تاريخ مشرف للمسارح في مدينة "حمص" فقد امتازت "حمص" منذ العقد الأول من عام /1920/ بكثرة مسارحها نتيجة الفرق الموسيقية والمسرحية المحلية والعربية الوافدة إليها، والتي أعطت للمدينة وجهها الفني المبدع من خلال الاهتمام بالمسرح وتألق مسرحييها الذين تفانوا في تقديم أجمل العروض على منصات مسارحها.

وللتعرف أكثر على تاريخ المسرح في "حمص" التقى موقع eHoms مدير المسرح القومي "بحمص" الأستاذ "بري العواني" حيث قال: «في عام /1919/ تم إنشاء مسرح "المنظر الجميل" الذي أصبح حالياً "سينما حمص" وما يجاورها من محال تجارية، وكان هذا المسرح يمتاز ببنائه الجميل الذي يضم صالة العرض ومنصة التمثيل، والمقهى الخارجي المزدان بالأشجار، ونوافير المياه وقد قدمت عليه الكثير من العروض المسرحية، واستقطب الكثير من الفرق الموسيقية، والغنائية المحلية والعربية، خاصة الفرق المصرية وقد غنى فيه الشيخ "سيد الصفتي" والشيخ "محمد نجيب" إضافة إلى الفرق الحمصية المحلية، ويعود الفضل للمؤلف المسرحي والملحن والشاعر "محمد الخالد الشلبي" تلميذ "أبي خليل القباني" في إنشاء هذا المسرح إضافة إلى مسرح "الغسانية" بعد سنتين من إنشاء هذا المسرح.

ثم إنشاء مسرح "البلدية" والذي يعرف حالياً بمسرح "الروضة" والذي أنشئ وفق نظام إيطالي قام بتصميمه مهندس إيطالي على هيئة أوبرا صغيرة وقدمت عليه عروض مسرحية كثيرة كان من أهمها عرض "خالد بن الوليد" الذي حضره المستشار الفرنسي ومتصرف "حمص".

الأستاذ "بري العواني"

يضيف "العواني" وفي نفس الفترة تم إنشاء مسرح "الفرح" الذي هو الآن سينما "الشرق" المغلقة أو المتوقفة عن العمل، إضافة إلى مسارح دور السينما والمقاهي مثل سينما "الفردوس" ومقهى "الفيصل العالية" وفيما بعد تم إنشاء مسرح "المركز الثقافي القديم" الذي هو "نادي الشبيبة" حالياً ثم بناء مسرح وسينما "الزهراء" والتي سميت "الكندي" حديثاً.

ولكي تتوج هذه المسارح بالأفضل من حيث الموقع والتقنية يتم الآن إعادة تأهيل مسرح "دار الثقافة" بهدف زيادة قدرته الاستيعابية لاستقطاب العروض المسرحية والموسيقية والراقصة.

المسرح القومي قيد الإنشاء

وما يميز "حمص" أنها ومنذ فترة الاحتلال الفرنسي قد بني فيها مسرح ملحق بالتجهيز الأولى "ثانوية عبد الحميد الزهراوي حالياً" حيث كان المسرح الملحق بها يستقطب العروض المسرحية والموسيقية للنشاط المدرسي وللأندية والفرق الموسيقية والمسرحية وكذلك إقامة المهرجانات المسرحية والموسيقية على مسرحه.

وعن سير الحركة المسرحية والموسيقية يقول "العواني" لقد تعثرت الحركة المسرحية والموسيقية في "حمص" بحلول عام /2006/ وذلك بسبب عدم أهلية مسرح "دار الثقافة" الذي لم يعد صالحاً لإقامة المهرجانات الكبيرة عليه باعتباره ما يزال حتى اليوم في طور التأهيل الحديث من الداخل ومن الخارج ولعله سيستقبل النشاطات الفنية في منتصف هذا العام، وهذا ما ألقى عبئاً كبيراً على مسرح "الزهراوي" الذي كان من المفترض أن يعاد تأهيليه منذ حوالي ثمانية أشهر على الأقل ولكن الجهات المسؤولة أجلت الصيانة لحين انتهاء مسرح "دار الثقافة" أو بناء المسرح "القومي" في "حمص"

قسم الأطفال في المسرح القومي

وفيما يخص المسرح القومي يخبرنا "العواني" قائلاً: «كانت فكرة إنشاء مسرح قومي في "حمص" مطروحة منذ سبعينيات القرن الماضي ولكن الظروف شاءت أن يمتد هذا التأخير حتى بداية عام /2008/ ففي "حمص" يوجد أكثر من تسع فرق مسرحية لها شأنها على صعيد الحركة المسرحية في سورية والوطن العربي ومنها فرقة "المسرح العمالي" بحمص وفرقة "إشبيلية" وفرقة "دوحة الميماس" وفرقة "المسرح المعاصر" وفرقة "الخيام"...

وقد أقامت نقابة الفنانين منذ أكثر من عشرين سنة مهرجانها المسرحي الأول الذي بدأ عام /1987/ وما زال مستمراً حتى الآن ثم إن "حمص" قد أفرزت الكثير من المؤلفين المسرحيين منذ منتصف القرن التاسع عشر أمثال "عبد الهادي الوفائي" و"محمد خالد الشبلي" و"داوود قسطنطين الخوري" و"يوسف شاهين" ومن الجيل المعاصر "فرحان بلبل" و"وليد فاضل" و"نور الدين الهاشمي" وغيرهم الكثير.

والمخرجين مثل: "فرحان بلبل" و"حسن عقلة" و"ضيف الله مراد" و"زهير العمر" و"خالد الطالب" و"تمام العواني" وأيضاً الممثلين من الرعيل الأول: "محمود طليمات" و"ماهر عيون السود" ومن الجدد: "أحمد منصور" و"نجاح سفكوني"

إضافة إلى مخرجين تلفزيونيين منهم: "محمد فردوس أتاسي" و"محمد بدر خان" و"خالد الخالد" وكذلك في السينما مثل: "أمين البني" و"أسامة الحسيني"، وغيرهم

كل هذا استدعى أن يقام في "حمص" مسرح قومي أسوةً "بدمشق" و"حلب"، وقد صدر قرار إشهار المسرح القومي في "حمص" في بداية عام /2008/ من السيد وزير الثقافة مع عدد من المحافظات "كحماه" و"إدلب" و"الحسكة" التي تم افتتاح هذه المسارح رسمياً فيها وقدمت عروضاً مسرحية ما عدا قومي "حمص" الذي تعثر بسبب عدم جاهزية البناء الواقع على طريق "دمشق" بالقرب من المدينة الجامعية والذي كان معدّاً في الأصل ليكون مركزاً ثقافياً الأمر الذي استدعى تعديل وظائف البناء بما يتناسب مع وظائف "المسرح القومي" من جهة ومع المشروع النبيل لإقامة مجمع ثقافي وطني إبداعي يتضمن بناءً "لمعهد الباليه" وبناءً آخر "لمعهد الموسيقا" "معهد محمد عبد الكريم"، ومعهد "للفن التشكيلي" وقد خصصت هذه المعاهد الثلاثة لاستقطاب الأطفال تحديداً من أجل تنميتهم تنمية فنية علمية وحضارية.