تعتبر عادة اجتماعية وشعبية أساسها الاعتماد على النباتات الموجودة في الأراضي البعلية المعتمدة على الأمطار، وتعرف في القرى السورية بشكل عام، إلا أنها تتميز في منطقة "وادي النضارة" بمرافقتها لموسم الصيام الذي يسبق عيد الميلاد المجيد ويبدأ مع فصل الخريف.

ويتجلى هذا التقليد بخروج عدد من النساء مع أكياس قماشية وسكين قوية للبحث عن النباتات المرجوة، مدونة وطن "eSyria" التقت عدداً من تلك النسوة بتاريخ 19/12/2012 فتحدثت بداية مع السيدة "نها دبورة" التي تقول: «اعتدنا الخروج في مثل هذا الوقت من السنة للبحث عن النباتات وأنواع الفطر الصالحة للأكل خاصّة أن هذا الوقت يتزامن مع فترة الصيام، أي الامتناع عن تناول اللحوم والمواد الدهنية والحليب ومشتقاته، فلا بديل من هذه الأطعمة سوى هذه النباتات ذات المذاق اللذيذ والتي بمجملها تطبخ بالزيت، ويكثر انتشارها في الجبال التي تتميز بها منطقتنا، خاصّة في فصلي الخريف والشتاء مع هطول الأمطار الغزيرة ومن هذه النباتات (اللسان، عجعوجة، سلبين، هليون، الحميضة، الخبيزة، القريص، الرشاد)، وأشهرها وأكثرها تواجداً في منطقتنا وعلى مائدتنا في "وادي النضارة" ألا وهي "الهندباء البرية" و"الحميضة" التي تسلق ومن ثمّ يضاف لها الزيت والثوم والحامض، أما "الخبيزة" فيضاف لها قليل من البرغل والليمون لتصبح طبقاً مميزاً أيضاً، ويعتبر "الهليون" و"الفطر البري" الصالح للأكل و"السلبين" الأكثر ندرةً والألذ نكهةً».

نفرز النباتات التي جمعناها في نهاية اليوم كل نوع على حدة تبعاً لنوعها وحجمها، ثمّ تغسل وتنظف من الأتربة وتوضع حتى تجف المياه عنها ثمّ تنقل إلى أكياس من القنب للحفاظ على جودتها وترسل في الصباح الباكر إلى سوق الخضار ليتم بيعها مباشرة، أو إرسالها إلى المدن حيث يوجد لها راغبون كثر، وتتفاوت أسعارها تبعاً لجودتها ونوعها

تباع هذه النباتات من قبل البعض الآخر من النساء في أسواق الخضار المحلية، وبعضها يصدر إلى المدن، وبذلك تصبح مصدر رزق موسمياً لكثيرات منهن، وعن ذلك تضيف السيدة "هند خوري":

اختيار النباتات الصالحة للأكل

«نفرز النباتات التي جمعناها في نهاية اليوم كل نوع على حدة تبعاً لنوعها وحجمها، ثمّ تغسل وتنظف من الأتربة وتوضع حتى تجف المياه عنها ثمّ تنقل إلى أكياس من القنب للحفاظ على جودتها وترسل في الصباح الباكر إلى سوق الخضار ليتم بيعها مباشرة، أو إرسالها إلى المدن حيث يوجد لها راغبون كثر، وتتفاوت أسعارها تبعاً لجودتها ونوعها».

لا يعرف أحد المصدر الأساسي لمعنى كلمة "السليق" ولكن يرجح ذلك لكون معظم النباتات التي تجمع يتم سلقها ثم تصفيتها ومن ثمّ طبخها، ومع ذلك فإن هذه العادة القديمة مازالت رائجة دون أن يعلم الكثيرون أهميتها الغذائية، وعن ذلك تتحدث اختصاصية التغذية السيدة "ابتسام الياس":

تنظيف النبات

«تحتوي النباتات الخضراء على الحديد والفيتامينات، وفي بعضها مواد مدرة للبول وأخرى منقية للدم وطاردة للغازات، ومنشطة للدورة الدموية ولاسيما التي تستخدم كمغلي يشرب إضافة لطبخها، مثل "اكليل الجبل، الشبت، الشمرة"، أما "الهندباء البرية"، و"السلبين" و"الزعتر البري" فتحوي فيتامينات ومواد مساعدة على مقاومة البرد والنزلات الصدرية، وبالنسبة لي فإنني أعمد إلى تخزين هذه النباتات والأعشاب في ثلاجة بيتي لفصل الصيف نتيجة عدم توافرها إلا في فصلي الخريف والشتاء».

لا تقتصر عادة "السليق" على السيدات فحسب بل تتعداها لعدد كبير من الرجال والشباب الذين يشاركون في جمعها وخاصّة نبات الهليون والفطر الموجود في مناطق جبلية وبين الأشجار العالية.