في موقع يتوسط مدينة "حمص" وبالقرب من "حديقة الدبلان" تشدك رائحة شواء جذابة اعتاد المار من تلك المنطقة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً على التمتع بها، إنها رائحة شواء "الشيش طاووق" والدجاج "البروستد" التي طالما اجتذبت العديد من الناس من داخل "حمص" ومن خارجها نحو مطعم "كريش" المتخصص بالوجبات السريعة، لتذوق هذه الأصناف اللذيذة الذي اشتهر بتقديمها من "شيش طاووق" و"بروستد" و"شاورما".
الشاب "شكري أنبوبا" أحد الذين استوقفتهم وجبات المطعم حدثنا عن رأيه "بشيش كريش" فقال: «أنا منذ أربع سنوات اعتدت على الذهاب لتناول "شيش كريش"، أنا وجميع أصدقائي، لأننا نجد بالأطعمة التي يقدمها عموماً وسندويشة الشيش خصوصاً الطعم اللذيذ، وخاصة "المايونيز" وأظن أن خلطة المايونيز هي السر الذي يضفي على السندويشة نكهة رائعة جداً، وإضافة إلى ذلك فما يشجعنا هو نظافة المطعم والطعام الذي يقدمه، وتعامل عامليه اللبق مع الزبائن».
أنا أقوم بالإشراف على البضائع وعلى عمليات الشراء وأقوم باستلامها بشكل يومي، والتأكد من صلاحيتها وجودتها
وأيضاً التقينا السيد "أحمد عز الدين" من محافظة "دمشق" وسألناه عن سبب تردده إلى المطعم فقال: «أنا آتي إلى "حمص" مرة كل أسبوعين وذلك بسبب طبيعة عملي المتنقل بين المحافظات، وفي كل مرة آتي فيها لا بد أن أعرج على مطعم "كريش" لشراء "سندويشة شيش" التي يتميز بتقديمها المطعم، وإن شهرته في "دمشق" كانت سباقة على مستوى المحافظات الأخرى، وأنا في الحقيقة سمعت عنه من أحد أقاربي في "دمشق" منذ حوالي سنة واحدة، ومنذ ذلك الوقت وأنا اتردد باستمرار على هذا المطعم».
وللتعرف أكثر على بدايات تأسيس مطعم "كريش" وسر الإقبال الكبير من الزبائن على أصناف الطعام التي يقدمها، موقع eHoms التقى السيد "عمر كريش" المدير التنفيذي لمطعم "كريش" فتحدث بداية عن مهنة المطاعم بشكلٍ عام ووصف العمل فيها بالمتعب، وأضاف بأنها تحتاج إلى كثير من الانتباه والعناية من ناحية النظافة وإلى كثير من المتابعة.
وعن سؤالنا كيف بدأ نجاح "مطعم كريش" ولماذا أخذ الكثير من الشهرة ليس فقط على مستوى "حمص" بل على مستوى بعض المحافظات السورية الأخرى؟ قال: «تعود نشأة "مطعم كريش" إلى حوالي خمسة عشر عاماً بدأها الوالد الحاج "أبو عمر كريش" الذي بذل قصار جهده لتكوين سمعة حسنة للمطعم، وقد كنت معه في هذه المسيرة حتى وصلنا إلى هذه النتيجة ولكن والدي منذ ثلاث سنوات إلى اليوم لا يستطيع القيام بكافة الأمور الإدارية التي كان يقوم فيها بالسابق لوحده وذلك بسبب العائق الصحي، وأنا الآن استلمت العمل لكي نستمر بالنجاح».
الإدارة الناجحة في عمل المطعم
يتابع السيد "عمر" بالقول: «في الحقيقة كما ذكرت سابقاً أن المتابعة والنظافة هي أساس العمل الناجح، ونحن في مجال عملنا في المطعم نسبة الخطأ قليلة جداً، وهنالك أخطاء لا يمكن أن ننكر حدوثها، ولكن بالنسبة إلى غيرنا الخطأ ضعيف جداً، وأريد التنبيه إلى فكرة مهمة ألا وهي أننا لا نعمل لكي نغلق المطعم بعد فترة بسيطة، وإنما نعمل لكي نستمر ونتطور، هذا كله لا يأتي بسرعة بل يأتي مع المتابعة والعمل الجاد، وبالمناسبة أنا على اطلاع مستمر بما يدور بالمطعم من أصغر أمر حتى الأمور الكبيرة، وهذا كله يعود إلى التفرغ الكامل للعمل في المطعم، وأيضاً المطعم كله مجهز بكاميرات مراقبة موصولة إلى المنزل وحتى إلى داخل السيارة لتنقل إلي ما يحدث بالمطعم حتى في أيام غيابي عنه، وسرعة النجاح التي حققها ونهض بها المطعم في الآونة الأخيرة بتقديم الوجبات والسندويش هي السرعة بالعمل والاعتماد على الربح القليل، مقارنة بالسنوات الخمس السابقة التي كانت الارباح بها هامشية».
وفي سؤالنا عن السر الموجود في خلطة "المايونيز" الذي يكسب السندويش المقدم الطعم اللذيذ حسب رأي الزبائن قال "عمر كريش": «المايونيز له طريقة خاصة بالتحضير وعموماً فإن هذه المصلحة تحتاج للكرم والسخاء في وضع المواد، فمثلاً هنالك أصناف كثيرة من الفلفل الأبيض منها السيئ والجيد، والجيد جداً والممتاز ونحن طبعاً نختار الممتاز ولا يوجد عندنا مشاكل بفرق السعر، المهم أن تكون الوجبة المقدمة غنية بأجود الأصناف، لأن هذا في النهاية ينعكس على سمعة المطعم».
** «أنا أقوم بالإشراف على البضائع وعلى عمليات الشراء وأقوم باستلامها بشكل يومي، والتأكد من صلاحيتها وجودتها».
** «في الحقيقة هناك عروض كبيرة وكثيرة للقيام تقدم لنا بافتتاح فروع في المحافظات وآخر عرض كان في "اللاذقية"، إضافة إلى عروض كثيرة في "دمشق"، ولكن أنا شخصياً أرفض هذه الفكرة نهائياً، وذلك لأن الفروع تحتاج لأن أكون دوماً على رأس العمل وأنا بصراحة لا يوجد لدي الوقت الكافي لذلك، وهي تتطلب أن تضع من ينوب عنك في إدارة الفروع، وهذه أيضاً لا أفضلها، لأن هذا الشخص برأيي لن يكون بنفس الكفاءة المطلوبة في إدارة المطعم، ونحن نسعى إلى تطوير الأصناف الموجودة حالياً من وجبات البروستد والشيش بأنواعه والشاورما، وحالياً نحن نسعى للعمل بنظام الشركة، ونسعى إلى إدخال الأتمتة في العمل».
من الجدير بالذكر أن "مطعم كريش" يقع على الكورنيش الغربي لمدينة حمص مقابل حديقة البلان.