"الفول" و"كأس المرق" أكلة تعود عليها كل "حمصي"، منذ أن كان تلميذاً في المدرسة، فلا يوجد أحد من أهالي "حمص" لم يأكل في طفولته صحناً من "الفول" وشرب كأساً من "المرق" حين كان يخرج من المدرسة ويرى أن عربة الفول تنتظره، وبذلك تحولت هذه الأكلة في "حمص"، إلى وسيلة لتذكر أيام الولدنة والحنين إليها، لتصبح عربات الفول من تراث "حمص".

وللتعرف أكثر على هذه الأكل قام فريق ehoms بلقاء السيد "علي الدبس" صاحب أحد عربات "الفول" فقال عن سبب اختياره للمصلحة: «تعودت منذ أن كنت صغيراً أن أخرج من مدرستي وآكل الفول لأنني أحببته كثيراً، لذلك اخترت هذه المصلحة واشتريت عربة ثم بعت الفول عليها، وأنا أقف أمام المدارس لكي يأتي الطلاب ويأكلوا من عربتي».

بالنسبة لي هذه العربة هي مصدر رزقي الوحيد، فمنها أطعم أولادي وأنا اعمل بها منذ ثلاثين عاماً لذلك هي مصلحة جيدة لكسب العيش بالرغم من المصاعب التي تواجهنا من ظروف الطقس وغيرها

وعن إقبال الناس قال: «يأتي إليّ في الغالب طلاب المدارس، ولكن يمكن أن يأتي الشباب والرجال الذين يحبون تذكر أيام المدرسة، لذلك كانت "عربات الفول" تنمي العادات الاجتماعية في "حمص"، حيث يتعرف الناس على بعضهم البعض، عندما يقفون على عربة واحدة ويتناولون حبات الفول».

علي الدبس

وحول الفائدة المادية التي يجنيها من بيع "الفول" قال: «بالنسبة لي هذه العربة هي مصدر رزقي الوحيد، فمنها أطعم أولادي وأنا اعمل بها منذ ثلاثين عاماً لذلك هي مصلحة جيدة لكسب العيش بالرغم من المصاعب التي تواجهنا من ظروف الطقس وغيرها».

أما "مروان نادر" بائع آخر قال: «لقد كنت أعمل بتركيب الحجر قبل بيع الفول، ولكن أجريت عملية فمنعني الطبيب من أن أكمل عملي، لذلك قررت شراء عربة وبيع الفول عليها، لأني من عشاق هذه الأكلة، فكانت عربتي بمثابة مكان للاجتماع بين أهالي الحي».

أبو ملجد

وأوضح "نادر" طريقة صنع الفول قائلاً: «الفول هي أكلتي المتميزة، لذلك أهتم بصناعتها كثيراً، وطريقة تحضيرها كما يلي، ينقع الفول اليابس في الماء لمدة أربعة أيام ثم نقوم بسلقه جيداً، أما "المرق" فهي الماء الذي يسلق فيه الفول ويضاف إليها الملح والكمون وحامض الليمون، كما تصنع عدة مأكولات أخرى من الفول منها"الفول المدمس" و"فتة الفول"».

وعن سر إقبال الناس قال: «الفول أكلة شعبية في "حمص" لذلك يقبل الناس بكثرة على تناول هذه الأكلة لدي لأني أحب هذه المصلحة وأعتني بنظافة العربة كما أنتقي أجود أنواعه وأطهوه جيداً، كما أن المواظبة على العمل تجعل الناس يأتون إلي حيث أبقى طوال النهار في مكان واحد».

و"إبراهيم عمران" أحد الطلاب الذي كان يأكل الفول من أحد العربات قال: «أنا أشتري الفول بشكل دائم لأنها أكلة متميزة تفوق كل ما هو موجود في السوق من مأكولات أخرى فأنا لا آكل "البسكوت" و"البطاطا" وغيرها لأن الفول يتميز عنها كلها فهو صحي وغني بالبروتين كما يقال».

يذكر أن عربات الفول تنتشر بكثرة في مدينة "حمص" وخصوصاً عند المدارس لذلك يعد أكل الفول عادة اجتماعية بالنسبة لأهالي المدينة وخصوصاً طلاب المدارس حتى لا يكاد يوجد أحد في مدينة "حمص" إلا وأكل من تلك العربات.