ناحية "خربة التين" إحدى النواحي التي تبعد عن "حمص" إلى الغرب منها بحوالي خمسة عشر كيلومتراً تقريباً، ولأبناء هذه الناحية حاجات متعددة من ضمنها الثقافة، ولا يمكن تلبية هذه الحاجة إلا إذا توافرت الشروط والإمكانيات المناسبة، فالمركز الثقافي العربي في "خربة التين" إحدى الجهات التي تساهم في نشر الثقافة لدى أهل البلدة، ضمن الإمكانيات القليلة المتاحة التي لا تلبي الطموح الثقافي للعدد المتزايد من الأهالي.

لمعرفة واقع المركز الثقافي العربي في "خربة التين" موقع eHoms زاره وحاول مقابلة رئيسة المركز الآنسة "نسرين سليمان"، لكنها لم تكن موجودة بسبب تكليفها من قبل مديرية الثقافة بمهمة رسمية خارج المركز لعدة أشهر، فكان لنا لقاء مع أمين مكتبة المركز الأستاذ "جعفر الخليل" الذي حدثنا عن مركز "خربة التين" الثقافي قائلاً: «"المركز الثقافي في "خربة التين" عبارة عن غرفتين فقط ضمن بناء البلدية، نستعمل الغرفة الأولى كمكتب إداري يتضمن بعض كتب المكتبة، أما الغرفة الثانية فهي تضم كافة كتب المركز، فالمكان ضيق، نعاني من صعوبات في التحرك بحرية لتنظيم أمور مركزنا الثقافي».

لدينا في المركز حوالي ألفي كتاب للكبار والصغار، وتعتبر هذه الكمية من الكتب جيدة بالنسبة لأهالي الناحية، وتلبي الحاجة الثقافية لغالبية الناس، والمركز الثقافي مجهز من الناحية التقنية بإذاعة، وكمبيوتر، وجهاز فاكس وتلفاز

وعن تاريخ "المركز الثقافي العربي" في "خربة التين" قال:

الأستاذ "جعفر الخليل" أمين المكتبة

«تم إنشاء المركز عام /2002/ ضمن مقر البلدية، وكان حينذاك يحوي القليل من الكتب، ولا تتوافر فيه أية تجهيزات، وكان رئيس البلدية الأستاذ "علي برهوم" مسؤولاً عنه.

وفي عام /2003/ تم تعيين الآنسة "نسرين سليمان" رئيسة للمركز، فسعت إلى تزويد المركز بالجديد والمتنوع من الكتب، وفي عام /2005/ تم تعييني أميناً للمكتبة ونحن حتى الآن نسعى لتطوير واقع هذا المركز ضمن إمكانياتنا القليلة المتاحة».

الأطفال في المركز الثقافي يبحثون عما يقرؤون

وعن عدد الكتب والتجهيزات التي يضمها المركز أضاف الأستاذ "جعفر": «لدينا في المركز حوالي ألفي كتاب للكبار والصغار، وتعتبر هذه الكمية من الكتب جيدة بالنسبة لأهالي الناحية، وتلبي الحاجة الثقافية لغالبية الناس، والمركز الثقافي مجهز من الناحية التقنية بإذاعة، وكمبيوتر، وجهاز فاكس وتلفاز».

وتابع أمين المكتبة حديثه بالقول: «من خلال عملي اليومي في المكتبة، هناك كثيرون يأتون ليستعيروا الكتب المتنوعة، منهم الرجال المتقاعدون الذين يستعيرون كتب السياسة والدين، أما النساء فيستعرن الروايات والقصص المتنوعة، وهناك كثير من طلاب الجامعات يستعيرون الكتب كمرجع لهم في أبحاثهم، ولكن النسبة الكبرى من القراء هي الأطفال الذين يستعيرون القصص والكتب، لذلك فالوقت بين الساعة الثانية عشر والنصف والساعة الواحدة والنصف ظهراً يعتبر وقت الذروة في المركز أي عند انصراف الأطفال والطلاب من مدارسهم.

ونحن نعتمد على إعارة الكتب بناءً على المعرفة الشخصية، وأحياناً تضيع بعض الكتب أو تتلف لذلك نضطر إلى تغطية هذا النقص على نفقتنا الخاصة».

وعن أبرز أنشطة المركز الثقافي في ناحية "خربة التين" قال:

«تقتصر الأنشطة الثقافية للمركز على المحاضرات والأمسيات الشعرية، وهذه المحاضرات تأخذ صفة تثقيفية، ومنها ما هو سياسي وصحي، وذلك بحسب التنسيق بيننا وبين "مديرية الثقافة" "بحمص"، وهذه الأنشطة نقيمها في مبنى "الفرقة الحزبية"، أما بالنسبة لأنشطة الأطفال فحتى اليوم لم نقم أي نشاط ترفيهي أو ثقافي خاص بهم، لعدم توافر الإمكانات، نأمل قريباً أن نقدم لهم مسرحيات وأمسيات الغنائية».

وعن الصعوبات التي يعاني منها مركز "خربة التين" الثقافي وأبرز الطموحات، أضاف الأستاذ "جعفر": «الواقع الحالي لمركزنا الثقافي لا يساعدنا على تطوير أعمالنا فيه، ونحن نسعى جاهدين لتأمين مقر مستقل للمركز الثقافي ضمن البلدة، وهذا سيساعدنا على زيادة نشاطاتنا وتنظيم المكتبة وتجهيز قاعات خاصة بالمطالعة.

وقد خصصت البلدية قطعة أرض للمركز الثقافي تبلغ مساحتها أكثر من دونمين، ولكننا ننتظر تنفيذ المشروع، ونرجو ألا يطول انتظارنا».