يرجع تاريخه إلى حوالي /1800/ق.م، ويعتبر من أوائل الحصون التي بنيت في المنطقة، وقد تعرض إلى التدمير أكثر من مرة. إنه "حصن شبطونة" أو "شبتونا" الذي يعود اسمه إلى المصريين الفراعنة الذين بنوه ليتحكم بموقع استراتيجي مميز.

مدونة وطن "eSyria" التقت المؤرخ "يوسف الشامي" بتاريخ 4/11/2013 الذي تحدث عن أصول "شبطونة" التاريخية وأهميتها وقال: «حددت مجموعة الخرائط التاريخية القديمة موقع "شبطونة" في ذات المنطقة وهي في مكان يسمى "تل التنورة" الذي يقع خلف مشفى "الحصن" حالياً، ويبعد عن بيع "السبتي" أو "الفوار" /5/كم، وعن قلعة "الحصن" /2/كم، وقد ورد ذكره في كتاب "تاريخ سورية" للكاتب "جورجي أفندي البني" وقد حدد موقعها تبعاً إلى مدينة "قادش" التي تقع في ذات المكان، وقد عثر على اسمها في مكتشفات نهر "سبتة" و"الفوار" بالقرب من القلعة إذ تقول النصوص إن مدينة تدعى "شبطونة" أثناء طريقه إلى مدينة "قادش"، إضافة إلى وجود آثار بالقرب من الجسر القديم على نهر "راويل" تبعد عنه حوالي /500/م، وقد تناقلتها الأجيال تحت اسم مملكة قديمة مجهولة الاسم تحتل موقعاً استراتيجياً يتحكم بالطريق والجسر الوحيد الذي يخترق سلسلة "البهراء" الوعرة، أي إنها الحصن الأول الذي بناه المصريون في المنطقة».

تتواجد بعض الآثار والأحجار القديمة المحيطة بنبع قديم مهجور، وهي موجودة بين قريتي "عين العجوز" و"الحواش" دون أن يعرف أحد تاريخها الأصلي على الرغم من قدوم بعثة أثرية للتنقيب في المنطقة منذ مدة ليست ببعيدة، وقد توقف هذا التنقيب دون أن تظهر نتائج تجعل من هذه الآثار معلماً يقارن بقلعة "الحصن"، وعلى الرغم من أن موقعها يدل على أهمية تحتلها هذه المدينة القديمة، التي يزورها أهالي المنطقة في رحلاتهم البسيطة للترفيه خاصة أنها على تلة مرتفعة وذات جمالية مميزة

وأشار "الشامي" إلى أن "شبطونة" تبعد عن مدينة "حمص" /49/كم، وعن "حماة" /70/كم، وعن "طرطوس" /52/كم، أما عن "طرابلس" فتبعد /65/كم، وذلك كما حددتها الخرائط المتداولة في كتاب "قلعة الحصن" للعماد أول "مصطفى طلاس"، وكتاب "تاريخ حمص" للخوري "عيسى أسعد"، وعن معنى اسمها أضاف: «هي لفظة "مصرية" قديمة تعني "الحصن" أو القلعة، وكل ما هو متبقٍ منها يدل على أنها مدينة محصنة ومزودة بكل ما يحتاج إليه أي جيش حتى يقيم معسكره، حيث وجود نبع ماء يسمى "التنورة" وقد تم تلبيسه بقميص فخاري للحفاظ على مياهه النقية وهذا يشبه ما قام به المصريون في آبار مدينة "أسوان"، إضافة إلى وجود طريق سهل ومحمي من "الحصن" باتجاه ما يحيط به من أراضٍ سهلية تساعد في تدريب الجنود وجمع الغلال (طعام الجيش)، أما بناء القلعة فهو مايزال غير مكتشف بالكامل على الرغم من غلبة الطراز "المصري" على تصميمه، ولا سيما أنه هدم في عهد "الحثيين" وأعاد "رمسيس الثاني" بناءه من جديد، ودمر بفعل الحروب المتتالية والكوارث، وقد يضاهي حصن "شبطونة" في الأهمية التاريخية "قلعة الحصن" نتيجة وجوده على الطريق الوحيدة المتاحة عبر سهل "البقيعة" إلى مناطق "سورية" الشمالية».

صورة غوغل إيرث.

أما أهالي المنطقة فيرون أن "شبطونة" مجموعة من الأحجار المبعثرة التي يرجحون أنها لقلعة مهمة حيث قال السيد "جرجس وسوف" من سكان المنطقة: «تتواجد بعض الآثار والأحجار القديمة المحيطة بنبع قديم مهجور، وهي موجودة بين قريتي "عين العجوز" و"الحواش" دون أن يعرف أحد تاريخها الأصلي على الرغم من قدوم بعثة أثرية للتنقيب في المنطقة منذ مدة ليست ببعيدة، وقد توقف هذا التنقيب دون أن تظهر نتائج تجعل من هذه الآثار معلماً يقارن بقلعة "الحصن"، وعلى الرغم من أن موقعها يدل على أهمية تحتلها هذه المدينة القديمة، التي يزورها أهالي المنطقة في رحلاتهم البسيطة للترفيه خاصة أنها على تلة مرتفعة وذات جمالية مميزة».