فرضت الطبيعة الجغرافية والبرية في وادي النضارة على السكان أنماطاً معينة من الحياة منذ مئات السنين، ولعل تربية الكلاب أحد الأشياء التي لم تستطع السنوات الطويلة تغييرها عند اهالي القرى المأهولة.

مدونة وطن "eSyria" تجولت في قرى الوادي والتقت الشاب "موسى درويش" أحد مدربي الكلاب بتاريخ 20/202013 فقال: «أقتني مجموعة مؤلفة من خمسة كلاب مدرجة بين "الشيانلو، والشيانلو الألماني" تتراوح أعمارها بين السنة والسبع سنوات مع مجموعة من الجراء الصغيرة وكان سبب اقتنائي لأول كلب من هذه المجموعة بغرض تأمين الحماية في المرتبة الأولى لأنني وعائلتي نقطن في مزرعة منفردة عن بيوت القرية، وأمتلك مجموعة من الحيوانات الأليفة كالأبقار والأغنام وتلك تحتاج لحماية أيضاً, فمطقتنا جبلية محاطة بأحراش كثيفة ملأى بالحيوانات المفترسة ومنها "الضباع ,الذئاب، والشيب" التي تكثر في فصل الشتاء للبحث عن فريسة ولكنها تخاف من أنواع كلاب الحراسة».

الحفاظ على أصالة الكلاب ونوعيتها ميزة مهمة لتحافظ على ذكائها ومهارتها التي تقل عند الكلاب المهجنة، فتبقى الكلاب الأصيلة داخل مزرعتنا وترافقنا الكلاب المهجنة إلى المرعى لحماية القطيع

تحتاج الكلاب لنوع من الرعاية الخاصة لكي تؤدي دورها في حماية أصحابها كما قال السيد موسى وعن كيفية عنايته بكلابه يضيف: «أواظب على العناية بكلابي بشكل منتظم فأعمل على تأمين الغذاء المناسب، والابتعاد عن إعطائها اللحوم غير المطبوخة لكي لا تتوحش، ومن الناحية الأخرى أمنعها من التودد لكل الناس لكيلا تصبح أليفة جداً، بالاضافة إلى تأمين اللقاحات الضرورية لحمايتها من الأمراض وأهمها مرض الكَلَب».

الدكتور ادوار عبدالله

الحفاظ على على نظافة الكلب وعلى نوعية السلالة الخاصة بكل نوع أهم ما يركز عليه الشاب "موسى" ووالده ويضيف: «الحفاظ على أصالة الكلاب ونوعيتها ميزة مهمة لتحافظ على ذكائها ومهارتها التي تقل عند الكلاب المهجنة، فتبقى الكلاب الأصيلة داخل مزرعتنا وترافقنا الكلاب المهجنة إلى المرعى لحماية القطيع».

ونظراً لأن الهدف من تربية الكلاب في منطقة الوادي هو الحماية فإن كلاب "الشيانلو" هي الأكثر شهرة ورواجاً في المنطقة إضافة لأنها نوع محبب كما قال الشاب "خليل عماري" الذي يمتلك كلبة من نوع "شيانلو" ومجموعة من جرائها ويقول: «أحببت امتلاك حيوان أليف ومفيد في آن واحد ولاسيما بعد عودتي مع أهلي من "الولايات المتحدة" حيث لم يكن لدي أصدقاء كثر في البداية فرغبت بملء وقت فراغي والتخلص من شعور الوحدة من خلال تربيته لأستأنس به وأتسلى معه، وليؤمن لي الحماية أيضاً وبالمقابل أعتني بها وألعب معها ومع جرائها كما أشجع كل شخص على اقتناء كلب لحماية هذه المخلوقات اللطيفة من التشرد».

الشاب خليل عماري

أما عن أنوع الكلاب الموجودة في المنطقة وما يختص بشرائها والعناية بها يتحدث الطبيب البيطري "ادوار عبد الله" من قرية "المشتاية": «يربي أهل المنطقة كل أنواع الكلاب مع بروز لبعض الأنواع على الأخرى، فأهم الأنواع التي يرغب بها أهل "الوادي" هي كلاب الحراسة وكلاب الصيد وكل ما سبق هي أنواع أصيلة يتم في بعض الحالات تهجينها عن طريق تزويجها بأنواع أخرى ولكنها في هذه الحالة تفقد جزءاً من قيمتها، إضافة لأنواع تربى في المنازل لمجرد الزينة، وتلك أنواع دخيلة ومن ضمنها كلاب الصالونات، وهناك نوع آخر دخيل يستخدم للاستدلال بطبعه ولكن في منطقتنا أصبح يستخدم لمجرد الزينة».

وأكبر نسبة من الاستيراد لهذه الكلاب تتم عن طريق لبنان حيث يتم الحصول على هذه الكلاب بشكل فردي من قبل راغبيها وتكلف في بعض الأحيان مبالغ كبيرة بحسب نوعها وأصالة سلالتها، حيث يبلغ سعر كلاب العميان 40 الفاً، وكلاب الحراسة 125 الفاً، وتترافق العناية بالكلاب بتأمين اللقاحات التي لابد منها لحماية مالك الكلب في المرتبة الأولى، فبعض الأمراض التي تصيب الكلاب تنتقل إلى مالكيها ما لم يتم تلقيحها».

مجموعة من كلاب الشيانلو

يشار إلى أن بعض أصناف كلاب الحراسة المميزة هي الشيانلو، والروتوايلر، والبربرماستيف، والدوبرمان، لكن الشيانلو يتمتع بذكاء، ولدية قابلية التعلم والتدريب تفوق جميع الحيوانات وهذا ما يؤهله ليكون كلب حراسة، إضافة إلى أنها كلاب مدهشة وقوية جداً ومظهرها جميل وبنيتها قوية.

الجدير بالذكر أن هناك عدداً من الأشخاص يعملون على تأسيس مزارع خاصة بالكلاب الأصيلة بغرض الاتجار بها والاستغناء عن الاستيراد الخارجي.