دخل أحد الشبان إلى محل لبيع التذكارات في يوم عيد الحب، وطلب عشر بطاقات "معايدة" مكتوب على كل واحدةٍ منها "إلى حبي الوحيد"!!، إنها نكتة حمصية تُروى على سبيل المزاح كلما اقترب عيد الحب، وبدأ اللون الأحمر يطغى على واجهات المحلات. لكن قد يكون لهذه النكتة وجه من وجوه الحقيقة...

فـ"راني عكاري" صاحب "محل ماري" جون للهدايا في "حمص" يقول في لقاء مع موقع eHoms أن العديد من الشبان يشترون أكثر من هدية في عيد الحب ليس لأكثر من حبيبة بل لأنهم يعتبرون أن عيد الحب مناسبة لتبادل المودة والمحبة مع الصديقات المقربات، ويضيف "عكاري": «ليس فقط العشاق من يشترون الهدايا في عيد الحب، فهناك العديد من الزبائن يقولون أنهم يريدون إرسال هدايا إلى أصدقائهم المفضلين في هذه المناسبة».

ليس فقط العشاق من يشترون الهدايا في عيد الحب، فهناك العديد من الزبائن يقولون أنهم يريدون إرسال هدايا إلى أصدقائهم المفضلين في هذه المناسبة

ومن أطرف ما حدث في محل "ماري جون" كما يروي صاحبه أن أحد الشبان قال لحبيبته أنه سيبتاع لها هدية من "دمشق" وهي قالت له أنها ستشتريها من "حلب" وفي ليلة عيد الحب في العام الماضي تقابلا داخل المحل بالمصادفة.

السيد "راني عكاري"

"عكاري" يرى أن الاحتفال بهذه المناسبة يزداد عاما بعد عام وبالنسبة لسعر الهدايا عنده فهناك ما يبدأ بـ /500/ ليرة، ويقول إنّ سعر إحدى الهدايا التي باعها وصل إلى /30000/ ليرة سورية.

شارع "الدبلان" "بحمص" هو أحد أهم تجمعات المحلات التجارية، ومن النادر أن لا يكون لأي حمصي أو زائر "لحمص" عمل أو مرور ما من هذا الشارع، لذلك "فالدبلان" هو أول وأكثر من يغطيه اللون الأحمر بحمص يقول "عمار عبد المولي" صاحب محل هدايا وإكسسوارات "هشام":

السيد "عمار عبد المولى"

«إن نسبة الإقبال في العام الحالي تعد قليلة بالنسبة للأعوام الماضية ولأسباب عديدة منها الوضع الاقتصادي المؤثر على حالة السوق بشكل عام، والطقس البارد الذي يلعب دورا أساسيا في تخفيف الحركة الشرائية مع أن الحب موجود صيفا شتاء. «اذا كان يوم عيد الحب ماطرا فإن حركة البيع تنخفض كثيرا».

وأضاف أن "الدباديب" هي أكثر الهدايا طلباً في عيد الحب إضافة للعطورات و الساعات بالنسبة للفتيات اللواتي يهدين أحباءهم.

وأوضح "عبد المولى" بأن شراء الورد والهدايا لايقتصر على طبقة دون أخرى بل يشمل كل شرائح المجتمع لأن الأسعار تبدأ من /100/ ل.س وبتصاعد مع الإشارة أن الأسعار لم تتغير كثيرا عن الأعوام الماضية بما أن نسبة الصبايا حسب قوله كانت أكثر هذا العام من الشباب بالشراء.

**الحب للجميع...والأسعار مختلفة

الورد الأحمر هو رمز عيد الحب الأبدي وفي "حمص" كما في أي مكان ترتفع أسعار الورود في هذه المناسبة ويصل سعر الواحدة ليلة عيد الحب إلى /200/ ليرة سورية لكن في بعض المحلات في الحارات الشعبية تجد أسعاراً مخفضة جدا ابتداء من /50/ ليرة...

السيد "جوزيف ساحلي" صاحب محل ورد أشار بأن الورد الجوري هو سيد الورود بهذه المناسبة والأكثر طلبا والأسعار تبدأ من /100/ ليرة للوردة الواحدة وهي جاهزة للتقديم للحبيب، مع وجود أنواع أخرى من الورد منها القرنفل الأحمر، و كل وردة حمراء تحمل شكل الكأس المناسب لعيد الحب.حيث لايقل معدل البيع عن /150/ وردة يوميا.

ويقول "الساحلي" بأن التحضير في محلات بيع الورود يبدأ متأخرا بالنسبة لتزيين الواجهة بالورد ذلك بسبب عدم قدرة الوردة على الحياة لأكثر من أيام معدودة خارج البرادات. ويختم "الساحلي" حديثه أن شراء الوردة لا يقتصر على الشباب فقط بل يأتي إليه زبائن بعمر الستين والسبعين عاما وأطرف ما حدث معه أن طفلا لا يتجاروز عمره السبع سنوات طلب شراء وردة حمراء يهديها لصديقته.

مع أو ضد؟!

ينقسم الناس عادة بين مؤيد ومتجاهل أو حتى معارض لهذه المناسبة فالسيد "عبيدة الحسن" يقول أنه قبل التفكير بعيد الحب يفكر بكيفية تأمين لقمة العيش «فعيد الحب مناسبة قد تكون أفضل للتجارة بمشاعر العشاق الذي يبحثون عن تأمين مصاريف زواجهم وشراء منزلهم، ولا يعني ذلك أن الحب قد مات لكن الحب لايقتصر على هذا اليوم ابدا».

ويوافق "حبيب" على هذه الرأي فيقول: «مع تقدم الزمن أصبحنا نحسب ألف حساب لعيد الحب الذي كنا نقضيه بوردة إما شراء أو قطفا، ولكن بهذه الأيام يضاف للوردة هدايا أخرى وألعاب، مع تكلفة دعوة لسهرة الحب. ولكن أحيانا الحبيب لايمكنه إلا أن يقوم بذلك لإرضاء حبيبته، لذا نتمنى أن يعود الحب لبساطته التي قد يعبر عنه بكلمة أو نظرة وليس بالهدايا فقط».

الآنسة "سحر" تخالف ذلك وتقول: «إن عيد الحب مناسبة ليجدد الحبيب علاقته مع الحبيبة التي قد تكون فقدت بريقها خلال مشاغل الحياة "فلماذا يرفض البعض عيد الحب واحتفالاته وهو المناسبة التي تشعر الإنسان أمام مصاعب الحياة بأن الحب هو السعادة».

حمص كسائر المحافظات تحتفل بعيد الحب دون النظز للأوضاع المادية، وتبقى الخصوصية الحمصية في هذا الحب أن الجميع يحتقل به من كافة الطبقات والأعمار مع بعض النكات التي يطلقها الحماصنة في جميع المناسبات.