يشكل توفير الجو الآمن للطفل أول اهتمامات الأم ولاسيما الأم العاملة، جرّاء ابتعادها عن أطفالها مدّة ليست بالقصيرة، وعلى هذا الأساس انتشرت العديد من النوادي ودور الحضانة والرعاية التي تهتم بالطفل وتساعد على اكتشاف مواهبه وتنميتها.

"نادي مواهب" للأطفال أحد تلك النوادي المهتمة بتطوير هوايات الطفل ومهاراته على أسس علمية وتربوية، أوضحتها مديرة النادي المحامية "أحلام شبيب" عند زيارة eHoms للنادي بتاريخ 9/1/2010.

نقدّم المكافآت للأطفال من خلال إمكانية قدومهم للنادي خارج أوقاتهم المخصصة عند نيلهم علامة دراسية جيدة، وحالياً نعمل على إضافة المزيد من الفائدة والمرح من خلال تعاوننا مع "مديرية الثقافة"، ليتسنى لأطفالنا حضور بعض المسرحيات المقامة هناك بين الفترة والأخرى، وزيارات متكررة للمكتبة الموجودة في المركز الثقافي، مع تأمين دورات لتعليم رقص الباليه، وتصميم الأزياء، بناء على طلب أهالي بعض الأطفال

وبداية الحديث كان عن تأسيس النادي، حيث تقول:

المحامية "أحلام شبيب" مديرة النادي

«الفكرة الأساسية وراء إقامة النادي هي الاهتمام بالأطفال وتنمية مواهبهم ولاسيما الرسم، وهو هوايتي الرئيسية مذ كنت صغيرة، وكان لدي حلم بالاختصاص بهذا المجال، لكن ظروف زواجي ومسؤوليات البيت والأولاد حالت دون ذلك، فاخترت دراسة "الحقوق" مع بقاء هواية الرسم موجودة في حياتي، وتبلورت الفكرة في عدّة نواح منها "نادي مواهب"، وتحولت الفكرة لحقيقة بعد حضوري مؤتمر "المرأة والأعمال"، حيث تعرّفت فيه على عدّة سيدات من دول أخرى يعملن بهذا المجال وهذا أكثر ما شجعني وخاصّة أنّه يتقاطع مع الرسم وبقية الهوايات الفنية».

يشغل "نادي مواهب" صالة مجهزة في حي "عكرمة الجديدة" في "حمص"، موزّعة على أقسام تتضمن: الرسم والأشغال اليدوية الفنية، والألعاب والتسالي وتنمية المهارات الفكرية والحسية، إضافةً إلى رعاية للأطفال بإشراف مربية مختصة أو ما يسمى "baby setting"، وعن تلك الأقسام والخدمات تتابع: «حاولنا تجهيز المكان بما يريح الطفل ويبهجه، فهناك زاوية أطلقنا عليها اسم "حكايا الجدّة"، من خلالها نروي قصص للأطفال تعرض بعضاً من مشاكلهم التي نكون قد سألنا الأهالي عنها سابقاً، مثل الحساسية الزائدة، أو الألفاظ السيئة، أو التذمر، أو الكذب، وغيرها، إضافةً لركن يسمى "مسبح الكرات" الذي يوفر المرح والتسلية جرّاء اللعب بالكرات الملونة ذات الأحجام المتنوعة، ما يسمح للطفل بتعلّم الكتل ومعطياتها والألوان وأسمائها، مع وجود قسم الأشغال اليدوية وفيه نعاود الاستفادة من أشياء تعدّ تالفة كقشور البيض، وصناديق الكرتون، وأعواد الكبريت المستعملة، وأوراق الشوكولا، وغيرها، لنعيد تدويرها وتحويلها إلى أشياء نافعة ذات لمسة فنية بعد تعقيمها طبعاً».

"ابتسام شبيب" و"إيمان حمدان"

تحاول السيدة "أحلام" الاطلاع على الجديد والمتطور في مجال عملها عن طريق الدراسات المتنوعة ودخول شبكة الإنترنت، والزيارات المتكررة لأماكن تربوية مماثلة، وعلى حدّ قولها، تلك الخبرات المكتسبة تنقلها بدورها إلى المعلمات في النادي اللواتي يتوزعن على اختصاصات: الأدب عربي، وعلم نفس، ورياض أطفال، ومعهد الرسم، مع وجود اختصاصية تغذية واختصاصية بمعالجة النطق لدي الأطفال.

أمّا عن البرنامج المتبع في النادي فتقول:

السيدة "ايفين المصري" وابنها "بشار"

«البرنامج محدد حسب رغبة الطفل أو أهله، ولذلك يتمّ تعبئة استمارات معينة توضع في سجل كل طفل يذكر فيه الأهل ميزات أطفالهم، والمشكلات التي يعانون منها، والهوايات التي يميلون إليها، بالإضافة لتوقعات الأهل تجاه تطور مَلكات أطفالهم.

والبرنامج ليس ثابتاً وإنما على فترات تتراوح بين خمس عشرة دقيقة إلى ثلاثين دقيقة تتناوب فيه المعلمات على مجموعات الأطفال المتواجدة لتلافي ملل الأطفال من هواية أو قسم معين».

يستوعب نادي "مواهب" حالياً خمسين طفلاً، على مدّة زمنية تبدأ في الساعة التاسعة صباحاً وتنتهي في التاسعة مساءً، وتتراوح أعمار الأطفال ما بين ستة أشهر وثلاثة عشر عاماً.

تعمل المشرفات على تطوير مهارات الأطفال على أسس علمية وقواعد متخصصة كما تذكر المعلمة "إيمان حمدان":

«أحاول إعطاء الطفل الذي يحب الرسم أساسيات المادة وكيفية تعامله مع المواد وليس مجرّد تمضية للوقت، حيث نبدأ بالرسم بأقلام الرصاص، والألوان السهلة على الأطفال كالشمع والخشب، ننتقل بعدها لألوان الماء والزيت، مع تعليمهم المفاهيم الرئيسة في الرسم كالتناظر والبعد، والتناسب وخط الأفق وغيرها، ونطبقها على مثال حي كوضع منحوتة أو صورة ليقوم الأطفال بالرسم على غرارها، ومن خلال ذلك استطعنا الكشف عن بعض مشاكل البصر وتنبيه الأهالي إليها، وبالتالي مساعدتهم على حلها في بدايتها، مع استعمالنا للألوان الغذائية في صنع الأعمال اليدوية، وتعقيم كل المواد قبل استعمالها لضمان المزيد من الحماية للطفل».

أمّا المشرفة على الأطفال واختصاصية التغذية السيدة "ابتسام شبيب" فتقوم بمهام توضحها بقولها:

«أنظم الوقت والمواعيد والدورات في النادي، عن طريق لقاء الأهل وتسجيل ملاحظاتهم ومعرفة رغباتهم، في تعليم وتنمية هوايات معينة يريدونها لأطفالهم، إضافةً لاهتمامي بغذاء الأطفال ومراقبة ما يحضرونه معهم من أغذية، وأحاول دوماً التخلص مما يضرّ صحتهم كالأطعمة السريعة و"الشيبس" و"الشوكولا"، إضافة إلى السعي لتعويد الأطفال على تناول ما يفيدهم من مأكولات، ولاسيما الخضار والفواكه والحليب، وربط ذلك بقصص مسلية، أو بشخصيات من أفلام الكرتون مثل "باباي والسبانخ" وإيصال ذلك للأم لكي تستطيع تنظيم غذاء طفلها».

وهذا ما أكدته السيدة "إيفين المصري" جرّاء تغير سلوك وعادات طفلها وتضيف:

«على الرغم من أنّ المصادفة كانت طريقة تعرفي على النادي، حيث كنت في إحدى النزهات مع طفلي في ذات الحي ودهشت بمدى تنظيمه ونظافته واعتنائهم بخدمة الأطفال وحمايتهم وجدية الاهتمام بهواياتهم، وأحببت أن يقضي طفلي وقت فراغه في النادي، لاستفادته مما سيقدم له، وللوقاية من اللعب في الشارع، وقد لاحظت تغير طفلي من الأسبوع الأول، حيث أصبحت طريقته الاجتماعية في التعامل مع الآخرين أكثر لباقة وتهذيب، مع احترامه لما يقوم به من رسوم أو أشغال».

يصرّ الطفل "بشار" ابن السيدة "إيفين" ذو السبعة أعوام على الحضور يومياً إلى النادي وهو مكانه المفضل الذي يستطيع من خلاله الرسم ولعب الشطرنج، والدراسة أيضاً، حيث يطلب المساعدة من بعض المدرسات في دراسته، وينال من خلال اجتهاده ثواباً آخر هو القدوم ساعة إضافية إلى النادي كهدية وتلك سياسية تربوية أخرى اعتمدتها إدارة النادي كما تقول السيدة "أحلام": «نقدّم المكافآت للأطفال من خلال إمكانية قدومهم للنادي خارج أوقاتهم المخصصة عند نيلهم علامة دراسية جيدة، وحالياً نعمل على إضافة المزيد من الفائدة والمرح من خلال تعاوننا مع "مديرية الثقافة"، ليتسنى لأطفالنا حضور بعض المسرحيات المقامة هناك بين الفترة والأخرى، وزيارات متكررة للمكتبة الموجودة في المركز الثقافي، مع تأمين دورات لتعليم رقص الباليه، وتصميم الأزياء، بناء على طلب أهالي بعض الأطفال».