يحوي "مسرح تدمر" 1500 مقعد، يعدّ من أجمل المباني الأثرية بطرازه الروماني، لم يكتشف بكامله إلا قبل خمسين سنة، رُمم ليحافظ على قيمته الأثرية طويلاً...

مدونة وطن "eSyria" التقت، بتاريخ 8 كانون الثاني 2014، الآثاري "عمار كمور"؛ الذي تحدث عن اكتشاف "مسرح تدمر" بالقول: «اختفت آثاره تحت أنقاض الرمال حتى خمسينيات القرن الماضي، عندما قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف برفع أنقاضه، حيث عثر أثناء ذلك على حاملة تمثال دلت الكتابة الموجودة عليها أن نقابة الدباغين قد أقامت تمثالاً في المسرح عام 258م، لابن الملك "أذينة"، وتم بناؤه في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي عندما سيطر الرومان على المدينة».

شكله نصف دائري وقطره 20 متراً، ويتألف من 13 صفاً، تضم 1500 مقعداً، وله خمسة أبواب للدخول على الواجهة الشمالية فوق المنصة، وأربعة أبواب للخروج، اثنان من الغرب واثنان من الشرق، أما منصة التمثيل فهي مزينة بالأعمدة الرشيقة والزخارف الجميلة والمحاريب، وحجم بنائه قريب من مسرحي: "أفاميا" و"بصرى"

وعن الطراز المعماري يقول: «شكله نصف دائري وقطره 20 متراً، ويتألف من 13 صفاً، تضم 1500 مقعداً، وله خمسة أبواب للدخول على الواجهة الشمالية فوق المنصة، وأربعة أبواب للخروج، اثنان من الغرب واثنان من الشرق، أما منصة التمثيل فهي مزينة بالأعمدة الرشيقة والزخارف الجميلة والمحاريب، وحجم بنائه قريب من مسرحي: "أفاميا" و"بصرى"».

صورة للمسرح من الجو

ويشير الباحث التاريخي "عدنان بدري" إلى أعمال التنقيب والترميم التي جرت عام 1952م، حيث تم الكشف عن 32 صفاً من المدرجات مبنياً بالحجارة الكلسية، ويتابع: «يرتفع كل صف 37سم، وبعرض 60سم، تفصل بينها ممرات موزعة بشكل شعاعي، والمقاعد موزعة بدقة متناهية، حيث يمكن للجالس من أية نقطة من نقاط المدرج رؤية ما يدور على منصة التمثيل بوضوح دونما عائق، كما توجد منصة لها ثلاث بوابات: الشرقية والغربية على الجانبين عبر ممرين معقودين، أما البوابة الجنوبية فهي مستطيلة لإدخال الحيوانات المفترسة للمصارعة».

بينما أشار الآثاري "رامز علوان" إلى أنه في عام 1958م، أعادت مديرية آثار "تدمر" بناء منصة التمثيل، كما أعيد بناء 35 عموداً ضخماً في واجهة المنصة الرئيسية للمسرح التاريخي، الذي يتوسطه باب دخول الممثلين المبني على شكل محراب واسع تتقدمه قواعد تحمل أربعة أعمدة ضخمة، وهي تحمل بدورها جبهة مثلثة نقش عليها قرص الشمس الذي يرمز إلى مدينة "تدمر"، وقد تفرعت منه أشعة على شكل أغصان مثمرة، وأضاف: «إن ترميم الأقسام المنهارة والتالفة من مدرجات المسرح أعيد عام 1991، وبنفس عناصرها المعمارية وطرازها، حيث تم بناء سياج واق خلف الأدراج يسمح بالحركة ويضفي قيمة جمالية على البناء والنمط المعماري، وقد رمّم المسرح في الداخل حتى الصف التاسع، كما رمّم جداره حتى برز مستوى النسق الأول، الشيء الذي يعطي فكرة عن تنظيم واجهته».

الآثاري عمار كمور

ويتابع: «للمسرح خمس فتحات لأبواب الدخول بدلاً من ثلاث كما هي العادة، مزينة بجهات مثلثية الشكل، وينفتح الباب المركزي نحو الداخل بمحور نصف دائري، وفي حائط البوابة ثقوب لتعليق البرامج والعروض، إذ كانت تُعرض فيه الكوميديا والتراجيديا والموسيقا، كما كان المجرمون المحكومون بالموت يتصارعون مع الأسود أو الحيوانات المفترسة في منطقة الأوركسترا بعد أن يزودوا بإبر صغيرة للدفاع عن أنفسهم، وقد وضع سياج معدني بين المدرج والأوركسترا لحماية المتفرجين، ثُبت بالأعمدة المعدنية على ثقوب ما زالت موجودة حتى الآن، وعند البوابة الشمالية الغربية للمسرح تتواجد محلات لبيع الطعام والشراب، لها لافتات حجرية عليها كتابات يونانية تعلن عن بضاعتها».

وختم "علوان" حديثه بالقول: «تبلغ مساحة المنصة 48 × 105 متر مربع مجهزة بدرجتين من الداخل، ودرجتين من الخارج، كما يزين صدر المنصة عدد من الأعمدة الرشيقة التي تحمل إفريزاً بارزاً يضم زخارف نباتية وهندسية، وعدداً من المحاريب والتجاويف، التي تؤدي وظيفتين جمالية ومعمارية، إضافة إلى أنها تعطي عمقاً للمنصة يمكنه تأمين صدى للصوت للتغلب على مشكلة عدم وجود مكبرات صوتية».