"جبلايا" البلدة الواقعة في أحضان الجبال غربي مدينة "حمص" بحوالي /45/ كم والتابعة إدارياً لناحية "شين" استمدت اسمها من كثرة الجبال المحيطة بها والمزدانة بالأشجار الحراجية التي أعطتها طبيعة خلابة وجواً ساحراً متكاملاً قلما نجده في مكان آخر، إضافة إلى العديد من أصناف الأشجار المثمرة التي تشتهر القرية بزراعتها، وبذلك تكون "جبلايا" قرية زراعية بالدرجة الأولى ومؤهلة لتكون سياحية بنجوم خمس.

وللتعرف أكثر على "جبلايا" قام موقع eHoms بزيارة البلدة والتقى رئيس بلديتها الأستاذ "حسان هاشم سعد الدين" الذي حدثنا بداية عن البلدية وتاريخ استلامه لها قائلاً:

طموحنا كبير بجلب مستثمرين سياحيين يمتلكون القوة المادية التي من شأنها أن تقوم ببناء منشآت سياحية تؤمن فرص العمل لشباب البلدة وتفتح المجال لقيام حركة اقتصادية مهمة تعود بالفائدة على أهل البلدة

«تم تعييني كرئيس بلدية في 12/11/ 2007 بعد أن انتهيت من عملي كموظف حكومي سابق، وتمتد الفترة الانتخابية إلى الشهر السابع من عام /2011/ ونحن في البلدية نسعى إلى النهوض بمستوى القرية والقرى التابعة لها من كافة النواحي الخدمية والصحية والتعليمية، ونعمل على الاهتمام بمصلحة الفلاحين بالدرجة الأولى باعتبار قرانا تعتمد بشكل رئيسي على الزراعة

الأستاذ "حسان هاشم سعد الدين"

فعدد السكان في "جبلايا" يبلغ حوالي /3100/ نسمة حسب آخر إحصائية لعام /2009/ معظمهم يعمل في مجال الزراعة والقسم الآخر في الوظائف الحكومية.

وهي مركز بلدة تضم ست قرى وهم "جبلايا، الخويخة، عيناتا، الصفصافة، القيقانية، جوّ" وتمتاز البلدة بمناخ بارد نسبياً ومعدل الأمطار فيها مرتفع يبلغ سنوياً بحدود "1100" مم».

مبنى بلدية "جبلايا"

وعن الأعمال التي تقوم بها البلدية يقول "سعد الدين": «لدينا الكثير من المشاريع التي نعمل على تنفيذها كتعبيد الطرق وتزفيتها واستكمال أعمال شبكة الصرف الصحي والأعمال الصناعية وبناء الجسور – حيث تم تنفيذ جسرين - وإعداد المخططات التنظيمية لكافة مخططات البلدية.

وتتمحور رؤية رئيس البلدية في خدمة بلدته في نقاط عديدة حيث عبر عن ذلك بقوله: «أهم شيء هو تنفيذ طرق خدمية تربط القرية بالقرى المجاورة باعتبارها تقع على خط رئيسي والنهوض بمستوى القرية خدمياً وثقافياً، وتنفيذ محطة معالجة للصرف الصحي واستكمال مشاريع الصرف الصحي لتصل حتى 100%».

وحول ما تتميز به "جبلايا" يخبرنا "سعد الدين" بأنها زراعية بالدرجة الأولى حيث يقول: «تتميز البلدة بكونها زراعية تشتهر بزراعة التفاح والزيتون إضافة إلى باقي الأصناف المتنوعة من كرمة وتين ورمّان، إلا أن إنتاج التفاح يعتبر لدينا إنتاج رئيسي فهناك أصناف ممتازة وكميات جيدة تقوم القرية بإنتاجها ولكن هناك معاناة من ناحية التسويق وبخاصة فيما يتعلق بسعر شرائه من الفلاح حيث تكون الأسعار المعروضة من قبل التجار أسعار زهيدة لا تفي باحتياجات المزارع كون شجرة التفاح بحاجة لاعتناء وجهد كبيرين وتتطلب إنفاق الكثير من الأدوية الزراعية والأسمدة حتى تعطي الناتج المطلوب، لذلك يلجأ بعض المزارعين إلى وضع إنتاجهم في البرادات إلى حين تحسن الأسعار والحمد لله لدينا في القرية ثلاثة برادات وهي تغطي الكميات المراد تخزينها».

على الصعيد الثقافي يبين لنا "سعد الدين" بأن الأنشطة الثقافية تتم متابعتها في المركز الثقافي بناحية "شين" حيث يقول:

«لدينا عدد من المثقفين والأدباء الذين يشاركون في الأنشطة الثقافية المقامة في ثقافي "شين" ونحن بدورنا في البلدية نقوم بإجراء ندوات خاصة بالمزارعين لإرشادهم وإعطائهم المعلومات الضرورية التي تساعدهم في القيام بأعمالهم عن علم ومعرفة ونحاول تزويدهم بكافة ما يحتاجون من معلومات من شأنها أن تقلل الفجوة بينهم وبين التطورات التي يشهدها عصرنا».

وعن روح التعاون والترابط الموجودة بين سكان القرية يقول "سعد الدين":

«نقوم في البلدية كل فترة باجتماع مع وجهاء القرية للتباحث بأوضاع القرية وحاجاتهم وقد تم تنفيذ عدة مشاريع بالعمل الشعبي حيث نفذنا مشروعين مناهل شرب بالعمل الشعبي واستبدلنا خط صرف صحي أيضاً بالعمل الشعبي، كما يوجد جمعية أهلية في البلدة لمساعد المحاجين واليتامي والمرضى، وأهم عمل شعبي قمنا به هو بناء مستوصف على حساب أهل القرية وهو الآن قيد العمل ويؤمن الحاجات الصحية الضرورية لأهالي البلدة.

أما عن الناحية التعليمية فيوجد مدرستين في القرية "ابتدائية وإعدادية" أما "الثانوية" فهي في ناحية "شين"».

ومن الناحية الخدمية، يرى "سعد الدين" بأن القرية لا تعاني من نقص في الخدمات فمياه الشرب مؤمنة للقرية من بئر جوفي وكذلك الكهرباء متوفرة بشكل كامل والصرف الصحي بحدود 70% والنظافة مؤمنة من خلال تخصيص جرّار لترحيل القمامة، إضافة إلى خدمات الهاتف المؤمنة عن طريق بريد "شين"

ختاماً يرى "سعد الدين" بأن أهم الطموحات التي يسعى إلى تحقيقها في القرية هي الارتقاء بمستواها الخدمي الذي يساعد في جعل البلدة مقصداً سياحياً هاماً وبخاصة أن الأرضية الجمالية موجودة من خلال الطبيعة الساحرة التي تغطي البلدة، فيقول: «طموحنا كبير بجلب مستثمرين سياحيين يمتلكون القوة المادية التي من شأنها أن تقوم ببناء منشآت سياحية تؤمن فرص العمل لشباب البلدة وتفتح المجال لقيام حركة اقتصادية مهمة تعود بالفائدة على أهل البلدة».