات، وكرة الطاولة للإعاقات الحركية والسمعية، والسباحة للإعاقات الحركية والمكفوفين وكرة السلة للذكور على الكراسي المتحركة، والرياضات الخاصة بالأصل هي رياضات إنسانية ومن أهدافها المساعدة على دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع الذي يعيشون فيه حيث إن جوائز بطولات الرياضات الخاصة معنوية وليست مادية كغيرها من رياضات الأسوياء».

الأستاذ "غسان أبو صلاح" يعطي توجيهاته لبعض لاعبي القوة البدنية

وأضاف: «بدأت ممارسة الرياضات الخاصة في "حمص" رسمياً عام 1987 مع تأسيس الاتحاد العربي السوري للرياضات الخاصة، واستلمت السيدة "فطمة عجم أوغلي" رئاسة أول لجنة فنية للرياضات الخاصة "بحمص"، ويعتبر السيد "غزوان الجاجة" الأب الروحي للرياضات الخاصة "بحمص" حيث عمل على تنشيط هذه الرياضات ودفعها قدماً إلى الأمام بعد تسلمه رئاسة اللجنة لفنية، وحالياً هو رئيس مكتب الرياضات الخاصة في فرع الاتحاد الرياضي "بحمص"».

وعن أبرز الإنجازات الرياضية المحلية والخارجية التي حققها لاعبو فرع "حمص" للرياضات الخاصة قال الأستاذ "دالاتي": «لقد تسلمت رئاسة اللجنة الفنية عام 2000 ومازلت إلى اليوم، ويمكن القول إن فرع "حمص" للرياضات الخاصة منذ تأسيسه لم يغب عن أحد المراكز الثلاث الأولى في كل الألعاب التي شارك فيها على مستوى القطر، وإحدى الفترات حافظت اللجنة الفنية للرياضات الخاصة "بحمص" على المركز الأول بين باقي اللجان في المحافظات لمدة ست سنوات على التوالي، ولم تعتذر اللجنة الفنية للرياضات الخاصة "بحمص" منذ تشكيلها وحتى الوقت الحاضر عن أية بطولة أقرها الاتحاد الرياضي، باستثناء بعض الألعاب ذات التجهيزات المكلفة ككرة السلة مثلاً، وفي كل منتخب وطني يشارك خارج القطر لا بد من وجود أحد عناصره من "حمص" إن كان فنياً أو إدارياً أو لاعباً».

رئيس وأعضاء اللجنة الفنية للرياضات الخاصة "بحمص"

وعن الإنجازات الخارجية أضاف: «نفتخر بأن لدينا لاعب شارك بثلاثة دورات أولمبية عالمية وهو "يوسف الشيخ يونس" منذ عام 1996 في "أطلنطا"، وثم في "سيدني" وفي "أثينا"، حيث لا يوجد لاعب سوري حقق هذه المشاركة من الأسوياء أو المعوقين على حد سواء وكانت نتائجه مقبولة.

وأبرز الإنجازات الخارجية التي حققها اللاعبون الحمصيون كانت في رياضة القوة البدنية، حيث حقق الأستاذ "غسان أبو صلاح" ذهبية بطولة العالم في بريطانيا عام 1995 وحاليا هو حكم دولي.

وحصل اللاعب "يوسف الشيخ يونس" على ذهبية على مستوى العرب، وذهبية على مستوى آسيا، كما شارك اللاعب "عامر غازي" ببطولة العالم وحقق المركز الثالث في بطولة غرب آسيا وثالث الدورة العربية، وحل اللاعب "طلال الأحدب" ثانياً في إحدى الدورات العربية، وحصل "سليمان الشيخ علي" على فضية الدورة العربية.

وتابع "دالاتي" عن الإنجازات: «أما عن إنجازات الأجيال الجديدة فلدينا اللاعبة "ابتسام السبع" حصلت على فضية آسيا عام 2009، واللاعب "أحمد دخان" أيضاً على فضية آسيا، وعلى المركز الأول في دورة عربية للشباب، وحل ثالثاً في الدورة العربية للرجال، وثانياً في غرب آسيا، ولدينا اللاعبة "سماح مغامز" حصلت على ذهبيتين في بطولة غرب آسيا برمي الرمح ورمي القرص وعلى فضية في رمي الكرة الحديدية، وأيضاً البطلة "سحر حسين" حصلت على فضية غرب آسيا بألعاب قوى.

وعام 2006 شارك ثلاثة لاعبين ضمن المنتخب الوطني في الدورة الآسيوية لرياضة كرة الهدف للمكفوفين وهم: "نزار مراد"، و"يحيا العسس" و"عماد الصبح" وكنت معهم مدرباً للمنتخب، وحققنا المركز الخامس.

وتفتخر "حمص" بتخريجها إلى الآن خمس حكمات إناث في رياضة القوة البدنية، واحدة منهن بدرجة دولية، وثلاث للدرجة الأولى وواحدة للدرجة الثالثة».

وعن رؤية اللجنة الفنية لمستقبل الرياضات الخاصة "بحمص" والخطوط العريضة التي تضعها للنهوض بهذه الرياضات تحدث الأستاذ "غسان أبو صلاح" عضو الاتحاد السوري للرياضات الخاصة ومدير نادي السلام "بحمص" قائلاً: «تحاول اللجنة الفنية استقطاب المعوقين ذوي الميول الرياضية وتشجيعهم واحتضانهم في جو اجتماعي أسري ترفيهي، فضلاً عن الزيارات التي يقوم بها أعضاء اللجنة لأهالي اللاعبين بهدف تمتين العلاقات معهم.

وبفضل النشاط البارز للجنة الفنية والرياضيين "بحمص" تشجعت القيادة الرياضية في سورية لتأسيس ثاني الأندية الرياضية الخاصة بالمعاقين في سورية وهو "نادي السلام للرياضات الخاصة" وجعلته في "حمص" كناد رياضي ثقافي اجتماعي ترفيهي، وتعتبر اللجنة الفنية "بحمص" مسؤولة عنه فنياً وتنظيمياً، وتقيم اللجنة في كل عام مهرجاناً بمناسبة "عيد المعاق العالمي" في الثالث من كانون الأول، وكان لنا تجربة العام الماضي 2010 حيث قمنا أثناء مباراة الكرامة والوحدة بمسير ضمن الملعب البلدي، وكان له تأثير وتجاوب كبيران لدى الجمهور الحضور، ونسعى في كل عام ليكون المهرجان أوسع وأضخم لنستقطب الأهالي الذين يحاولون تغييب أولادهم عن هذه الرياضة».

وأضاف: «نعمل حالياً على زج كافة اللاعبين ذوي العطاء الرياضي والخبرة ضمن الكادر الفني التدريبي، وبدأنا باللاعبين "عامر غازي" و"يوسف الشيخ يونس" حيث تم تكليفهما كمدربين لفئتي الشباب والإناث، وتسعى اللجنة الفنية لزيادة عدد المراكز التدريبية التابعة لها، كما تسعى مع اتحاد اللعبة لأن يكون لكل أعضاء اللجان الفنية في المحافظات دور في البعثات الخارجية، هناك الكثير من المشاريع التي سنعمل عليها والتي تخدم الرياضات الخاصة "بحمص" لكن يتحقق ذلك حين تحل مشكلة الأرض المخصصة من "مجلس مدينة حمص" للاتحاد الرياضي من أجل بناء مقر ومنشآت رياضية "لنادي السلام للرياضات الخاصة"».

وعن أبرز المعوقات التي تعترض سبل النهوض بالرياضات الخاصة "بحمص" قال "أبو صلاح": «أهمها وجود المقر المناسب لممارسة التمارين الرياضية للاعبين حيث إن الصالة الحالية صغيرة لا تتجاوز مساحتها الأربعين متراً، كما أن ممارسة كرتي السلة والهدف تتم في صالة لا تتبع للنادي.

والمعوق الثاني يتمثل بصعوبة تنقل اللاعبين من وإلى النادي بسبب إعاقاتهم المختلفة ونأمل توافر وسيلة للتنقل تكون تحت تصرف النادي، أما المعوق الثالث فيتمثل بعدم تجاوب الأهالي بإرسال أبنائهم المعاقين لممارسة الرياضة، بل منهم من يحاول إخفاء ابنه وعدم الإقرار بوجوده، لكننا نحاول بشتى الوسائل التقرب من أهالي المعوقين وتشجيعهم على إرسال أبنائهم، ولدينا عتب على الإعلام الذي يعتبر مقصراً في تغطيته لبطولات الرياضات الخاصة».