على الرغم من قلة الإمكانيات والموارد الداعمة استطاع نادي "زيدل" الرياضي بفضل جهود أعضائه الجدد والقدامى وإخلاصهم له ولرسالة الرياضة أن يحقق سمعة طيبة ويصنّف من بين أندية ريف "حمص" الرياضية المتميزة والنشيطة وعلى مختلف الأصعدة. ولإلقاء الضوء أكثر على تاريخ النادي والألعاب التي تمارس فيها وأهم الأنشطة والمشاركات، موقع eHoms زار بلدة "زيدل" التي تبعد حوالي 6 كم شرق مدينة"حمص" والتقى السيد "موريس شاروبي" رئس النادي وعن النادي حدثنا قائلاً:

«تأسس نادي "زيدل" الرياضي رسمياً في عام /1987/، وقبل هذا التاريخ كانت بلدة "زيدل" تضم مجموعة من الأندية الرياضية الشعبية الصغيرة، منها ما كان نشاطه محدوداً ومقتصراً على القرية، ومنها كان له وزنه وشهرته على مستوى محافظة "حمص" كنادي "الشعلة" الرياضي، الذي برز بقوة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي».

وأضاف السيد "شاروبي": «وصل عدد المنتسبين لنادي "زيدل" الرياضي في بدايات تأسيسه إلى حوالي (1250) عضواً، وكانت تمارس في النادي حينها مجموعة من الألعاب الرياضية هي: (كرة القدم، الكرة الطائرة، كرة السلة، والكاراتيه)، وقد شارك فريق كرة القدم عام /1988/ ببطولة دوري الدرجة الثالثة وكانت المشاركة الوحيدة له بسبب التكاليف المادية الكبيرة لهذه اللعبة وعدم استطاعة النادي تحمل أعباء مثل هذه المشاركات.

الأستاذ "موريس شاروبي" يطلعنا على واقع منشآت النادي

لكن منذ عدة سنوات صدر قرار بإعادة تثبيت العضوية لأعضاء النادي، فتقلص عدد الأعضاء إلى (420) عضواً، وتعود أهم أسباب تقلص العدد إلى الهجرة المتزايدة لأهالي البلدة إلى دول أميركا ودول الخليج العربي، لكنّ عدد كبير منهم استمرّ بالتواصل مع النادي من خلال الدعم المادي والعيني».

وتابع السيد "شاروبي" حديثه عن مسيرة النادي بالقول: «وبعد تثبيت عضوية الأعضاء استمرت ممارسة لعبتي كرة القدم وكرة السلة، وفي العام الماضي /2008/ تنسّب النادي لاتحاد كرة الطاولة، ولاتحاد الشطرنج واتحاد البلياردو، كما أعاد النادي تنسّبه لاتحاد الكاراتيه».

مقر النادي الذي تبرعت فيه جمعية "زيدل" الخيرية

وعن أهم أنشطة ومشاركات نادي "زيدل" في الألعاب التي يشملها قال رئيس النادي: «بعد إعادة التنسب لاتحاد الكاراتيه بدأنا العمل بأربعين لاعباً ولاعبة من البلدة حاز معظمهم وإلى اليوم على الحزام الأصفر والحزام البرتقالي في اللعبة، وننتظر قريباً حصولهم على الحزام الأخضر. وعلى مستوى هذه اللعبة أيضاً يشارك النادي بالعديد من البطولات الودية، ففي شهر تشرين الثاني من العام الماضي استضاف النادي بطولة ودية لأندية ريف المحافظة بالتعاون مع فرع الاتحاد الرياضي، شارك فيها لاعبين من ثمانية أندية رياضية.

وإضافة إلى ذلك فا للنادي مشاركات متنوعة بطولات الشطرنج والبلياردو الكاراتيه الودية. حيث استضاف النادي عدداً من البطولات الودية في الكاراتيه والشطرنج وكرة الطاولة والبلياردو من خلال تعاونه مع إدارة صالة "زيدل هابي لاند" الممثلة بالسيد "منذر عبد العزيز" صاحب الصالة ونائب رئيس مجلس إدارة النادي الذي وضع الصالة مشكوراً تحت تصرّف النادي لممارسة هذه الألعاب.

رئيس النادي ونائبه الاستاذ "منذر عبد العزيز"

أما على صعيد ألعاب القوى فيمتلك نادي "زيدل" مجموعة من اللاعبين المتميزين على مستوى المحافظة، ويتم التحضير حالياً لاستضافة مهرجان رياضي تنشيطي في ألعاب القوى بالتعاون مع فرع الاتحاد الرياضي في (25) نيسان /2009/. وبالنسبة لكرة السلة فلدينا فريقي رجال وسيدات وهناك اهتمام خاص بالعنصر الأنثوي وعندنا فريق سيدات متميز على مستوى "حمص" وفي كرة القدم لدينا فريق رجال متميز شارك العام الماضي ببطولة كأس العراقة في صدد وأحرز المركز الأول. كما نظّمنا العام الماضي أيضاً بطولة لأندية الريف وحصلنا على المركز الثاني بمشاركة (7) فرق».

وعن موارد دعم النادي وتغطية تكاليف المشاركات والأنشطة قال الأستاذ "موريس": «يمكننا القول أنه في العام /2008/ حدثت نقلة نوعية من حيث توسع وتطوّر أعمال النادي وأنشطته ومشاركاته، وقد تم حجز مساحة ضمن موقع "زيدل" على الإنترنت خاصة بالتعريف بأنشطة النادي وآخر أخباره، وخاصة من أجل التواصل مع أبناء البلدة المغتربين وكافة المحبين والداعمين للناديأ أمثال رئيس وأعضاء جمعية "زيدل" الخيرية في الولايات المتحدة الأميركية الذين نخصهم بالشكر على الدعم المتواصل للنادي، وتبرعهم بمبلغ مليون وثلاثمئة ألف ليرة سورية لبناء مقر للنادي على الهيكل بمساحة (260) متر مربع، والذي انتهت أعمال بنائه على الهيكل العام الماضي..إضافة إلى بعض الدعم الذي يتلقاه النادي من المغتربين سواء عينياً أم مادياً، فضلاً عن دعم أهالي البلدة الغيورين على مصلحة نادي بلدتهم والمهتمين بارتقائه نحو الافضل».

وعن المنشآت التابعة للنادي ذكر السيد رئيس النادي: «يتبع للنادي مجموعة من المنشآت منها قيد التجهيز ومنها بحاجة إلى إعادة تأهيل ومنها مازال أرضاً فقط. فمقر النادي الذي كما ذكرنا تم الانتهاء من بنائه على الهيكل، نأمل من مديرية المنشآت الرياضية إعادة إدراجه ضمن خطتها هذا العام للانتهاء من أعمال إكسائه، علماً أنه كان مدرجاً في خطتها عام /2008/.

كما يتبع للنادي ملعب ترابي لكرة القدم، بمقاييس نظامية، تم إحداثه منذ أربعين عاماً ويحتاج إلى إعادة تأهيل، لكن المشكلة أن العقار القائم عليه هذا الملعب ليس له مالك ونسعى لنقل ملكيته إلى بلدية "زيدل" ليتم تخصيصه للنادي، وقد قدمنا عشرات الكتب لمديرية المصالح العقارية وللاتحاد الرياضي العام بشأن هذا الموضوع،

إضافة إلى ذلك فالنادي يملك قطعة أرض مسوّرة بجانب المقر والملعب بمساحة ألفي متر مربع خصصتها البلدية لإقامة ملاعب لكرة السلة وكرة الطائرة والألعاب الأخرى، لكن مشكلتها أن مديرية تربية "حمص" وضعت عليها إشارة حجز، وحالياً تسعى البلدية لرفع إشارة الحجز عن الأرض وتخصيصها للنادي».

وحول أهم الصعوبات التي تعترض عمل نادي "زيدل الرياضي" وأبرز الطموحات يقول السيد "موريس شاروبي": «تبقى الصعوبات الأساسية التي تواجهنا في العمل عدم وجود موارد دائمة لتمويل النادي، والنقص في ميزانية النادي والتي تغطى أغلب الأحيان من تبرعات المحبين والغيورين من أهالي البلدة ومن أبنائها المغتربين.

حيث لا يقدم الاتحاد الرياضي العام أية مساعدات لأندية الريف وإذا قدم فعلى ندرتها لا تفي بالمطلوب. وهنا نأمل اهتمام الاتحاد الرياضي بأندية الريف النشيطة، من خلال تقديم بعض الدعم المادي أو التدريبي على مستوى تأهيل مدربين أو حكام، وبعض وسائل وأدوات التدريب، ولو بأسعار رمزية. وفي حال تم تجهيز مقر النادي وتأهيل الملعب يمكن استثماره والاستفادة من عائداته في تغطية نفقات النادي».

وفي ختام اللقاء اشار السيد "شاروبي" إلى أن : «عدد أعضاء مجلس إدارة نادي "زيدل" يبلغ سبعة أعضاء، تجتمع بشكل دوري كل أسبوعين للاطلاع على آخر المستجدات وللتخطيط للقاءات الودية وللأنشطة الجديدة.

وإنشاء الله بعد المهرجان الرياضي بألعاب القوى الذي سنستضيفه في شهر نيسان، سنسعى لإقامة بطولة ودية مصغّرة بكرة القدم لأندية الريف في شهر حزيران القادم، بالتعاون مع الاتحاد الرياضي».