الأبواب السبعة التراثية؛ باب "السباع"، "الدريب"، "هود"، "المسدود"، "السوق"، "تدمر" و"التركمان".. تتميزُ بها "حمص" وعالقة في أذهان أهلها خاصة من يقطن منهم قربها ومحافظاً حتى اللحظة على التصميم القديم لمنزله.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 15 تموز 2020 تواصلت مع الدكتورة "ديالا بركات" معاون مدير مديرية الآثار بـ"حمص" وقالت: «عند الفتح الإسلامي كان لـ"حمص" أربعة أبواب فقط وهي باب "الرستن" وباب "الشام" و باب "الجبل" و باب "الصغير"، وبمجيء العباسيين رمموها وأضافوا عليها ثلاثة أبواب مع تغيير أسمائها، ويشكل كل باب بحد ذاته موقعاً دفاعياً لرد اعتداءات الطامعين، فباب "هود" ارتبطت تسميته بمقام النبي "هود"، الذي كان يقع إلى الزاوية الجنوبية منه، أما باب "السوق" فيقع في الزاوية الجنوبية الغربية للجامع "النوري" ويُعتقد أنه ذاته باب "الرستن" وهو الوحيد المفضي إلى "حلب" و"حماة"، وأتت تسميته كونه يؤدي إلى أسواق المدينة كافةً ويعتبر المنفذ التجاري لها، وحالياً نقطة علام شارعه هي الساعة القديمة التي تتوسط ساحة "الشهداء"، وباب "تدمر" يقع من الناحية الشمالية الشرقية، ويعود تاريخه إلى ما قبل العصر الإسلامي وبقي من آثاره بعض الحجارة المنحوتة حيث موضعه الآن وسط الشارع المؤدي إلى ساحة باب "تدمر" الداخلية أما باب "الدريب" فيقع شرقي "حمص"، وتناوله بعض المؤرخين باسم باب "الدير" ويؤدي إلى القرى الشرقية وجاء اسمه من عبور المسافرين المشاة منه بكثرة، وبالنسبة لباب "المسدود" فيقع إلى الشمال مباشرةً من باب "التركمان" وقد نُقِشَ عليه اسم بانيه "منصور ابراهيم" ونرى في بقاياه الفتحات الخاصة بالمراقبة ورمي النبال، بالإضافة إلى موقعه الدفاعي الحصين وهو الوحيد الذي لا تزال أركانه قائمه بعد سقوط سقفه».

نجد أن باب "السباع" الموجود بالقرب من قلعة "أسامة" يفضي إلى المدينة القديمة من الجهة الجنوبية، وعبره يذهب المسافر إلى "حسيا" و "دمشق" واسمه جاء من نقوش لأسدين قربه يمثلان "رمز سلطان" و"الظاهر بيبرس" اللذين جددا بناءه ورمماه، أما باب "التركمان" فيقع في الزاوية الشمالية الغربية للقلعة حيث تلتقي القلعة مع سور المدينة، وبقي منه بعض الحجارة وذُكِرَ في بعض الكتب أن لاسمه علاقة بسكن القبائل التركمانية في "حمص" منذ حوالي القرن الحادي عشر الميلادي، وجميع الأبواب السابقة مع أحيائها المرافقة هي محط أنظار السياح

وأكملت الحديث: «نجد أن باب "السباع" الموجود بالقرب من قلعة "أسامة" يفضي إلى المدينة القديمة من الجهة الجنوبية، وعبره يذهب المسافر إلى "حسيا" و "دمشق" واسمه جاء من نقوش لأسدين قربه يمثلان "رمز سلطان" و"الظاهر بيبرس" اللذين جددا بناءه ورمماه، أما باب "التركمان" فيقع في الزاوية الشمالية الغربية للقلعة حيث تلتقي القلعة مع سور المدينة، وبقي منه بعض الحجارة وذُكِرَ في بعض الكتب أن لاسمه علاقة بسكن القبائل التركمانية في "حمص" منذ حوالي القرن الحادي عشر الميلادي، وجميع الأبواب السابقة مع أحيائها المرافقة هي محط أنظار السياح».

منازل "حمص" القديمة

وقال المواطن "سميح شدود" وهو أحد قاطني حي "باب السباع" المرافق لباب "السباع": «تتميز أحياء الأبواب بعراقتها وبيوتها المبنية من الحجر البازلتي الأسود، وهي مفتوحة على بعضها من خلال باب ضمن المنزل الواحد، بالإضافة إلى أقبية وكل هذا كان عاملاً دفاعياً لنا أيام الاحتلال الفرنسي وقبله العثماني ولا نفكر في تجديد الأبنية أبداً، السمة الأبهى في ذلك هي الحالة الاجتماعية التي تنفرد بها هذه الأحياء دون غيرها، فما زلنا محافظين على العادات القديمة في إحياء الأعياد والموالد وإرسال السكب الرمضانية، وشرفات المنازل متراصة، وجميعنا نعرف بعضنا، عدا عن أن طبيعة المنطقة الأثرية جعلتنا نمتهن الحرف اليدوية التي تجذب السياح كالفخار وتطريز القماش بالرسومات والنحاسيات الصغيرة وغيرها الكثير فمن يريد أن يتعرف على "حمص" ماضياً وحاضراً عليه بزيارة هذه الأحياء التي سرعان ما عاد نبضها للحياة منذ عام 2015 فهي غنية بالجوامع والكنائس التاريخية كجامع "النوري الكبير" وكنيسة "السيدة"».